شيّع الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، ظهراليوم الأحد17 مارس، جثمان النائبة في المجلس التشريعي مريم محمد محيسن فرحات الشهيرة ب"أم نضال"، والتي توفيت فجر اليوم، بعد ساعات من دخولها قسم العناية المركزة بمستشفى الشفاء. وانطلقت جنازة التشييع من المسجد العمري بغزة وحتى المقبرة الشرقية في منطقة الشجاعية شرق القطاع، بحضور عدد من قيادات الفصائل والوزراء ونواب المجلس التشريعي. وبدت مراسم تشييع أم نضال أشبه بجنازة عسكرية، وسط العشرات من أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" في الشوارع والمفترقات الرئيسة للمدينة، حيث يعتبر المجاهدون أم نضال بمثابة "الأم الروحية" لهم. وكانت المصادر الطبية في غزة قد أعلنت فجر اليوم الأحد وفاة النائبة في المجلس التشريعي مريم فرحات " أم نضال" بعد نقلها الى المستشفى بوضع صحي خطير. خنساء فلسطين والمسيرة النضالية أطلق عليها "خنساء فلسطين"، وهولقب تجسد من سير التاريخ، في امرأة عربية قدمت أبنائها في سبيل نشر رسالة الإسلام، ثم عقدت الشعر في فراقهم فرحة، وخنساء فلسطين، أم نضال فرحات قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء، ورابعهم في الأسر، وهدم بيتها أربع مرات علّها تنسى الوطن، لكنها فاجئت الاحتلال أن زفت إلى الشهادة فتاها الشهيد محمد فرحات بيدها، وهي تودعه وتقبله وتقرأ عليه خارطة الطريق أن لا تعود إلا بصيد ثمين، وبجسد شهيد. وأمّ نضال هي مريم محمد يوسف فرحات ولدت في غزة لعام 1949، وسكنت حي الشجاعية من قطاع غزة، تزوجت من فتحي فرحات، ومن خطواتها الأولى في ركب الثائرين، أن حملت بمولودها الأول أثناء الامتحانات الثانوية ، وقد تحصلت على معدل 80% . أنجبت من زوجها ستة شبان، وأربع بنات، استشهد منهم ثلاثة كانوا نشطاء في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس هم " نضال، ومحمد، ورواد"، وأسر الرابع في سجون الاحتلال، وقد اشتهر وصفها ب"خنساء فلسطين" عندما ظهرت في تسجيل فيديو تودع فيه ابنها الأصغر محمد وهو مقدم على تنفيذ عملية فدائية في مستوطنة للاحتلال قرب الحدود مع غزة عام 2002م. مما يذكر في سيرة النائبة مريم فرحات " أم نضال"، أن قائد كتائب القسام وأحد مؤسسي الكتائب عماد عقل قد استشهد في منزلها عام 1993، عندما كانت تؤيه، وعندما عرفوا مكانه حاصر المئات من جنود الاحتلال المنزل و دارت اشتباكات بينه وبين قوات الاحتلال فاستشهد بتاريخ24/11/1993 . إبنها عماد والذي اغتيل عام 2003 أثناء استلامه لطائرة صغيرة كان يحضرها لعملية عسكرية ضد الاحتلال، عرف أنه مهندس صواريخ " القسام" المحلية، وهو من اوائل من عمل على تصنيع تقنية الصواريخ المحلية في قطاع غزة، وعرف في أوساط حركة حماس ب" مهندس الصواريخ". قدّمت حماس مريم فرحات، كإحدى مرشحات الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية والتي شاركت بها عام 2006، وفازت أم نضال فرحات بمقعد في المجلس التشريعي.