رفعت قوات الاحتلال الصهيوني اليوم الأربعاء 18 سبتمبر، الحصار الذي فرضته على المسجد الأقصى، وسمحت للمصلين المعتكفين داخله بالخروج إلى الباحات بعد أن احتجزتهم فيه لمدة ساعة ونصف لتمكين المتطرفين اليهود من اقتحام باحات الحرم القدسي الشريف. وقال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إنّ قوات الاحتلال أبقت على الطوق الأمني في محيط الحرم. وتأتي هذه التطورات بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم المسجد الأقصى واحتجزت عددا من المصلين الذين كانوا معتكفين داخله، في محاولة منهم لمنع دخول أعداد كبيرة من المستوطنين لأداء الصلوات التلمودية في باحات الأقصى، احتفالا بما يسمى عيد العُرش عند اليهود. وذكر كرام نقلا عن بعض شهود العيان أن قوات الاحتلال الصهيوني أمنت دخول ما لا يقل عن خمسين مستوطنا صهيونياً، إلى باحات المسجد الأقصى للقيام بشعائرهم الدينية، لافتا إلى أن دخول المستوطنين يتم عبر تأمين قوات أمن الصهيونية. وأوضح أنّ دخول المستوطنين يتم عبر مجموعات يضم كل منها 15 شخصا يدخلون من باب المغاربة ثم يقومون بجولة داخل المصلى المرواني داخل الحرم الشريف، ثم يصلون إلى مكان قريب من قبة الصخرة. من جهته، قال عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية توفيق محمد إن المعتكفين موجودون حاليا في المسجد القبلي، وإن حالة بعضهم سيئة بسبب الغازات التي تم إطلاقها، مؤكدا أنه تم اعتقال البعض بطريقة وصفها بالوحشية. وفي سياق ذي صلة أوقفت المخابرات الصهيونية ليلة البارحة الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر والشيخ علي أبو شيخة بتهمة التحريض على إثارة العنف وأعمال الشغب في الحرم القدسي الشريف. وتأتي هذه التطورات في ظل دعوات مسؤولين صهاينة بمنع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى، حيث دعت رئيسة لجنة الداخلية بالكنيست ميري ريغيف إلى تطبيق اتفاق الحرم الإبراهيمي بالخليل على الحرم القدسي وتقسيمه بين اليهود والمسلمين إذا استمر المسلمون في ما سمته الإخلال بالنظام العام. وقالت ريغيف "لماذا لا يتخذ قرار واضح، إنه إذا لم يسمح المسلمون لليهود بالصعود إلى جبل الهيكل للصلاة بدون إخلال بالنظام فإننا ننتقل إلى تطبيق القرار الخاص بالحرم الإبراهيمي أيام للمسلمين وأيام لليهود وهكذا يتحقق الهدوء".