وصفت هيئة قيادة الأركان المشتركة ل"الجيش السوري الحر"، خطاب الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله، والتي تناول فيها صراحة تدخل مليشياته في المعارك بسوريا، بأنها "دجل"، مهددًا بالرد بالمثل داخل لبنان. وكان الأمين العام ل"حزب الله" قد قال في سياق محاولات تبرير تدخل مليشيات حزبه في الشأن الداخلي السوري وإلقاء ثقلها راء قوات بشار الأسد، قال إن "سوريا ظهر المقاومة وسندها، والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي ويكشف ظهرها ويكسر سندها وإلاّ نكون أغبياء." وقد اعتبر محمد علوش، عضو هيئة قيادة الأركان المشتركة للجيش الحر، تلك التصريحات من جانب حسن نصر "دجلاً"، متسائلاً في استنكار: "من أعطى نصر الله الحق للتدخل في الشأن السوري؟." وفي تلميح إلى إمكانيه الرد بالمثل والتدخل بألوية الثوار في الجنوب اللبناني، قال علوش مجاوبًا على تساؤله "إذا كان هو مَن يعطي لنفسه هذا الحق، فمن حقنا أيضًا أن نعامله بالمثل، ونشكل ألوية لاسترجاع الأوقاف السنية، التي سيطر عليها الشيعة في الجنوب اللبناني، ونحن قادرون على ذلك." وفي رده على ما ردده حسن نصر الله كثيرًا في خطابه حول "الجماعات التكفيرية المسلحة"، في إشارة إلى بعض فصائل الثوار السوريين، قال عضو هيئة قيادة الأركان المشتركة للجيش السوري الحر: إن "الشعب السوري لا يميل بطبعه إلى الأفكار التكفيرية 100 ألف سوري يقاتلون في الثورة السورية لا يميلون إلى هذا الفكر." وأردف قائلاً إن "مدينة القصير التي يقاتل فيها حزب الله بضراوة بجانب قوات بشار الأسد لا توجد بها جبهة النصرة، المحسوبة على هذا الفكر"، على حد قوله ،متسائلاً باستنكار: "لماذا إذن ذهب نصر الله وحزبه إلى القصير؟." وكان حسن نصر قد دندن كثيرًا حول ما وصفه ب"الجماعات التكفيرية" ويعني بها فصائل إسلامية منضوية ضمن كتائب الثوار السوري، وذلك في محاولة لتأجيج مخاوف الغرب منها، كنوع من مغازلة الغرب باعتبار أنه يواجه هذه الجماعات في سوريا ويخشى من سيطرتها على الحكم فيها، وهي المخاوف الموجودة أصلا لدى الدول الغربية والتي يرى العديد من المراقبين أنها أحد أسباب تقاعس الغرب عن تقديم يد العون للثوار السوريين، على غرار ما حدث سابقًا مع ثوار ليبيا. وانطلاقًا من حديث حسن نصر على الجماعات التي وصفها بالتكفيرية، وجه عضو هيئة قيادة الأركان المشتركة للجيش السوري الحر رسالة إليه جاء فيها "إذا كنت تتحدث عن التكفيرين، فالتكفيري هو الذي يوزع على مقاتليه في القصير كتابًا بعنوان )مفتاح الجنة)…القصير ليست القدس حتى يكون القتال من أجلها هو مفتاح الجنة…إذا كنت تبحث حقًّا عن مفتاح الجنة، فلماذا لم ترد على هجمات الكيان الصهيوني على دمشق، بضرب قواتها في الجولان (المحتلة)؟". (المصدر: مفكرة الإسلام)