يتجدد الموعد مع أيام الشارقة التراثية في نفس الموعد الذي عودت به عشاق التراث من كل عام من 04 ال20افريل بساحة التراث بالشارقة القديمة وعدد من مدن الشارقة. موعد اخر من المواعيد النادرة للزوار لحضور الفعاليات المتعددة حيث عبق الماضي ينثر في كل الارجاء وحيث تنبض المعارض والعروض والاجنحة بروح الاصيل والتقليدي . "عقد من التراث"هو شعار الدورة العاشرة حيث التراث معين لا ينضب وحيث تغدو الساحات عامرة بحياة الاباء والاجداد.....انه عقد فريد يضيء جيد الشارقة المصرة دائما على ان تكون عروسا ترتدي ازهى الحلل وتتطيب باروع الروائح فتسحر الناظرين. ايام الشارقة التراثية التي تكبر كل عام تسير وفق توجهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى للاتحاد /حاكم الشارقة الذي يؤمن ايمانا عميقا بان "تاريخ المنطقة وتراثها فلذة من كبده". استطاعت ايام الشارقة التراثية ان تقف على قدمين راسختين ليس لانها اعتمدت على القديم والماثور فحسب بل لانها كذلك خرجت عن الاطر المتعارفة في البرمجة والتنظيم..فجعلت هذه التظاهرة تنطق بموضوعها وتضوع بعبق التاريخ وتثبت اقدام اهل الامارات ليلتفتوا الى ماضيهم بعينين الاولى حالمة بروعة المشهد والثانية حاملة معها هويتها المتفردة وشخصيتها المميزة لبناء مستقبلها الواعد. برمجة الدورة العاشرة لايام الشارقة التراثية حملت خلال هذا العام الكثير من الجديد من خلال برمجة العديد من الفقرات المحدثة وتطوير العديد من الفقرات المعتمدة في دورات سابقة. حفل الافتتاح سيكون شعبيا يستمتع فيه المتابعون للفنون الشعبية الاماراتية بالاستعراض التراثي والقوافل كما سيكون الزوار على موعد مع اجنحة مختلفة مثل جناح ادارة التراث وجناح مركز الحرف الاماراتية وجناح البيئات والندوات الدولية المختصة. سيكون زوار الايام على موعد مع المقاهي الثقافية والاسواق حيث محلات المواد المختلفة والماكولات الشعبية والاروقة العربية والمعارض والعروض في شتّى الفنون. ان الايام حدث فلتنهلوا منه بالذكريات الشهية ولتتمتعوا بالمعرفة في واقع الفرجة والفرح فقد كانت ولا تزال ذاكرة حية وبانوراما تراثية فسيفسائية على الدوام انه " عقد من التراث"اكتملت حباته وسنواته لتكتمل مسيرة العطاء في شارقة التراث والابداع تفتح المدينة القديمة بالشارقة اذا ابوابها علي مصراعيها في افريل من كل عام لاحتضان ايام الشارقة التراثية في دورة مختلفة عن كل الدورات ... كيف لا والعقد قد اكتمل وبات وشاحا على رأس الامارة الباسمة... هذه الايام كانت ولا تزال العرس الذي يعيد لونه الناصع ورائحته الفواحة فيحييه من جديد كما لو انه ماثل بيننا ملتصق بنا وبكل الاشياء من حولنا. هذا التراث بشقيه المادي وغير المادي يعيد للشارقة الوانها ويجسد معنى هويتها ويقصم ظهر العولمة لتتشكل الذات بتفاصيلها الاصيلة معلنة استقلاليتها ومقرة العزم على الامتداد مع جذورها الضاربة في الاعماق..... وفي كل ذلك تتجلى المعاني الغزيرة المستمدة من ماضى الآباء والاجداد والتي لا تزال معرشة كشجرة سنديان في الزمان والمكان.... فيكون اللقاء موعدا آخر للبهجة والحبور ومحطة من محطات الشارقة التي أشرعت أحضانها لتكون دائما عاصمة الفن والابداع والتراث. هذه المنطقة التي أصبحت محمية للتراث بشقيه ومجال لاستعادة الماضى الزاخر بالعطاءات والذى سطر على امتداد حقب مختلفة هوية شعب وخصوصية منطقة.... أيام الشارقة التراثية على امتداد عشرة دورات كانت حقلا للاضافات والاجتهادات وشقت طريقها بكل بساطة وحرفية لترسم عقدا فريدا من التميز والتألق والاشعاع وتكون بحق واحة وارفة الظلال يطلع فيها كرم وتين ورمان ويحلق على جوانبها رجال كثر ينتظرون جني تمارها الرطبة اللذيذة... لم تكن هذه الأيام في بدايتها وأنا الذي واكبتها منذ دوراتها الأولى سوى تجربة لكن مع مرور الزمن أصبحت عنوانا لكل نجاح ومحطة يعدل عليها الزوار ساعاتهم ويفد عليها السواح من كل مكان... وانتشر في حقلها النشيد بفنونه المختلفة والقصيد بألوانه الصافية وحشرجاته المتعددة فتنوعت أجنحتها حتى لم تعد ساحة التراث الضخمة تستوعبها... ألم أقل أن الأيام كبرت وأصبحت تظاهرة راشدة وقادرة على ان تكون محطة انظار محليا ودوليا؟ خرجت الأيام من المظاهر الاحتفالية والمجالس والمعارض والمآكل والحرف والفنون لتضيف الندوات فكرية التي بأيتها الدارسون من كل مكان فيتغذى الفكر بعد أن تكون العين قد سعدت بكل ما رأت وما على المنظمات المختصة بالتراث الا أن تعي جيدا اليوم حجم هذا الفعل والدور الذي أصبحت تظطلع به الشارقة القديمة في هذا الجمع والتثقيف والحفاظ على التراث لتكون محمية للتراث الانساني إذ هي كذلك بالفعل كانت وكذا ستكون .....