بعد صدور الحكم الباطل بالإعدام من محكمة المحتل المنصبة بأمر من الحاكم الأمريكي بول بريمر ضد الرئيس الشرعي القائد الوطني صدام حسين ها هي مرة أخرى أمريكا تدعو أزلام الحكومة العميلة إلى تنفيذ الحكم بأسرع وقت ممكن في فترة لا تتجاوز ثلاثين يوما . إن هذا القرار أتى كرد فعل ضمن النجاحات الباهرة التي تحققها المقاومة الوطنية والقومية وصمودها الأسطوري مع أبناء شعبنا العربي في العراق في وجه آلة الإرهاب المنظم والممنهج الذي تقوده أمريكا وبريطانيا بتحالف مع مخابرات العدو الصهيوني التي دخلت مع المحتل . وان الفشل الذي آل إليه المشروع الأمريكي في المنطقة والمسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير بفضل المقاومة العنيدة التي تخوضها القوى الوطنية والقومية والذي دفع بكبار القادة السياسيين والعسكريين في البيت الأبيض والبنتاغون إلى الإعلان عن تخبطهم في المستنقع العراقي حيث عمد بوش إلى عزل رامسفيلد اكبر المقربين منه وطلب من بيكر تقديم ورقة عمل يضع فيها الأسباب الرئيسية التي جعلت القوات الأمريكية تغرق في الوحل العراقي كان وراء قرار تنفيذ حكم الإعدام . والملاحظ للحالة الأمنية في العراق يستنتج ارتباك المحتل الذي بدا في تأجيج نار الفتنة الطائفية عبر بيادقه في الحكومة ومليشياتها والتي تصول وتجول تحصد أرواح الأبرياء من شعبنا تحت غطاء السلطات المعينة من طرف الاحتلال والمراد من ذلك كله تذكية الأحقاد والكراهية بين أبناء الشعب العربي الواحد وتلهية المقاومة عن خطها الاستراتيجي في التحرير . إلا إن ذلك لا ينطلي على المقاومة وقيادتها ولن يربكها لأنها على علم بتعقيدات الوضع العرقية والمذهبية والطائفية في العراق أكثر من أي طرف كان وهي الحريصة وحدها على وحدة العراق وهويته العربية من نعرة التقسيم الطائفي . وان قرار تنفيذ الإعدام أراد منه الأعداء زيادة توتير الوضع الطائفي بتشجيع الأطراف المستفيدة من الحكم والتي جاءت على ظهور الدبابات طمعا منها في اقتسام السلطة والثروة مع المستعمر . فهذه القوى التي تأتمر بأوامر العدو في القصاص من شعبنا ومن القوى التقدمية والقومية فيه سنت قانون اجتثاث البعث والذي يعد قانونا إرهابيا يعتدي على حقوق الإنسان في المعتقد وبطبيعة الحال فهذا القانون ذو خلفية عدوانية وإجرامية لكل موقف وطني وقومي يدافع عن وحدة العراق كجزء لايتجزء من الأمة العربية . وهذا يبرز حالة العداء للأمة العربية التي تكنها هذه القوى وارتماؤها في أحضان مرجعيات قم وطهران الشيء الذي يستفز مشاعر شعبنا العربي ويجعل منه ضحية نار الفتنة الطائفية التي يستفيد منها الصفويين الجدد . إن استباحة العراق بنار الفتنة الطائفية من هؤلاء البيادق والأزلام يأتي ضمن خطة منظمة وممنهجة القصد منها تفتيت العراق الموحد ضمن هويته العربية . وهذا ما يبحث عنه المستعمرون وحليفهم الاستراتيجي الكيان الصهيوني . إلا أن هذا يعد مشروعا يائسا لأنه بالنسبة للقوى الوطنية والقومية صاحبة المصلحة مع شعبها في وحدة العراق المهددة هو مسالة حياة أو موت وهو صراع من اجل الانتماء الطبيعي العربي للعراق . إن أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الذين لهم مصلحة في احتلال العراق مع عملائهم القادمين وإياهم مبررين الغزو تحت عناوين ومسميات شتى ومنها الديمقراطية المعلبة على ظهور الدبابات كانوا يتفاوضون مع إيران في السر بواسطة جلبي وغيره حول نصيبهم من الكعكة العراقية . وهذا ظهر جليا في تمسك الطرف الذي يقود السيستاني وعبد العزيز الحكيم بالسلطة مع المحتل وتشريك جناح مقتدى الصدر في بعض التوازنات بالرغم من شطحاته من حين لآخر والتي تبدوا لدى البعض نزعة وطنية إلا أننا ننزلها في إطار الصراع على السلطة . وما تغيير هوية العراق في الدستور الجديد والعمل على مقايضة ما يجري في العراق لحساب المشروع النووي الإيراني إلا دليلين على الأقل في تورط إيران عبر بيادقها في تغذية نار الفتنة الطائفية وهو ما جرى ويجري على مرأى ومسمع من قوات الاحتلال . ومن هنا يتأكد لدينا إن تنفيذ حكم الإعدام هو ترضية لإيران والعدو الصهيوني وطبعا ثأرا شخصيا لبوش. وها هو يزاح الستار