يشكو العديد من المحامين الشبان وخاصة منهم المتمرنين من صعوبات مالية، ولمعرفة ظروفهم وشواغلهم إلتقينا واحدا منهم هو الاستاذ حسان الشنوفي باعتباره محاميا شابّا تحت التمرين يعايش جزءا هاما من شواغل المحامين في أول خطواتهم في المهنة. ❊ أستاذ حسان الشنّوفي، كيف تقيمون واقع المحامين الشبان؟ يشهد قطاع المحاماة ولوج العديد من المحامين الشبان اليه بما يرافق ذلك من إرادة راسخة على تحقيق الاضافة الايجابية الى هذا القطاع مع الحفاظ على أخلاقيات المهنة التي كانت وستبقى دائما أحد أهم مميزات المحاماة كمهنة نبيلة وحرة يرمي من خلالها المحامي الى تحقيق رسالة قبل تحقيق مستوى عيش جيد الا انه يتزامن مع هذه الموجة من الشباب الوافدة على قطاع المحاماة مع ما لذلك من إيجابيات لا تحصى ولا تعد بعض الاشكاليات التي تشغل المحامي الشاب وتمثل عائقا أمامه في تحقيق ماهو منتظر منه من مكاسب للمهنة. وتتمثل هذه الاشكالات التي تؤرق المحامي الشاب في مجموعة من الصعوبات المادية حيث أنّ العديد من المحامين الشبان وخصوصا المحامي المتمرن الذي يقتصر مجال تدخله في القضايا المدنية على تلك التي يكون فيها إنابة المحامي غير وجوبيّة غير قادر على توفير أبسط مقومات العيش الكريم. وإن اختلف الامر بالنسبة للمحامين الشبان الذين تم ترسيمهم لدى الاستئناف الا ان هذه الفئة أيضا تعيش من الصعوبات المادية ما لا يخفى على أحد حيث ان تكاليف فتح مكتب وتجهيزه ومجابهة ما يرافق ذلك من مصاريف ضرورية أصبح يمثل عائقا أمام العديدين من هذه الفئة من المحامين ممّا يجعلهم يجنحون الى العدول عن الإستقلال بمكاتب خاصة بهم والبقاء بمكاتب التمرين خوفا من الفشل في مجابهة ما يرافق فتح تلك المكاتب من مصاريف، حيث يستدعي كل ذلك حسب وجهة نظري تدخلاً سريعًا وناجعًا من هياكل القطاع لرفع هذه الصعوبات تماشيا مع ما جاء في البرامج الانتخابية في الانتخابات السابقة والتي تم إجراؤها مؤخرا لحماية المحامي الشاب وللحفاظ على مهنة المحاماة وعلى أخلاقياتها. ❊ ولكن هذه المشاكل موضوعية لا تتحمل هياكل المهنة أيّ مسؤولية في تواجدها؟ هذه المشاكل وان اشتدت في السنوات الاخيرة الا انّ ظهورها والمناداة بإيجاد حل لها كان منذ سنوات عدة فوقع تجاهلها من قبل الهياكل ممّا دفع الى تفاقمها والمطلوب من هياكل المهنة المنتخبة حديثا إيجاد حلول قطعية لهذه الاشكالات نظرا لكونها تمثل هاجسا يوميا لغالبية المحامين الشبان. ❊ ولكن ماهي صلاحيات الهياكل وامكاناتها لايجاد الحلول؟ من الطبيعي أن تعمل هياكل المهنة المنتخبة على إيجاد الحلول لمشاكل القطاع من منطلق واجبها وتماشيا مع طبيعة مهامها، وأن تفاوض مع سلطة الاشراف في هذا المجال لأنّ الدولة تتحمل المسؤولية في إعاقة حل العديد من الملفات التي تعد من الأولويات من ذلك حصانة المحامي الاطارالتشريعي العام الذي يعيق المحامي الشاب والمنحة التي تم إسنادها للمحامي المتمرن والتي تفترض عديد الشروط والاجراءات المجحفة رغم قيمتها الضئيلة وبطء صرفها، ومسؤولية هذه الهياكل تتمثل في تحريك وطرح هذه الملفات ووضع برامج وخطط للعمل على إيجاد الحلول لها. ❊ ماهي هذه الحلول التي ترون أنّها من الممكن أن تحسن من واقع المحامي الشاب؟ إن دخول المحامي المتمرّن للمهنة يكون مرتبطا بعديد الإشكالات المادية كمعاليم الترسيم وإعداد الوثائق وزيّ المحامي وهي مكلّفة وترهق كاهل المحامي، لذلك أرى أنّه من الممكن إعفاؤه من هذه المصاريف أو على الأقل إسناده قرضًا مؤجل الدفع وبالتقسيط المريح كما أقترح ضرورة الترفيع في قيمة المنحة بما يتناسب مع حركة المحامي المتمرن ومصاريفه والتعجيل بصرفها منذ الشهر الأوّل وكذلك تنظيم عملية اسناد التأخير من طرف الفروع بصفة دورية على المحامين المتمرنين