عبر عبد الرؤوف العيادي رئيس حركة وفاء، في رسالة وجهها إلى محمد الفاضل محفوظ عميد الهيئة الوطنية للمحامين بعنوان "العقل المأفون وغصن الزيتون"، عن استهجانه للأسلوب المراوغ الذي اتبعه محفوظ في رده على مداخلته حول أوضاع المحاماة وما عرضه من أمثلة عن الفساد الذي ينخر القطاع. واعتبر العيادي أنّ تطرق محفوظ لانتخابات العمادة سنة 2003 وترك جوهر الموضوع هو أسلوب يعكس حالة من الضعف المعنوي وانعدام الحجة وتهرب من الخوض في الموضوعي للتشبث بما هو ذاتي و شخصي، قائلا "وإن كان الخوض فيه لا يثير مني أي حرج و لكن خروج المقال عن المقام هو الذي جعلني استهجن هذا الاسلوب المراوغ". ورأى العيادي أنّ رد عميد المحامين لا يمكن أن يقبل ممن ينتسب إلى مهنة الحجة والبرهان، إذ من المفروض أن يكون أهلها متقيدون بمقتضيات المنطق واشكاله دقيقين في تناولهم للوقائع. ومن حيث المضمون، فقد اعتبر العيادي أنّ الفاضل محفوظ يحاكي المرحوم ياسر عرفات في خطابه أمام الأممالمتحدة عندما رفع غصن الزيتون قائلا لا تجعلوه يسقط من يدي، معتبرا أنّ عميد المحامين يحول الهيئة إلى منظمة تحرير- أو حركة سياسية – تصنع السلام و الحرب أيضا. وبهذا الصدد ذكّر العيادي في رسالته أن الهيئة الوطنية للمحامين ليس من وظيفتها الانخراط في الأجندات السياسية الحزبية الضيقة أي أنها لا تتعاطى السياسة السياسوية، فهي هيئة مهنية تدافع عن المصالح المادية والمعنوية للمحامين ،وإن عبرت في تاريخها عن مواقف سياسية، إنما كان ذلك من باب تعاطي للسياسة المبدئية كالدفاع عن القضية الفلسطينية ويرها من القضايا وقضية الحريات المحاكمة العادلة. وخاطب العيادي عميد المحامين قائلا "لعلك غير مستوعب خطورة ما أنت منخرط فيه من مغامرة بتحويلك الهيئة المهنية إلى حركة سياسية، وهو ما سيجعلك مسؤولا عن تقسيم صفوف المحامين، وتلهيتهم عن اصلاح أوضاعهم الذي هو من اصلاح اوضاع القضاء عامة". ويذكر أنّ عميد المحامين محمد الفاضل محفوظ دعا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح السبت 21 سبتمبر 2013 المنظمات الأربع الراعية للحوار الوطني عبد الرؤوف العيادي رئيس حركة وفاء إلى التزام حدوده واحترام قطاع المحاماة. وأضاف محمد الفاضل محفوظ أن العيادي عندما ترشح لتولي منصب عميد المحامين خرج ب70 صوتا من جملة 3000 صوت.