.... ولم تقتصر تلك الدّعوات على الأصوات الأوروبية بل امتدّت لتصل الى المجتمع الامريكي ذاته حيث أكّد كارل ليفن العضو الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي انّه لابدّ من ان تكون سورية وإيران جزءا من الحل في الشرق الاوسط بشأن العراق مؤكدا ان اي حل في العراق يتطلب مشاركة البلدين. في هذا الوقت بالذات نجد بعض الاصوات النّشاز على الساحة اللبنانية تستمرّ في ضلالها وتمعن في محاولة الإساءة الى سورية عبر توجيه اتّهامات باطلة لا أساس لها من الصحة والغريب ان التهمة تكون دائما جاهزة ويتسابق أطراف 14 شباط في اتهام سورية لحظة وقوع أيّة جريمة على أرض لبنان وهذا ما حدث فور الإعلان عن اغتيال بيير الجميل الوزير اللبناني وقد غاب عن ذهن أولئك أنّ أسيادهم في الخارج أخفقوا على الرغم من كل امكاناتهم في النيل من سورية التي تثبت الاحداث انّها مركز القرار في كل ما تشهده المنطقة من احداث ولا أحد يستطيع تجاهل دورها الفاعل والمؤثر وأبناء لبنان اصبحوا على يقين تام أنّ الزمرة المتسلطة على القرار اللبناني مجرّد ادوات عميلة رخيصة ارتضت الارتهان لمشيئة أعداء الامة وجنّدت ذاتها لتمرير المشروع الصهيو أمريكي عبر البوّابة اللبنانية فمن يتنكر للمقاومة التي دافعت عن لبنان واذلّت اعداءه لا يمكن ان يريد الخير للبنان ولا للأمّة والمتتبع للاحداث يدرك أنّ ذلك الفريق قد اعتاد المتاجرة بدماء اللبنانيين وان جريمة اغتيال الوزير الجميل انما تستهدف شق وحدة الصف اللبناني وبث الفتنة وتوتير الاجواء وعرقلة الضغط الديمقراطي للمعارضة الشريفة التي قادت المقاومة وحققت الانتصار على آلة القتل والدّمار الصهيونية الامريكية ومن حقّ أيّ شخص أن يسأل عن سرّ توقيت العملية قبل ساعات من انعقاد مجلس الامن بجلسة خاصة بالمحكمة الدولية ثم اين هو دور الحكومة «العتيدة» في كشف المجرمين وقد نفذت عملية الاغتيال وضح النهار وفي منطقة الفريق الحاكم وبين أنصاره ومواليه؟؟ ولماذا برز الخطاب الفتوي الرّخيص وإثارة النعرات الطّائفية في عزاء يجب أنّ يوحّد لا أن يفرق؟ يبدو أنّ أنصار السّلطة القائمة قد تلقّوا أمر التعليمات من غرفة العمليات المركزية بقيادة المندوب السامي الأمريكي جيفري فيلتمان وهم عاجزون عن الرّفض حتّى وإن كان الاستمرار بهذا النّهج يهدّد جميع اللّبنانيين على مختلف إنتماءاتهم السياسية والمذهبيّة. ويُخطئ من يظنّ أنّ السّفارات الأجنبية قادرة على تمكينه من مصادرة قرار الشعب اللبناني أو أنّه يستطيع سرقة الانتصار للمقاومة ويخطئ أكثر من يظنّ أنّه قادر على الاساءة الى سورية عبر اتّهامات باطلة واقاويل جوفاء تؤكد العمالة للخارج وبالتالي تؤكد أيضا صحّة نهج سورية وصوابية سياستها فسورية اليوم اكثر متعة وقوّة وفاعلية الأمر الذي يدفعنا الى القول بانه لا سلام في المنطقة من دون سورية. أمّا عن الاسئلة التي يمكن طرحها هنا فهي بالتأكيد تستند على قاعدتي الممانعة السورية ودورها الفاعل في المنطقة ثم دعوة الغرب الى الحوار مع سورية وايران ايضا. فما الذي يخفيه ذلك الغرب الاوروبي من وراء دعوته الى الحوار سيما انه مازال يؤمن بمشروع «سايكس بيكو» ولا يستطيع ان يتخلى عنه؟؟ ما جدوى الحوار في الوقت الذي ترتكب فيه أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني؟؟ نحن متّفقون على أنّ الكيان الصهيوني يشكّل الخندق المتقدّم للامريكان والغرب، فهل دعوة «أولمرت» بأن تتخلّى سوريّة عن «حزب اللّه» وعن «حماس» وعن مطالب المقاومة شرط أساسي لانفتاح ذلك الغرب الاوروبي على حوار مع سورية؟؟ وهل يمكن لسورية في الزمن القادم أن تضع ثقتها في ذلك الغرب الدّاعي الى الحوار؟ وأيّ قرار؟؟ حتّى ولو تخلّى ذلك الغرب عن «سايكس بيكو» وعن «وعد بلفور»؟؟ ماهو مصير «جنبلاط» في ضوء تجذير العلاقة السورية السعودية؟ بل هل يمكن الحديث عن مثل هكذا علاقة سيما وأنّ السعودية متورّطة إراديّا في حلف مع الامريكان والصهاينة من تحت الأنفاق؟؟؟ ماهو المستوى الذي يمكن لسورية أن تحافظ عليه في علاقتها مع اشقائها من الانظمة العربية وهي متمسّكة بثوابتها الوطنية والقومية؟ وهل أن مفهوم «الأشقّاء» سيظل ساري المفعول أم أنّه سيبطل بمرور الزّمن وبالتداعيات السياسية الخطيرة؟؟