طالب راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة خلال كلمته التي ألقاها في صفاقس بمناسبة احتفال الحركة بالذكرى الثانية والثلاثين لتأسيسها يوم أمس الأحد 9 جوان 2013، بفتح الأرشيفات قبل الانتخابات حتى لا يتقدم للانتخابات إلا من هو خال الذمة ونظيف، مؤكدا أنّ الأرشيفات في رئاسة الجمهورية وفي وزارة الداخلية وفي وزارة العدل ووزارات الاتصال والديوانة لم تفتح بعد. ودعا الغنوشي إلى تفعيل العدالة الانتقالية وأن تعمل كل هذه القوانين ليس من أجل الانتقام والتشفي وإنما من أجل تضميد الجروح والتقدم إلى المستقبل على أرض صلبة ليس فيها عدو للثورة، وفق تعبيره. وشدّد الغنوشي على أنّ الحركة لم نتنازل عن شيء من الدين الإسلامي في الدستور، مثنيا على المجلس الوطني التأسيسي ونوابه ورئيسه في انجاز الدستور أعظم دستور انتجته تونس إلى حد الآن نظرا لتحققه آمال الشعب التونسي في تجسد العلاقة بين الدين والعلوم الحديثة والديمقراطية. ووصف الغنوشي معارضي النسخة الأخيرة من الدستور ب"المخربين والمتطرفين" داخل اليمين واليسار يريدون أن ينتقصوا منه، قائلا "إنهم لا يريدون لمسيرة الديمقراطية أنّ تصل إلى أهدافها في الانتخابات القادمة لأنهم يعلمون من ستنجح فيها". وبشأن استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت تراجع شعبية الحركة، قال راشد الغنوشي "لا تغرنكم استطلاعات الرأي، نحن واثقون أنّ الشعب التونسي شعب أصيل، والشعوب لا تعطي ولائها بسهولة"، مشيرا إلى أنّ هناك أحزاب تظهر في 24 ساعة وهي بالونات منتفخة. وأكّد الغنوشي أنّ حركة النهضة أعادت الإسلام إلى قلب المجتمع وقلب السياسية، معتبرا أنّ التاريخ سيسجل أنّ سنة 2012 انتهى فيها إعلان أي فرد أنه شيوعي ولم يعد أي فرد يتجرأ ويقول إنه شيوعي أو ملحد. وفي ما يتعلق بالمجموعات الإرهابية في جبل الشعانبي، رأى راشد الغنوشي أنهم قطاع طريق لا يريدون للمسيرة أن تصل إلى الانتخابات ولا يريدون لتونس الخير، مؤكدا أنّ السلفية براء من هذه الأعمال وأنّ الشعب التونسي سلفي بمعنى الاعتزاز بالسلف الصالح.