تجددت أعمال العنف في تركيا حيث لم يمتثل المتظاهرون لدعوة الحكومة لوقف احتجاجاتهم في أكبر تحد يواجهه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان منذ وصوله إلى السلطة، فيما حثت الإدارة الأمريكيةأنقرة على ضرورة احترام حقوق الإنسان. استخدمت الشرطة التركية في الصباح الباكر اليوم الأربعاء 5 جوان قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجاهلوا التحذيرات ونزلوا إلى الشارع في كل من اسطنبولوأنقرة ومدينة هاتاي الجنوبية حيث قتل متظاهر شاب الاثنين. وفي أزمير (غرب) أوقفت الشرطة ما لا يقل عن 25 شخصا باكرا اليوم بتهمة بث تغريدات على موقع تويتر تتضمن "معلومات مضللة وكاذبة"، على ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية. وكان نائب رئيس الحكومة "بولند ارينج" اعترف الثلاثاء ب"شرعية" مطالب المتظاهرين وقدم اعتذاره لسقوط جرحى مبديا أسفه للاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة، في بادرة اثنت عليها الولاياتالمتحدة. غير أن خطوة الحكومة التركية لم تخمد غضب المحتجين الذي تجمعوا بالآلاف في ساحة تقسيم في اسطنبول لليوم السادس على التوالي متحدين أردوغان الذي وصفهم في وقت سابق بأنهم "متطرفون" و"مثيرو شغب". وهتفت الحشود "مثيرو الشغب هنا! أين طيب؟" وهم يتهمون أردوغان الذي فاز في ثلاثة انتخابات وطنية متتالية بالسعي لأسلمه النظام في هذا البلد الذي تدين الغالبية العظمى من سكانه بالإسلام غير انه يعتمد نظاما علمانيا. إلا أن الأجواء الاحتفالية التي سيطرت في ساحة تقسيم تباينت مع التوتر السائد في الأيام الخمسة الماضية حيث ارتفعت أنغام الموسيقى التركية المنبعثة من مكبرات للصوت فيما كانت الحشود تصفق. اعتذار الحكومة لم يلطف غضب المحتجين من جهتها، رحبت الولاياتالمتحدة باعتذار نائب رئيس الوزراء بعدما أبدت قلقها من الاستخدام "المفرط" للقوة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "نرحب بتصريحات نائب رئيس الوزراء (التركي) الذي قدم اعتذارا على الاستخدام المفرط للقوة ونحن نواصل الترحيب بالدعوات إلى إجراء تحقيق في هذه الأحداث". وانضمت الأممالمتحدة إلى الولاياتالمتحدة وشركائها الغربيين الآخرين للتعبير عن قلقها للمعلومات الواردة بشان أعمال عنف ترتكبها الشرطة، ودعت إلى تحقيق مستقل في هذه المسألة. من جهته، حث نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكومة التركية على احترام حقوق معارضيها السياسيين بعد حملة عنيفة على محتجين معارضين للحكومة أثارت مخاوف بشان البلد العضو في حلف شمال الأطلسي. وقال بايدن متحدثا إلي المجلس الأمريكي-التركي يوم الثلاثاء إن تركيا لديها فرصة لتحقيق هدفها في أن تصبح احد أكبر عشرة اقتصاديات في العالم بحلول 2023 لكنها ينبغي ألا تنحرف عن طريق الديمقراطية. وأضاف قائلا "مستقبل تركيا شيء يخص شعب تركيا ولا أحد غيره. لكن الولاياتالمتحدة لا تتظاهر بأنها غير مكترثة بالنتائج". وقال إن الدول التي لديها مجتمعات مفتوحة وأنظمة سياسية واقتصادية ومؤسسات ديمقراطية والتزام قوي بحقوق الإنسان العالمية هي الدول التي ستزدهر وستكون الدول الأكثر نفوذا في القرن الحادي والعشرين.