كشف حزب جبهة الإصلاح عن موقفه من الحوار الوطني في بيان أصدره مساء أمس الخميس 7 نوفمبر بأن الحوار الوطني بني على باطل ووصفه، بالمهزلة نظرا لمشاركة أطراف لا صلة لها بالثورة وبالشعب ويقصى منه الشرفاء والصادقون. وطالب حزب جبهة الإصلاح بتصحيح المسارات المختلفة لحقيقة الأزمة التي تعيشها تونس، مؤكدة على أن نجاح الحوار رهين المقترحات التالية: اعتبرت جبهة الإصلاح أن تونس تمر بمرحلة انتقالية صعبة ودقيقة جدا تطغى عليها التجاذبات السياسية والأيديولوجية التي لم تعد تتحملها البلاد مما يستدعي من جميع مكونات المجتمع المدني والسياسي درجة عالية من المسؤولية والوطنية وجعل مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات وترك الخلافات السياسية جانبا. وتتسمك جبهة الإصلاح بمنهجها في التموقع بعيدا عن التجاذبات والقرب من الشعب ومعايشة ألامه وهمومه والتأثيرات السلبية للازمات التي ضربت شتى القطاعات. وأشارت جبهة الإصلاح في نص البيان، أنه باعتبار المرحلة هي مرحلة بناء وتأسيس فإن جبهة الإصلاح أول ما تطالب به هو تصحيح المسارات المختلفة للمعركة التي نعيشها اليوم في تونس ألا وهي معركة سياسية ونقابية وإعلامية بامتياز وهي معركة مستمرة تلعب فيها أطراف مكشوفة الوجه لها علاقة بدولة الفساد العميقة التي تحارب الثورة وتقف ضد مصلحة الشعب الكريم. وتؤكد جبهة الإصلاح أن حوار لن ينجح مالم يتم فسح المجال لكل الشرفاء الغيورين على ثورتهم وبلدهم، مضيفتا بأن ذلك يتجلى لكل من له قدرة على التنبؤ وقراءة الأحداث والوقائع في جانبها الظاهري والخفي. وتدعو جبهة الإصلاح بالنظر إلى التحديات الكبيرة السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها تونس اليوم إلى الحرص على تغليب المصلحة العامة للبلاد. استحقاقات المرحلة ونادت جبهة الإصلاح إلى ضرورة إضاءة طريق الأمان والأمن والاستقرار للشعب التونسي وحفظ مكتسبات ثورته ومطالبها وأمالها من كل الإخطار التي تترصدها. مشيرة إلى أن المرحلة الحالية تتطلب وضعا سياسيا مستقرا ووفاقا وطنيا واسعا، لن يتحقق إلا باستكمال الأشغال التأسيسيّة، والمصادقة على الدستور وانتخاب هيئة الانتخابات وتحديد موعد نهائي لها. واعتبرت جبهة الإصلاح أن نجاح الحوار يدعو إلى توجيه رسائل طمأنة للشعب التونسي بكل مكوناته، بأن نخبته السياسية منشغلة لا بالبحث عن الكراسي والتجاذبات والصراعات الجانبية، بل بالبحث عن توافقات، تقوي الدولة في مواجهة الرهانات والمكائد، وتسرع إنهاء المرحلة الانتقالية في كنف الوفاق، وتهيئ المناخ الملائم أمنيا وسياسيا واجتماعيا لتنظيم انتخابات نزيهة. وبينت جبهة الإصلاح أن نجاح الحوار رهن إنعقاده تحت رعاية الشعب وبعيدا كل البعد عن منطق الإقصاء والشروط المسبقة وأن يجسد طاولة حوار مستديرة تجمع كل التونسيين أحزابا ومنظمات وجمعيات بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم وان تكون المصلحة الوطنية والوحدة والثورة ركائز الحوار ومنطلقه و منبع أهدافه وبرامجه. وشددت جبهة الإصلاح على أن يصارح الفرقاء السياسيين الشعب التونسي بمايعانيه الحوار الوطني من خطر التوظيف الحزبي والسياسي خدمة لأجندات حزبية ضيقة وقد دخل في منطق التجاذبات السياسية والايديولوجية حيث أصبحت القرارات والبيانات والمواقف ترتهن الى ما تقرره بعض الوجوه اليسارية المتطرفة في مقراتها، مؤكدة في المقابل بأن مستقبل تونس يكمن في التوافق لا القطيعة والتخالف.