طالبت مجموعة "الموقعون بالدماء" السلطات الجزائرية بوقف "العدوان الغاشم" في مالي مقابل سلامة الرهائن المختطفين لديها ، وفق بيان أصدرته اليوم الخميس 17 جانفي، حيث تبنت فيه خطف أكثر من أربعين رهينة غربية في جنوب شرق الجزائر. وقال البيان "إننا في كتيبة الموقعون بالدماء نعلن عن قيامنا بغزوة مباركة ردا على التدخل السافر للقوات الصليبية الفرنسية في مالي وسعيها لخرق نظام الحكم الاسلامي في ازواد"، مؤكّدا "أن عدد الرهائن أكثر من أربعين صليبيا من بينهم سبعة أمريكان وفرنسيين وبريطانيين وجنسيات أوروبية أخرى ونحمل الحكومة الجزائرية والفرنسية ودول الرهائن المسؤولية الكاملة في عدم الاسراع في تنفيذ مطالبنا التي على رأسها وقف العدوان الغاشم على أهلنا في مالي". وشدّد البيان قائلا "وجاء اختيار الجزائر مكانا للتنفيذ حتى يعلم بوتفليقة أننا لن نقبل استهانته بكرامة شعب ضحى بمليون ونصف المليون شهيد وتآمره مع الفرنسيين لضرب المسلمين في مالي وغلقه الحدود أمام شعب أزواد الذي فر من قصف الطيران الفرنسي وتأتي هذه الغزوة ضمن الحملة العالمية لقتال اليهود والصليبين". وردّا على هذا البيان قال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية مساء أمس الأربعاء 16 جانفي عبر التلفزيون الجزائري إن بلاده ترفض التفاوض مع من وصفهم بال" الإرهابيين" الذين طالبوا فرنسا بوقف عملياتها العسكرية في مالي. موضحا أنّ هناك نحو عشرين مسلحا، و أن قائدهم هو القائد "الإرهابي" الأعور مختار بلمختار، الذي نشطت قواته مؤخرا في شمال مالي. من جهته لم يرد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على مطالب "الموقعين بالدماء" بل أكد أن قرار التدخل في مالي كان ضروريا، ويندرج في إطار الشرعية الدولية، موضحا أن بلاده ستدافع عن وحدة وسلامة أراضي مالي. ويعتبر ملاحظون سياسيون أنّ فرنسا حشرت الجزائر في هذه الحرب بعد أن أعلن وزير الدفاع الفرنسي أنّ الجزائر سمحت لفرنسا باستخدام مجالها الجوي لعبور المقاتلات الفرنسية المشاركة في العمليات العسكرية في مالي، ثمّ أعلنت الاثنين غلق حدودها مع مالي، بعد أن عبرت عن دعمها للسلطات المالية في حربها على مجموعات إسلامية "متطرفة" احتلت منذ أكثر من تسعة أشهر شمال البلاد. ويذكر أنّ مقاتلين ذكرت تقارير إعلامية أنّهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة في المغرب العربي الإسلامي موقعا نفطيا في وسط شرق الجزائر قرب الحدود الليبية على بعد نحو 1300 كلم من العاصمة الجزائرية تستغله شركتا بي بي البريطانية والنروجية ستايت اويل والشركة الجزائرية سوناطراك، وذلك عشية أمس الأربعاء.وقد أسفر الهجوم عن مقتل رعية بريطاني وجزائري وإصابة سبعة آخرين، بعد اشتباكات استغرقت قرابة ساعتين مع قوات الأمن الجزائرية. وتحدثت السلطات الجزائرية عن قتيلين، جزائري وبريطاني، خلال الهجوم. وخطف غربيون رهائن. كما احتجز 150 موظفا جزائريا في مجموعة "سي آي أس كاتيرينغ" في الموقع.