نفذ بعض المواطنين صباح الأربعاء وقفة احتجاجية أمام المعهد الثانوي فطومة بورقيبة بالمنستير، وذلك للاحتجاج على منع منقبات من متابعة الدروس. ولم تتوسع دائرة الاحتجاج ولم تتطور لما لا يحمد عقباه، حيث تمكنت إدارة المعهد من احتواء الوضع ضمانا للسير الطبيعي للدروس، وسعى الإطار التربوي إلى عدم تطور الأمور للأسوأ. خمس متنقبّات وقال السيد منصور الدبابي مدير المؤسسة في حديثه ل ديما أونلاين "منذ يوم 17 جانفي الماضي بدأت خمس تلميذات الدخول للمعهد متنقبات، ومنذ ذلك التاريخ ونحن نقوم بمحاولات للتحاور معهنّ ومع أوليائهنّ قصد الوصول لاتفاق يرضي الجميع، ولكنّهن أصررن على ذلك من منطلق أن اللباس حرية شخصية وأن من حقّهن مواصلة الدروس، وحاولنا نحن من موقعنا أن نقنعهنّ بأنه من غير المعقول أن تدخل التلميذة للقسم بالنقاب، فالمسألة من جانب التواصل البيداغوجي لا تستقيم إذ يجب على التلميذات كشف وجوههنّ". ويواصل السيد الدبابي "أمام إصرار التلميذات على موقفهنّ قام عدد من الأساتذة بالتوقيع على عريضة موجهة للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي، وقد أمضى عليها أكثر من 70 أستاذا. و أمام ما قام به الأساتذة قمت أنا بوصفي المسؤول الأول للمؤسسة بمراسلة السيد المدير الجهوي للتعليم بالجهة، وجاءنا رد من السيد وزير التربية عن طريق السيد المندوب بتاريخ 28 جانفي الماضي، وعلى إثرها بدأنا الاتصال بالأولياء قصد توضيح ما جاء في مراسلة الوزير والتفاوض معهم ومحاولة إقناعهم بضرورة تطبيق قرار الوزارة حتى تواصل التلميذات دراستهن بدون أية مشاكل، وفعلا تمكنا من الوصول إلى اتفاق مع أربعة من تلميذاتنا اللاتي اقتنعن بوجود كشف وجوههن في المعهد وفي الأقسام، فيما رفضت تلميذة خامسة ذلك واختارت مقاطعة الدروس وملازمة البيت". مواطنون أمام المعهد إلى حد الآن يبدو الأمر عاديا جدا، إلاّ أنه في حدود العاشرة والربع صباحا اتصل حارس البوابة الرئيسية للمعهد بالمدير في ليعلمه أن عددا من "السلفيين" يريدون دخول المعهد عنوة ولقاء االمسؤولين بالإدارة، فما كان من مدير المعهد إلاّ أن طلب من الحارس غلق الأبواب وعدم السماح لهم بالدخول وهو أمر طبيعي جدا بما أنهم أطراف غريبة عن المؤسسة التعليمية واتصل في الأثناء بالمدير الجهوي الذي أشار عليه باستقبال مجموعة تمثّلهم وهو ما كان. ويضيف السيد منصور الدبابي في هذا السياق "استقبلت ثلاثة منهم وقدموا أنفسهم على أنهم من رواد المساجد وداعمي المتنقبات، وتحدثنا طويلا معهم وحاولنا تقريب وجهات النظر والابتعاد قدر الإمكان عن التشنج ضمانا لعدم إحداث البلبلة في صفوف التلاميذ، وسعينا لأن نبيّن لهم أننا نطبق تعليمات صادرة من وزارة الإشراف وأننا مع أن تواصل بناتنا دراستهن في أجواء طبيعية، لكنّهم أصروا على أن نقبلهنّ متنقبات وهو ما يتعارض وقرارات الوزارة الصريحة والواضحة وأننا لا نريد التصعيد السعي لتطويق الموضوع" ويواصل السيد مدير المعهد "أمام إصرارنا على تطبيق القانون، كان موقفهم واضحا حيث هددوا باتخاذ إجراءات، وقالوا أنهم سيتصلون ب بالوالي والمعتمد الأول والمدير الجهوي للتربية، مع جمع التوقيعات على عريضة تطالب السلطات الجهوية بالسماح للتلميذات المتنقبات بمباشرة الدروس، وقالوا أنهم سيتصلون حتى يضمنوا حق المتنقبات في دخول المعهد.. فأجبتهم أنني لا مانع لدي إذا ما وصلني أي قرار يلغي القرار الحالي لأطبق القانون، والحقيقة أنهم تفهموا الوضعية وخرجوا دون أدنى بلبلة أو مضايقات". إذن ما حدث أمام المعهد لا يعدو أن يكون وقفة احتجاجية سلمية للمطالبة بحق التلميذات المتنقبات للدراسة ودن إلزامهنّ بكشف وجوههنّ، وقد تمكن الإطار التربوي بالمعهد من تطويق المسألة والسعي دون توقف الدروس لوقت طويل.