وأنا لازلت بصدد كتابة هذه الكلمة عن الجريمة النكراء التي نفذتها حكومة نوري المالكي المأمورة بعد أن فرضت عليها أمريكا الموقف بتواطىء إيراني سافر وذلك باغتيال الزعيم الشهيد صدام حسين. فلقد أقدموا على تنفيذ هذه الجريمة السياسية البشعة يوم عيد الأضحى المبارك 30 ديسمبر 2006 على الساعة السادسة صباحا بتوقيت العراق بطريقة مقصودة استفزازا لمشاعر الملايين من العرب والمسلمين واهانة وإذلال لكل من الأمتين العربية والإسلامية . فحتى في القانون الدولي والأمريكي خاصة لابد من إعطاء المهلة اللازمة للمتهم ويمكن أن تطول لأكثر من سنة هذا إذا اعتبرنا إن الحكم الصادر عادل فما بالك في قضية الحال وهي قضية قرصنة خسيسة ومسرحية هزلية منذ اختطاف الرئيس الشهيد صدام حسين والمفروض أن يعد أسير حرب حسب ما جاء في المواثيق الدولية واتفاقيات جينيف الأربعة الشيء الذي يلزمهم بإطلاق سراحه . وهذا الإعدام هو هدية للعدو الفارسي الأمريكي الصهيوني والشيء الدال على ذلك تصريحاتهم المتزامنة والمعبرة على نفس الموقف الحاقد على الرئيس الشهيد إذ يعتبر الموقف الرسمي الإيراني بأن الإعدام هو نصر للشعب العراقي ويصرح بوش بان هذه خطوة تاريخية وإما العدو الصهيوني فيقول إن ذلك يعتبر تحقيقا للعدالة . إن التحالف الأمريكي الصهيوني ضد الأمة العربية وتحررها مع العدو الفارسي هو تحالف انتهازي التقت فيه المصالح لخدمة مشروعهم النووي . وبهذه المناسبة نقول إن من حق أي شعب اكتساب التكنولوجيا النووية وندين قرار مجلس الأمن الأخير الصادر ضد إيران وذلك انطلاقا من إيمانا المبدئي بحق حرية الشعوب في تقرير السياسة التي ترتضيها دون تدخل أو وصاية . إن الشهيد الراحل صدام حسين برهن على صموده ضد مشروع الهيمنة الأمريكية الصهيونية الفارسية على الوطن العربي وها هو يدفع الضريبة غالية بروحه الطاهرة في سبيل دلك . إن أزلام أمريكا وإيران في العراق لن ينالوا من المبادئ التي آمن بها الرئيس الشهيد صدام حسين .وكذلك لن ينالوا من المقاومة الباسلة بتنفيذهم جريمة الاغتيال السياسي القبيحة . فعلى العكس من ذلك فالمقاومة ستزداد شراسة وقوة وتحديا للأعداء الداخليين والخارجيين دون أن تضيع بوصلتها في التحرر من نير الاحتلال والعمل على وحدة العراق العربي . إن البيادق المنصبين من طرف المحتل والمتواطئين مع العدو الفارسي و الذين جاءت بهم الدبابات الأمريكية يعدون أعداءا لهوية العراق العربية ووحدة ترابه الاخطرمنذ التتار والمغول . والواجب القومي يقتضي منا كشف هذه المؤامرة لأبناء شعبنا العربي في العراق والأمة العربية قاطبة . وبناءا على ذلك فان هدف هؤلاء هو طمس الشخصية العربية وتعويمها حتى يتم القضاء عليها باسم المشروع الفارسي الأمريكي الصهيوني. فنور المالكي الذي اعتبر أن يوم تنفيذ جريمة الاغتيال السياسي للرئيس الشهيد صدام حسين هو يوم عيد وفرح للشعب العراقي وكذلك الأوساط الرسمية الإيرانية كما إن فيالق الغدر بدر ومليشيا جيش المهدي عبرتا عن فرحتهما في الشارع العراقي متحدية بذلك مشاعر الوطنيين المخلصين لهذه الأمة في يوم عيد ديني المفروض أن تتغلب فيه نزعة التسامح والصفح الجميل وتترفع النفس عن الحقد والبغضاء على نزعة الجريمة وقتل النفس الإنسانية خاصة ونحن في الأشهر الحرم . وبالتالي فان هذا العمل يعد من قبيل التعدي على الأمة ومشاعرها وهو عمل إجرامي دون شك. وفي الختام لابد من الإشارة إلى الموقف الشجاع الذي وقفه الشهيد الرمز القائد صدام حسين أمام مشانق البيادق إذ بدا على همة عالية ورباطة جأش داعيا إلى حياة الأمة العربية وحياة فلسطين العربية . وبذلك برهن مرة أخرى على أنه الرجل المؤمن بقضايا وطنه وأمته فهو الذي يضحي بروحه في سبيل عزتها ومناعتها ومن قبلها ضحى بابنيه قصي وعدي كشهيدين في نفس المسار. إن روحك يا شهيد الأمة أيها القائد الوطني صدام حسين ستبقى خفاقة عالية تنادي في سبيل القيم التي آمنت بها طفلا وطالبا وجنديا وسياسيا وقائدا شجاعا . فتقول لأبناء هذه الأمة لا تساوموا في سبيل تحرر الأمة العربية وحريتها ونهضتها وتقدمها مع الأعداء المتمثلين في التحالف الرجعي الصهيوني الأمريكي والانتهازي الفارسي.