* ظاحي خلفان يهجر تويتر بعد نجاح الانقلاب ساخرا من الإخوان
إنّ تصعيد المواقف ضدّ ما عرف ب"الإسلام السياسي" في مصر ليس بالجديد وإنّما هو مواصلة للتنفير من الأنظمة السياسية التي تقودها أحزاب ذات مرجعية إسلامية في المنطقة، ولعلّ آخرها ما وقع في تركيا التي عاشت اختباراً عصيباً بمواجهة احتجاجات لا تزال مستمرة اتضح خلالها وجود أياد خفية أجنبيّة تسعى إلى تقويض سياسة ديمقراطيّة شرعيّة. أمّا مصر التي لم تتعدّ على حكومة رئيسها الشرعي سوى سنة فسرعان ما دعت أطراف مدعومة من الخارج إلى إسقاطها وعزلها من الحلقة السياسيّة والانقلاب على رئيسها ودستورها بمباركة من بعض دول الخليج التي أزعجها صعود جماعة الإخوان المسلمين عقب الإطاحة بحسني مبارك على غرار الإمارات التي خشيت أن يقوّي ذلك إرادة الإسلاميين لديها في الداخل. ترحيب حار بالانقلاب بادرت دول الخليج بالترحيب الفوري والحار بما حصل في مصر وسارعت إلى تهنئة الرئيس المؤقت عدلي منصور، فكانت المملكة العربيّة السعوديّة هي الأسرع في العالم بمباركة ما حدث وأبدت ارتياحا كبيرا من إسقاط محمد مرسي وعزله، إذ قال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في بيان رسمي لبلاده "نهنّئ حكومة مصر الجديدة بتولي القيادة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها"، وأشاد بالمؤسسة العسكرية المصرية وبقائدها العام عبد الفتاح السيسي، قائلا "نشد على أيدي رجال القوات المسلحة كافة ممثلة في شخص الفريق أول عبد الفتاح السيسي". ومن جهتها، عبرت الإمارات العربية المتحدة عن "ارتياحها الشديد من تطورات الأوضاع في مصر وأشاد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بدور الجيش المصري ، قائلا "جيش مصر العظيم يثبت من جديد أنّه بالفعل سياج مصر وحاميها ودرعها القوي الذي يضمن لها أن تظل دولة المؤسسات والقانون". لقاءات وتمويلات ضخمة تورطت عدد من دول الجوار فيتمويل المنظمات المصرية حسب ماكشفه وزير العدل سابقا محمد عبد العزيز الجندي، حيث أعلن عن تورط عدد من الدول المجاورة لمصر في تقديم أموال تفوق التصوّر، وتقدّر بالملايين من الجنيهات لبعض الجمعيات الحقوقية، ومنظمات المجتمع المدني، سواء المعلن عنها أو غير المعلن، وأوضح الجندي أنّ ما يحدث في الشارع المصري تحركه بعض الأيادي الخارجية والداخليّة، وذلك بهدف تخريب المنشآت العامة ومؤسسات الدولة، كما تستهدف انتهاك الأمن القومي للبلاد وترويع المواطنين،وقال إنّ ما حدث جزء من مخطّط يجري تنفيذه منذ فترة بهدف إسقاط مصر وأشار إلى أنّ هناك أنظمة في دول محيطة بمصر تخشى أن يتكرّر ما حدث في مصر لها. والتقى الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، أوّل أمس الثلاثاء 9 جويلية، وفدا إماراتيا رفيع المستوى، حيث بحثا العلاقات بين البلدين وحسب مصادر سياسية مصرية أن تقدم الإمارات خلال هذه الزيارة قروضا ومنحا لمصر تقدر ب3 مليار دولار على الأقل.كما وصل إلى القاهرة، وفد وزاري إماراتي يرأسه مستشار هيئة الأمن الوطني، هزاع بن زايد، في أول زيارة عربية رسمية منذ إقالة الرئيس المصري محمد مرسي. خلاص صفقة الانقلاب كشف الناشط الشهير على موقع تويتر "طامح" معلومات استخباراتية لتفاصيل الانقلاب الذي تمّ على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، ومراحل الانقلاب والسناريوهات المتوقّعة لجماعة الإخوان المسلمين، وقال طامح في تغريدات متتابعة إنّه سينشر أسماء قادة "الانقلاب القذر" من العسكر، وكيف كانت أدوارهم في عملية الانقلاب. وبحسب المعلومات السرية لطامح حول ما أسماه الانقلاب فإن محمد بن زايد كان على اتصال يومي مباشر مع رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي.وتحدث عما حدث يوم الأربعاء الفارط مغرداً بأنّ "فكرة الديكور المصطنع(شيخ الأزهر وبابا الكنيسة) فكرة حمدين صباحي لتجميل الانقلاب العسكري وبارك على ذلك وزير داخلية السعودية، فيما كانت فكرة وزير داخلية مصر "إغلاق قنوات الاسلاميين ومنع تغطية مظاهرات مؤيدي مرسي ومنع وصول الصحفيين إلى ميادين أنصار مرسي".واستطرد أنّ "البرادعي يدعو القضاء والجيش قبل الانقلاب إلى حلّ حزب الحريّة والعدالة وحلّ جماعة الاخوان بقوّة السلاح". وأكد أنّ هناك خطّة قادمة من قصور شيوخ النفط لتكميم أفواه أحرار مصر من صحفيين واعلاميين وناشطين واعتقال علماء ودعاة بتهمة "التحريض على القتل". في سياق آخر، قال "طامح" إن انحياز حزب النور السلفي إلى صف العسكر جاء بعد "وعد وزير داخلية السعودية بدعم الحزب سنوياً ب 150 مليون دولار شريطة دعم العسكر بإزاحة مرسي. وأضاف "ستبدأ بواخر نقل (النفط والسولار الخليجي إماراتي ) بالإبحار يوميا إلى مصر بعد انقطاعها إثر تولي الإخوان الحكم. وعن أدوار قيادات الجيش قال "طامح" إن مهمّة قائد القوّات الجويّة الفريق طيار يونس السيد حامد المصريهي تأمين وصول الخطة بسريّة تامة وتنسيقه مع بقية ضباط الانقلاب.