مثلت موسيقى الجاز احد أهم العلامات المضيئة التي تشع من مدينة طبرقة، فمنذ سبعينيات القرن الماضي تحولت مدينة الجاز والمرجان إلى قبلة لمريدي وعشاق موسيقى زنوج الأسبان والانكليز والفرنسيين الذين استوطنوا في ولاية نيو أوريلانز بالولايات المتحدةالأمريكية منذ منتصف القرن التاسع عشر. وعلى حجارة البازيليك الرومانية تعيش مدينة طبرقة كل سنة على وقع موسيقات العالم وإيقاعات الراي والموسيقى اللاتينية ومختلف الأنماط الموسيقية وبدأت المدينة تعانق قمم ابرها الصخرية التي اشتهرت بها وتجلب لها السياح من مختلف أصقاع الدنيا لمتابعة العروض التي دأبت على تقديمها. مهرجان الجاز الذي تحول إلى »فقرة« عابرة في مهرجان طبرقة الدولي اقتصرت دورته الحالية على عرضين يتيمين لموسيقى الجاز الأولى ايطالية للفنان ستيفان ودي باتيستا ليلة 6 أوت والثانية أمريكية مع الفنان روي آيرز ليلة السبت 7 اوت 2010 . فقرة الجاز العابرة، أو »دورة التحدي« مثلما وصفها السيد جمال الناصري مدير مهرجان طبرقة الدولي تولت وزارة السياحة والصناعات التقليدية التكفل بتمويلها إضافة إلى تمويل وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لفعاليات المهرجان ككل الذي انطلق منذ يوم 27 جويلية الفارط ليتواصل إلى حدود يوم 17 أوت الجاري. دورة التحدي التي تمولها وزارتان واحدة منهما (وزارة السياحة) منحت المهرجان قرابة النصف مليار في دورته السابقة، لم تقدر إلا على تنظيم حفلين يتيمين لموسيقى الجاز وهو ما يدعو إلى الخوف من أن تكون هذه الدورة هي الدورة الأخيرة لهذا المهرجان ونجد انفسنا في السنة المقبلة نقف على اطلال صرح هوى.