أكّد أعضاء المبادرة من أجل كشف الحقيقة حول اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2013 خلال ندوة صحفية، الارتباط بين حركة النهضة وأنصار الشريعة والجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة في عمليتي الاغتيال وتخزين الأسلحة، وفق تقديرهم. وقدم الطيب العقيلي عضو المبادرة جملة من الوثائق والصور والفيديو، تبين حسب تقديره "العلاقات الوطيدة بين قيادات حركة النهضة وعبد الحكيم بلحاج أمير الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة والذي قدمته الداخلية من خلال وثيقة مسربة مكتوب عليها سري متورط في إدخال السلاح للبلاد والتحضير لعمليات إرهابية". وأظهرت الصور المقدمة من قبل العقيلي مشاركة بالحاج في المؤتمر التاسع لحركة النهضة في 22 جويلية 2012 أين ألقى كلمة أمام قيادات الحركة، إلى جانب استقباله كضيف شرف في الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة الذي نظمه مكتب النهضة في 23 ديسمبر 2012 بقصر المؤتمرات، إلى جانب تردده على مدينتي بنقردان وجرجيس حيث يتم استقباله من قبل قيادات الحركة ورجالها. هذا وقد وردت على وزارة الداخلية معلومات موثقة تؤكد اعتزام الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية وزعيمها عبد الحكيم بلحاج تمويل العناصر السلفية التونسية وقد حجزت المصالح الأمنية في ملف مخزن الأسلحة بمدنين شارة مقاتل بالمجلس العسكري الليبي الذي يترأسه عبد الحكيم بلحاج تخص أحمد الرويسي عضو تنظيم أنصار الشريعة بتونس والمورط في الاغتيالات وتهريب الأسلحة حسب ما أكّدته الداخلية فيما سبق. وأقرت الوثيقة الصادرة من الإدارة العامة للأمن العمومي بتاريخ 4 جانفي 2013 بأنّ عبد الحكيم بلحاج يحضر للقيام بأعمال ارهابية في تونس وهو على علاقة بالتونسي مصباح البشري أصيل بن قردان الذي يساعده على اجتياز الحدود، وعبر التقصي اتضح لمبادرة الكشف عن الحقيقة أنّ مصباح البشري رجل حركة النهضة ويؤمن اجتماعات قياداتها في جهة بن قردان، حسب تعبير العقيلي. وأكّد العقيلي أنّه " بالرغم من اتهام وثيقة الداخلية الصريح والمباشر لعبد الحكيم بلحاج بالتورط في تنسيق أعمال إرهابية في تونس إلا أنها لم تتخذ أي إجراء ضده سواء بمنع الدخول أو بالإيقاف والتحري، معتبرا أنّ سكوتها عنه تسبب بصفة مباشرة في ارتفاع منسوب الخطر الإرهابي، حسب تقديره. إلى جانب ذلك، كشف الطيب العقيلي ما أسماه" علم وزارة الداخلية بتواجد مروان الحاج صالح، الذي قدمته الداخلية في ندوتها المنعقدة في شهر أوت متهم في قضية اغتيال بلعيد، في محيط سكن بلعيد قبل 13 يوما من عملية الاغتيال دون اتخاذ الاجراءات اللازمة رغم تنبيه اقليم الأمن بأريانة بتحركات مروان الحاج صالح. وطالب مدير منطقة أمن أريانة من منطقة الأمن بقرطاج مدها بالمعلومات بخصوص المتهم المذكور والقاطن بالكرم، ولم تتم إجابته إلا في 8 مارس 2013 وذلك حسب الوثائق المسربة التي استظهر بها العقيلي. وتحدث العقيلي عن الاخلالات الأمنية ومسؤولية مدير إقليم الأمن بأريانة الذي ركز رقابة أمنية على فرع البنك المذكور إلا أنهم لم يتفطنوا إلى تحركات حول منزل بلعيد، مشيرا إلا أن مدير إقليم الأمن بأريانة نفى علمه بأن بلعيد يقطن في تلك الجهة رغم أن بلعيد كان قدم شكاية عن تعرّض منزله للسرقة بمنطقة الأمن بأريانة. وصرّح العقيلي أن" وحدة أمنية تابعة لمنطقة أريانة حاصرت مساء يوم اغتيال بلعيد مروان بالحاج صالح داخل محل صائغي في منطقة الكرم لإيقافه إلا أنها تلقت تعليمات بالانسحاب وترك المجال للشرطة العدلية المكلّفة بالقضية". واعتبر العقيلي أنّ" كل المعلومات المتوفرة لدى المبادرة من أجل كشف الحقيقة حول اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي تؤكّد التقصير الفادح لأجهزة الدولة في حماية مواطنيها وضمان أمنهم بما يرتقي إلى جريمة الدولة"، وفق تقديره.