أكّدت وزارة الداخلية العراقيّة، أمس الثلاثاء 9 أفريل، تصديها لجميع العناصر "الإرهابية" التي تحاول الدخول إلى العراق عن طريق سوريا، مشيرة إلى أن التنظيمات المسلحة" غالباً ما تسعى الى تغيير مسمياتها، فيما كشف مجلس انقاذ الأنبار عن وجود مساع بين تنظيم القاعدة في العراق وما يعرف بجيش النصرة في سوريا لتوحيد جناحيهما. وقالت "خدمة سايت" لمراقبة المواقع على الانترنت ومقرها الولاياتالمتحدة إنّ دولة العراق الإسلامية وهي جناح تنظيم القاعدة في العراق أعلنت أن جبهة النصرة المعارضة في سوريا هي فرعها هناك وأن الجماعتين ستعملان تحت اسم واحد. ونقلت "سايت" عن أبي بكر البغدادي زعيم دولة العراق الإسلامية قوله، إن جماعته وجبهة النصرة السورية -المدرجة على القائمة السوداء للولايات المتحدة- سيتوحدان تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وأثارت هيمنة العنصر الإسلامي على الانتفاضة السورية مخاوف قوى إقليمية وغربية وعمقت من الانقسام الشيعي السني في الشرق الأوسط وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية الاتحادية العميد سعد معن في اتصال هاتفي مع "الصباح الجديد" ، إن "مسميات التنظيمات الارهابية غالباً ما تتغير، وإن قيادة قوات الحدود موجودة وتتصدى دائماً لجميع الارهابيين الذين يحاولون الدخول إلى البلاد عن طريق سوريا". وأكد معن أنه "تم حفر خندق بين العراق وسوريا، وحالة التأهب موجودة"، مبيناً أن "المجاميع المسلحة تتلاعب بالكلمات في محاولة منها لصدم المجتمع"، مضيفاً "نحن كقوى أمن داخلي، نتابع المعلومات الاستخبارية عن هذا التنظيم، سواء كان يعمل هنا أو هناك، لكن بالنتيجة نحن نتعامل مع جماعات ارهابية مجرمة خارجة عن القانون". وعن علاقة هذا التنظيم الإرهابي في التأثير على تظاهرات الأنبار، بين معن أن "هناك وعياً أمنياً لدى المواطنين، سواء كان في الأنبار أو في أي محافظة أخرى"، مشيراً الى أن "الارهابيين يحاولون ارسال رسالة اعلامية للتأثير على نفوس المواطنين ومنتسبي القوات الأمنية، ونحن شخصنا وبوضوح وجود تسمية للجيش الحر في العراق"، مؤكداً أن "هذا التنظيم وان كان له وجود فهو لا يفرق عن المجاميع المسلحة التي غالباً ما تغير بأسمائها، وأن هذا لا يعني زيادة في اعداد المقاتلين أو تشكيل جديد، وانما هم ذاتهم الخارجون عن القانون". ولفت إلى أن "استعدادات وزارة الداخلية هي ذاتها، وتتعامل بالآلية ذاتها مع جميع المسميات الإرهابية، لأنهم يحاولون التأثير على السلم الأهلي والتأثير على حياة المواطن وبالتالي يتم التعامل معهم وفق القانون". وأعلن تنظيم القاعدة الارهابي في العراق، أمس الثلاثاء، إلغاء اسم ما يسمى ب"دولة العراق الاسلامية" وتوحيد تنظيمه مع ما يسمى ب"جبهة النصرة" في سوريا . وقال أبو بكر البغدادي، في رسالة نشرت على مواقع الكترونية تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، "لقد آن الاوان لنعلن امام اهل الشام والعالم باسره ان جبهة النصرة ما هي الا امتداد لدولة العراق الاسلامية وجزء منها"، مضيفاً أن "جبهة النصرة التي تنشط في سوريا ضد نظام بشار الاسد امتداد له وجزء منه، وهدفها اقامة دولة اسلامية في سوريا". بدوره، كشف رئيس مجلس انقاذ الانبار حميد الهايس، أمس الثلاثاء، عن تحذيرات اطلقها قبل أشهر تفيد بأن هناك جهوداً توحيدية ما بين تنظيم القاعدة الارهابي وما يعرف بجيش النصرة. وقال الهايس في تصريح صحفي، إن "جبهة النصرة ومنذ بداية تشكيلها هي جزء من تنظيم القاعدة الارهابي"، متسائلاً "لماذا يتحدون اليوم؟، انهم متحدون منذ البداية، واهدافهم مشتركة"، مبيناً "نحن حذرنا قبل أشهر، وأشرنا الى وجود توجه لتوحيد جهود ما بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة الارهابي"، مؤكداً في الوقت ذاته "نحن لدينا أسماء لأشخاص من أزلام النظام البائد يعملون داخل سوريا، وقاموا بالتفجيرات الأخيرة التي وقعت في العاصمة، وهم من اهالي بغداد". وأشار إلى أن "هذا التنظيم بشتى مسمياته لن يهز شعرة واحدة من العراق، وان وضع العراق يختلف عن الوضع السوري، أما اذا ظهر مسلحون هنا وهناك فسيكون الرد عليهم بشكل فوري من قبل قواتنا الامنية ومن قبلنا نحن مجلس الانقاذ". أما الجيش السوري الحر، فقد أكد ان قيادته "لا تنسق مع النصرة"، مبيناً انه لا يمكن لأحد "ان يفرض على الشعب السوري شكل دولته"، بحسب ما قال مسؤول في هذا الجيش لوكالة فرانس برس. وقال المنسق الاعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي مقداد، إن "جبهة النصرة لا تتبع للجيش الحر، ولا يوجد قرار على مستوى القيادة بالتنسيق معها، إنّما هناك واقع ميداني يفرض نفسه احيانا، فتلجأ بعض الفصائل على الأرض إلى التعاون مع الجبهة في بعض العمليات"، مضيفاً "لا نعلم من اصدر البيان، وما هي درجة مصداقيته، لكن لم يتم التنسيق مع قيادة او اركان التشكيلات العسكرية في شأنه". وتابع ان "هدفنا واضح ووجهة بندقيتنا واضحة، اسقاط النظام وايصال الشعب الى الدولة الديمقراطية التي يطمح اليها"، مشيرا الى ان "النصرة تنظيم قد يكون يؤمن بأهداف الثورة ويعمل لإسقاط النظام، لكن لديه فكر نختلف معه". وبخصوص تأكيد القاعدة في العراق، أن النصرة تعمل على ارساء دولة اسلامية في سوريا، قال مقداد "لا يحق لنا أو لاحد أن يفرض أي شكل من اشكال الدولة على السوريين، سيذهب السوريون إلى صناديق الاقتراع لاختيار قياداتهم وشكل دولتهم".