يحلّ الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" بعد غد الجمعة 12 أفريل، وقد تعتبر هذه الزيارة منعرجا في العلاقات الايجابية بين البلدين. ويذكر أنّه كان من المقرر أن يحلّ الرئيس الفرنسي بتونس في شهر فيفري المنقضي إلا أنّه تم إرجاء الزيارة لأسباب تتعلق بغياب رزنامة سياسية واضحة للانتخابات والهيئة المستقلة للانتخابات، حسب ما أعلنت حينها مصادر دبلوماسية فرنسية. وتأتي زيارة هولاند إلى تونس عقب زيارة أداها الأسبوع المنقضي إلى المملكة المغربية. ويذكر أنّ العلاقات التونسية الفرنسية قد شهدت بعض التوتر عقب التصريح الذي أدلى به وزير الداخلية الفرنسي "مانوال فالس" على هامش اغتيال الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد. وقد قال فالس حينها إنّ "تونس لم تعد مثال يقتدى به لبلدان الربيع العربي...وتوجد فيها فاشية إسلامية صاعدة". وهو ما اعتبرته تونس تدخلا واضحا في شؤون البلاد التونسية. ورغم دعمها المتأخر للثورة التونسية إلا أنّ الحكومة الفرنسية حاولت خلال العامين الفارطين تأكيد دعمها المستمر للتحول الديمقراطي في تونس، وقد أدّى رئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي زيارة إلى باريس في شهر جوان من العام الماضي، ثم زيارة رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي الرسمية أواسط شهر جويلية الفارط. أمّا اقتصاديا فإنّ باريس تعد الشريك التجاري الأول لتونس (7.6 مليار يورو لعام 2011)، والمستثمر الأجنبي الأول في اقتصادها (خارج قطاع النفط والغاز) الذي يقتطع حصة تصل إلى 25 في المائة. وكانت الوكالة الفرنسية للتنمية قد أقرت خطة دعم لتونس قيمتها 425 مليون يورو للعامين 2011 - 2012، صرف منها 185 مليون يورو. أما الشركات الفرنسية العاملة في تونس فهي الأكبر، إذ يبلغ عددها 1500 شركة تشغل نحو 110 آلاف تونسي.