أصدرت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بسوسة حكمها اليوم في ثلاث قضايا متورطة فيها إمرأة أصيلة ولاية سوسة و المتهمة بقتل ابنيها ومحاولة قتل ابنها الثالث بثلاثين سنة سجنا. علما أن هذا الحكم ابتدائيا وقابلا للاستئناف. وتعود أطوار القضية إلى شهر جوان 2009 حيث تقدمت امراة أصيلةالقيروان وتقطن مدينة القلعة الكبرى من ولاية سوسة إلى قسم طب الأطفال بمستشفى فرحات حشاد بسوسة رفقة ابنتها سحر (10 سنوات) تطلب من العاملين هناك إيواء ابنتها ومعالجتها حيث كانت تشكو ارتفاعا متواصلا في درجات الحرارة رغم أن الأم استعملت عديد الأدوية. وبعرض الطفلة علىا لأطباء لم يتبين سبب ارتفاع الحرارة ما استعدى ايواءها المستشفى وتحت الحاح الأم قبلوها كمرافقة لابنتها. وبعد اسبوع أمر الأطباء بخروجها لعدم وجد أي سبب لذلك. لكن الأم عاودت الكرة وهذه المرة مع مستشفى سهلول، ولكنها هذه المرة غادرت المستشفى بعد اسبوع حالمة جثة ابنتها، وتمّ دفن سحر. وفي مطلع شهر مارس 2010 حملت الأم ابنها محمد يس البالغ من العمر 3 سنوات وأعادت نفس الحكاية على مسمع أطباء مستشفى حشاد، حيث مكث الطفل مدة طويلة من آخر مارس إلى بداية جوان 2010 لتغادر الم المستشفى يوم 8 جوان ومعها جثة ابنها. بعد وفاة محمد يس بأسبوع تقدمت الأم للمستشفى كالعادة ولكن هذه المرة كانت مرفوقة بابنها حازم البالغ من العمر 12 سنة. ولكن ما كل مرة تسلم الجرة، حيث شكت رئيسة قسم الأطفال هذه المرة في الحكاية لأنها تذكرت أن نفس الأم ترددت على الستشفى مرتين وغاردت بجثتي ابنها وابنتها. فأمرت بإيوائه ولكن دون مرافقة أمه له. الشك أيضا ساور عون الأمن المكلف بحفظ الأمن في المستشفى فأبلغ رؤساءه ليتمّ التنسيق مع رئيسة القسم التي أصدرت تعليماتها بمنع الزيارة عن حازم، ومع ذلك أصرت الأم أن تزور ابنها وأن تعطيه علبة عصير ليشربها، وحين قدمتها للمرضة كي تسلمها لابنها كانت رئيسة القسم قد غيرت العلبة ولكن من نفس النوع، وبينما كانت الم تراقب ابنها يشرب العصير ظنّا منها أنه يتناول العلبة التي جلبتها معها، كانت رئيسة القسم قد قدمت جزءا من العلبة إلى قط ، ولم تمض إلا ربع ساعة حتى أصيب القط بنوبة صرح ومات، ولمزيد التاكد من سبب مت القط أحالته إلى التشريح الذي أكد أنه تناول سمّا قاتلا. وبسرعة فائقة تمّ التنسيق مع مصلحة الأمن العمومي ليتم إلقاء القبض على الأم ، وبمجرد مواجهتها بالتهمة انهارت واعترفت بقتل طفليها بالاعتماد على دواء خص بقتل الفئران، أما عن الأسباب التي جعلتها تقدم على فعلتيها فقالت أن الفقر هو السبب وأنها لا تريد أن يشقى ابناؤها عندما يكبرون.