وكان الدور على قائد القوّات البحريّة. الفريق بحري أركان حرب أسامة أحمد الجندي إقناع القادة بخطة السيسي وزير الدفاع. وتابع "كانت مهمة قائد قوات الدفاع الجوي. الفريق أركان حرب عبد المنعم إبراهيم بيومي التراسهي توزيع أموال محمد بن زايد على الضّباط، فيما كان دور قائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء أركان حرب توحيد توفيق السيطرة على مفاصل الدولة كالتلفزيون والمحاكم وغيرها. وبحسب طامح فإن "إقرار ما تم" تم بمعارضة كلاً من(قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أركان حرب أحمد وصفي وقائد الجيش الثالث الميداني اللواء أسامة عسكر)، وكانت مهمّة (مدير المخابرات الحربية والاستطلاع اللواء محمود حجازي) الإشراف والقبض على الرئيس مرسي ونقله إلى أحد مبان المخابرات، فيما اقتصرت مهمّة) مدير إدارة الشؤون المعنوية اللواء أركان حرب أحمد أبو الذهب) التنسيق مع السيسي بخصوص شراء ولاء أيّ ضابط معترض. وقال طامح إن وزير الدفاع الامريكي أبلغ السيسي بخطورة الانقلاب وقد تسقط مصر في بحر من الدّماء لكنه كان يسمع لمحمد بن زايد أكثر من غيرهم. مؤكداً أنّ وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي هدّد مرسي بسجن (زوجته وأطفاله وتعذيبهم في حال رفض الاستقالة) لكن مرسي رفض وتراجع السيسي بعد تدّخل قائد الحرس الجمهوري، وبحسب معلوماته فإن محمد بن زايد وعد السيسي بإنعاش اقتصاد مصر في حال اسقاط مرسي في غضون 3 أشهر وذلك بتحويل أموال إلى مصر وسترون ذلك قريباً، وفق ما أكده طامح. وأضاف: "الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير خارجية السعودية تكفل بدعم الانقلاب بمبلغ ( 3 مليار دولار) وتم تحويل النصف قبل 5أيام". وذكر طامح على صفحته بموقع تويتر بنود ما بعد الاتفاق وتتمثل في دعم مصر بالنفط لمدّة سنة مجاناً، ودعم كافة المواد الغذائية وتخفيض أسعارها وانهاء مشكلة الكهرباء بالربط الخليجي مقابل منع تراخيص بث القنوات الاسلاميّة، ومنع دخول الإخوان من الترشح في انتخابات البرلمان والرئاسي وجرجرتهم للعنف مما يستدعي رد قوي من الجيش والشرطة بإقصائهم نهائياً من المشهد السياسي. خلفان يتنفس الصعداء ويهجر "تويتر" استبق ظاحي خلفان في إشارة واضحة إلى احتفاظه بخطوط اتصال وترتيب مع بعض القوى التي ترتّب لانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وأطلق الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي رسالة عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يقول فيها إن مخطط إنهاء حكم الإخوان والرئيس محمد مرسي سينجح خلال شهرين، وقال في تغريدات خطيرة "عناوين الصحف خلال الشهرين القادمين سوف تكون حول "الإخوان ذهبوا مع الريح" . وواصل خلفان هجومه العنيف على جماعة الإخوان المسلمين قائلا إن العناوين المقبلة أيضا ستكون "الإخوان ضربهم الطوفان، وفلول الإخوان ليس لهم مكان" ، وفي إشارة عنيفة للرئيس المصري محمد مرسي قال خلفان إنّ الطاغية يتمسك بالمظهر الديمقراطي، فلا يستمع إلا لصوت غروره وغطرسته، فهو لا يحس كما نحس ولا يتألم كما نتألم، ويذكر أن قوى سياسية وإعلامية عديدة في مصر تتهم الإمارات بأنّها تدعم مخططات غامضة ضد الرئيس محمد مرسي، وتزعزع أمن مصر واستقرارها كما كان لافتا للنظر احتضان دبي لكل من الفريق أحمد شفيق واللواء عمر سليمان، أبرز أركان نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وتبدي الإمارات العربية قلقا متزايدا من نفوذ الإخوان المسلمين في منطقة الخليج وإمكانية أن يكون لنجاحهم في حكم مصر تأثير كبير على استقرار نظم الحكم في الخليج. وبعد الانقلاب على حكومة مرسي تابع خلفان تغريداته بقوله "عادت مصر إلى دورها القيادي في الأمة العربية، وقرر القائد العام لشرطة دبي، "هجر" حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وذلك بعد عزل جماعة الإخوان المسلمين من الحكم في مصر، حسب تصريحاته العلنية. ونقل موقع شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية الإنترنت عما جاء في الصفحة أنه "نظرا لتنحية الإخوان عن السلطة لذا فإن هذا الحساب أصبح مهجورا ".