بعد اقتناء التذاكر بالجملة من قبل بعض الفنانات والالتجاء إلى بعض المنظمات والجمعيات لتأمين حضور الجمهور، يتوسل اليوم بعض الفنانين والفنانات بالموقع الاجتماعي »الفايس بوك« لتحويل الافتراضي إلى واقعي والعيش على وهم النجاح الفني والجماهيري في سهرة من سهرات قرطاج... «سأملأ ركح قرطاج بآلاف المتفرجين بفضل الفايس بوك». جملة اعتراضية تتردد حروفها على الموقع الاجتماعي »الفايس بوك« وعلى بعض المواقع الالكترونية الفنية، وأيضا بتنا نطالعها في أكثر من صحيفة ورقية منذ أسابيع غير قليلة وعلى الصفحات الأولى لبعض المجلات الفنية. هذه الجملة الاعتراضية صارت، على ما يبدو، لدى البعض من المغنين والمغنيات تشبه ذاك النوع من الأدوية المسكنة للآلام التي لا تنتهي... آلام الخمول والسكينة وقلة الإبداع الفني... فالعديد من الفنانين الذين لم يعتلوا ركح مهرجان قرطاج أبدا أو الذين سُنحت لهم فرصة المشاركة في إحدى دوراته السابقة وفشلوا في تأمين سهراتهم فنيا وجماهيريا، أطلقوا »عقيراتهم« منذ مدة للمطالبة بحقهم في المشاركة في مهرجان قرطاج في دورته السادسة والأربعين، معولين على »الفايس بوك« لملء مدرجات المسرح الأثري بقرطاج؟؟؟ هذه الدورة التي سيتحمل »أمانتها« مراد الصقلي الذي تم تعيينه من قبل وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بعد أن أشرف على إدارة مركز الموسيقي العربية والمتوسطية »النجمة الزهراء« بسيدي بوسعيد طيلة سبع سنوات. الدورة سيكون حفل افتتاحها سينمائيا من خلال فيلم »شارع النخيل الجريح « لعبد اللطيف بن عمار وذلك يوم 8 جويلية القادم في إطار الاحتفاء بسنة السينما، وربما يحتفي حفل الاختتام يوم 15 أوت بالجموسي. كما ستشهد الدورة الجديدة لمهرجان قرطاج برمجة عدة عروض تونسية لعل أبرزها الفاضل الجزيري في عرض »حضرة 2010«، المطرب صابر الرباعي، نجاة عطية، شكري بوزيان، درصاف الحمداني وكذلك الهادي حبوبة، إلى جانب مشاركة عديد الأصوات الشابة في إطار دعم الفنان التونسي ومنحه فرصة البروز والانطلاق من قرطاج. هكذا إذا، في الوقت الذي يُنتج فيه الفنان المشرقي ويبحث عن آفاق أرحب في مجال الغناء والموسيقى، يستكين أغلب فنانينا ويُصابون بالعُقم الفني والإبداعي، وأفلحهم من يسطو على »تركة« فنية ويُعيد تقديمها، ثم »يستفيقون« فجأة من نومتهم السنوية على إيقاع المهرجانات الصيفية ليُطالبوا بحقهم في الظهور فوق ركح أعرق المهرجانات؟؟؟