لقي الطفل علي حتفه تحت عجلات القطار الرابط بين مدينة صفاقس ومدينة قابس وذلك يوم الثلاثاء 11 ماي 2010 في حدود الساعة 10 و10دق و59ث، وسرعان ما تحولت بلدية طينة من منطقة آمنة مطمئنة إلى حالة من الحزن العميق الذي خيم على بيوت أهاليها واستبد خاصة بالمدرسة الاعدادية ابن رشد طينة، حيث انفطرت قلوب 574 تلميذا وتلميذة بسبب يد المنون التي اختطفت زميلهم الذي كان كاللحن الجميل، ووجمت في لحظات نفوس الاطار التربوي الذي التاع لفقدان «علي قريعة» هذا الذي كان كالوردة البيضاء تعبق في غيابات الاصيل. فقد كان يجمع بين حسن الخلقة ودماثة الأخلاق فضلا على ما تميز به من مثابرة في دراسته وانضباط في السلوك فهو صاحب معدل 14.57 بالسنة التاسعة أساسي. وقد أضاف الأخ عبد الوهاب بالحاج أستاذ التاريخ والجغرافيا والمسؤول النقابي بالمدرسة بأن تلميذه علي سيترك فراغا كبيرا في القسم وفي المدرسة نظرا لما كان يتميز به من اجتهاد وانتباه وقد شهدت جنازة المغفور له يوم الاربعاء حضورا لكل إطارات وإداريي وعملة المدرسة ولكل زملائه فضلا عن تعاطف الاطار التربوي والنقابي للمدرسة الإعدادية الهادي شاكر مع زملائهم بإعدادية طينة ومع عائلة الفقيد خاصة. مندوب «الشعب» تحوّل لبيت الفقيد لتقديم التعازي وقد أبى الوالدان رغم ما كانت عليه حالتهما من آلام جمة موجعة الا أن يعبرا عن شكرهما لتعاطف الإطار التربوي وكل العاملين وتلاميذ المدرسة معهم والذين وقفوا لجانبهم ماديا ومعنويا منذ أن حلّ بهما قضاء الله ورحيل ابنهم البكر الذي كان نبراسا يضيء البيت. ومن جانب آخر فقد توقفت «الشعب» على رأي الأهالي والتلاميذ خاصة الذين عبروا عن استيائهم وتذمرهم من قرب السكة الحديدية من مدرستهم وما تسببه لهم من حالة خوف وفزع من حين لآخر حيث أن القطار سبق أن أردى قتيلين في مدة زمنية قصيرة وذلك من جراء عدم وجود حاجز وبعد تشكيات الأهالي تم في المدة الاخيرة تجهيز السكة الحديدية بحاجز لكنّه غير مجد إذ أن المنطقة تتطلب سياجا للسكة الحديدية وحاجزا إلكترونيا لان حركة القطار كثيفة طوال اليوم ومروره عادة ما يتزامن مع أوقات التلاميذ وخروجهم من المدرسة. وقد حرصت إدارة المدرسة جاهدة على تأطير التلاميذ، وعملت على تقليل خطر الشارع وخطر السكة بحذف حصة الدراسة من الساعة 17 الى الساعة 18 كما وفرت مكتبة قيمة يشرف عليها استاذ عربية وقاعة بجانبها فيها كل أسباب الراحة. إننا نناشد السلط المعنية بأن تتدخل في القريب العاجل لتسييج السكة الحديدية وتوفير الإنارة لحماية فلذات أكبادنا ولنسيان مخاطر مرور القطار وما قد يسببه من ضحايا.