أعلن قائد أركان الجيوش الثلاث رشيد عمار، مساء الأمس الاثنين 24 جوان 2013، في المباشر على شاشة قناة "التونسية" أنّھ تقدم بطلب إلى رئیس الجمھوریة یوم السبت 22 جوان لإعفائھ من مھامھ لأنھ كان من المفترض أن یحال على التقاعد منذ شھر أكتوبر 2006. وأوضح رشيد عمار أنه تقدم بطلب كتابي إلى رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي وقد قبل مطلبه، مشيرا إلى أنّ سبب استقالته تعود إلى موجب العمري نافيا أي علاقة لطلبه بالحملات الموجهة ضدة الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، مشددا علىأن هذا الطلب ليست استقالة بقوله "أنا لا أستقيل وإنّما هذا طلب إعفاء بموجب العمر فقط ولا تعتبر استقالة". و أّكّد الفریق أول أنّھ لم یلاحظ أّي محاولة من أّي جھة للتدخل في شؤون المؤسسة العسكریة، قائلا "الجیش التونسي حمى الخیمة كي لا تسقط على سكانھا..بالفم الملیان لدى التونسیین جیش مستقل یفتخر بھ". وأفاد رشيد عمار أنه طالب المرزوقي بإحداث وكالة وطنية للاستعلامات في أقرب وقت لضبط استراتيجية وطنية لحماية أمن البلاد ومواطنيها لأنّ بلادنا لا تتحمل الاضطرابات والانفلات، مشيرا إلى ضرورة أن تكون تابعة لرئاسة الجمهورية أو الحكومة وأن تعمل دون ضغوطات أو توجيهات سياسيّة ولا تعنى سوى بالأمن القومي وأمن تونس وحماية ترابها. أحداث الشعانبي وبشأن أحداث الشعانبي، اعتبر رشید عمار أنّ ما حصل في جبل الشعانبي لیس إرهابا بل هو تمرد كبیر تقوم بھ جماعات، قائلا "تلك المجموعات لیست صغیرة كما یتصور البعض وهي ممولة من الجریمة المنظمة والتھریب وهدفھا زرع المقاتلین في كل المناطق لشن هجوم مسلح في العاصمة تطیح بكیان الدولة". وأقر رشيد عمار بوجود تقصير من قبل أعوان حراسة الغابات بمحمية جبل الشعانبي في الكشف عن العناصر الإرهابية سيّما أنّ هذه المجموعات متحصنة بالمنطقة منذ نحو سنة تقريبا. و أوضح رشيد عمار أنّ عمليّة التفطّن لهذه المجموعة الإرهابيّة المتحصّنة بجبل الشعانبي تأتي على إثر التفطّن لوجود مجموعة مماثلة في سليمان وهو ما أدّى لإخضاع هذه المنطقة لعمليات تمشيط واسعة. وبيّن رئيس أركان الجيوش أنّه يخشى فعلا أن تتخذ المجموعات الإرهابية موضع قدم لها في تونس، مشيرا إلى أنه تم الكشف عن هذه المجموعات عن طريق الصدفة على حد قوله. وقال قائد أركان الجيوش إنّه رفض القبول بكرسيّ الرئاسة حين اقترح عليه ليلة 14 جانفي 2011 إثر هروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي ليس لأنّه لا يرغب في منصب رئاسة الجمهوريّة بل خوفا منه على تونس، حسب تعبيره. و انتقد رشيد عمار، في حواره مع قناة التونسية، الاتّهامات التي كان وجّهها إليه محمد عبو الأمين العام للتيار الديمقراطي، مؤكدا أنّه ليس فوق النقد ولكنّه يكره الاتّهامات الباطلة وفق ما جاء على لسانه. وصرح رشيد عمار أنه اقترح على رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي إجراء تغيير وزاري من تكنوقراط إثر عملية اغتيال شكري بلعيد لتفادي أزمة سياسية في البلاد، معتبرا أنّ عملية الاغتيال آنذاك تمثل نهاية صلاحيات السلطة الحاكمة.