يعتبر الديوان الوطني للتطهير من أهم المؤسسات العموميّة التي تقدّم خدمات للمواطن لا تقلّ أهميّة عن الصحة والتعليم والنقل وهو ما يتطلّب من هذه المؤسسة تقديم الأفضل خاصة وأنّها تعيش حالة من الإزدهار بفضل سواعد عمّالها وأعوانها الذين لا يمكن الاّ أن يتقدّم لهم كلّ مواطن بتحيّة تقدير وشكر على ما يقومون به من أعمال شاقة في ظلّ ظروف قاسية في أغلب الأحيان نظرا لطبيعة العمل الذي يتطلّب منهم الإستعداد ليلا نهارا بردا وحرا للتدخل وتقديم الخدمات حتى أثناء أيّام الراحة الأسبوعية والعطل الرسمية والدينية ولهذه المعطيات لا يريد المواطن أن تكون الإدارة الجهوية بالقصرين شاذة عن مثيلاتها في الجهات الأخرى حيث تتعمّد سياسة تقشف بتعلّة التحكم في مصاريف الساعات الإضافية للعمّال والضغط على النفقات ممّا يحرم المواطن من خدمات الديوان أثناء عطل نهاية الأسبوع وينتج عن ذلك ضرر كبير يمسّ المواطن في العمق ويمسّ كذلك من سمعة هذه المؤسسة الوطنية التي تعتبر مكسبا وطنيا، حضاريا وصحيا وبيئيا. من ناحية ثانية هناك تساؤل كبير حول كيفية انجاز شبكة تطهير بحي باب العرايس من معتمدية القصرينالمدينة التي أدخلت فرحة على متساكني هذا الحي سرعان ما تبخّرت وتحوّلت إلى كابوس نتيجة تسرّع إدارة الديوان في الشروع في انجاز هذه الشبكة دون التثبت في الوضعية العقارية لمسلك الشبكة حيث اعترض أحد المواطنين على مرورها عبر قطعة أرض على ملكه مسجلة بصفة قانونية وهو ما عطّل إتمام انجاز المشروع بعد أن قام أغلب المتساكنين بعملية الربط مع الشبكة الرئيسية وتمّ الإستغناء عن الآبار المعدّة للمياه المستعملة ونظرا لعدم جاهزيّة هذه الشبكة للإستغلال نتيجة السبب المذكور تعطّل تصريف المياه المستعملة وأصبح الحي مهدّدا بالتعفّن وقد ينجر على ذلك مخاطر على صحّة المواطنين والأطفال والعجز خاصة وأنّ فصل الصيف على الأبواب وهو ما دفع بعدد من المتساكنين إلى تحميل مسؤولية الخطأ إلى عمّال وأعوان الديوان الوطني للتطهير وتصل إلى التشنّج أحيانا عوض تحميل هذا الوضع إلى المسؤولين بالإدارة والمصالح الفنية المختصة على تسرعها في انطلاق الأشغال دون استكمال الجوانب القانونيّة العقارية حتى يتجنّب الجميع هذه الوضعية المتردية التي وضع فيها المواطن والإرهاق الاضافي الذي يعيشه عمّال الديوان قصد تطهير الحي بواسطة مضخات تتطلّب انفاقا ماديا اضافيا على حساب موارد المؤسسة. هذا بالإضافة إلى أنّ شبكة التطهير بصفة عامة بمعتمديات القصرينالمدينة لا تستوعب الكم الهائل من المياه المستعملة نظرا الى صغر سمك هذه القنوات ويظهر عجزها خاصة عند تساقط الأمطار وينجر عنها فيضان العديد من البالوعات حتى وسط المدينة. لذا فإنّ إعادة دراسة هذه الشبكات علميا أصبح ضرورة ملحّة حفاظا على صحة البشر التي لا تقدّر بثمن.