على إثر ما وقع تداوله في المواقع الإلكترونيّة من غناء بعض المحسوبين على الفن التونسي وهو منهم براء في إيلات المغتصبة، وتداول شريط فيديو واضح لا لبس فيه لمحسن الشريف يهلّل بحياة المجرم الصهيوني نتانياهو ويظهر أيضا في المقطع المسجل عبد الوهاب الحنّاشي، وقائمة المطبعين تحت غطاء الفن والثقافة لم تستثن نورالدين الكحلاوي وسليم البكوش... وغيرهما وما خفي كان أعظم، على إثر هذه الحادثة اعلنت عدّة نقابات موقفها من محسن الشريف وأشباه الفنانين وما يؤتونه من ممارسات لا تنم إلاّ عن مستواهم المنحط وسقوطهم الرخيص والمبتذل الى الدرك الأسفل من التمعش والانتهازية. وقد كان الفنان أسامة فرحات كاتب عام نقابة المهن الموسيقية أوّل من صرّح بموقفه الشخصي وموقف نقابة المهن الموسيقية حيث أعلن على صفحته بالشبكة الاجتماعية »الفايس بوك«: »بإسمي الخاص ككاتب عام النقابة التونسية للمهن الموسيقية أرفض التطبيع الثقافي والفني مع اسرائيل وأطلب من السلط التونسية المختصة منع أي فنان من السفر الى إسرائيل تطبيقا لقرارات الجامعة العربية كما أطالب الموسيقيين والفنانين عن الامتناع عن هذا السلوك الذي يسيء الى صورة الفنان التونسي كما أطالب الشعب التونسي أن يقاطع الفنانين الذين ذهبوا ويذهبون إلى إسرائيل كموقف شعبي رادع«. الأخ لسعد بن حسين كاتب عام نقابة كتّاب تونس أمضى على بيان جاء فيه بالخصوص: »تجدّد نقابة كتّاب تونس رفضها لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب بما فيها الأشكال الثقافية والفنية وإذ تؤكد أنّ هذه الشرذمة الضالة لا تمثل إلا ذواتها الرخيصة، فإنّها تذكّر بما ورد في لائحتها العامة التأسيسية من أنّ »الكاتب في مجالات الإبداع المختلفة لا يمكن أن يكون محايدا أو لامباليا، فمسؤوليته ومسؤولية قلمه الأدبيّة والإبداعية والأخلاقية تفرض عليه وجوبا الانخراط في حقول الصراع المختلفة ضدّ الهيمنة والظلم، مساندا حق الشعوب في التحرر من كلّ قيود الاستبداد والاستعمار مقاوما ومناضلا ونصيرا. إنّ الكاتب التونسي المنخرط في نقابة كتّاب تونس والمنضوية تحت لواء الإتحاد العام التونسي للشغل الرافع لشعار النضال بالفكر والساعد، وقد قدّم الفكر ترتيبا ليكون الرّائد، والمحتل لطليعة المناضلين وذلك لمنزلته الرمزية وخطورة نضاليّة قلمه ومسؤوليته ووعيه والتزامه، يعلن مساندته المطلقة واللامشروطة لشعبنا الفلسطيني وشعبنا العراقي ولكل الذين يحتلّون المواقع المتقدّمة لتأسيس مجتمع عربي تقدّمي مناضل مستنير ثقافة فكرا وإبداعا، ويعلن مساندته لكل أحرار العالم الذين يتصدّون لهيمنة الاستعمار بكل أشكاله«. وفي هذا الإطار، تدعو نقابة كتّاب تونس كلّ المبدعين في كل المجالات الفنيّة والثقافية الى الحيطة والتأنّي والحذر في التعامل مع جمعيات ومنظمات أجنبية مشبوهة قد تكون غطاء مقنّعا لتكريس التطبيع مع العدوّ الصهيوني، كما تؤكّد عزمها التصدي لكل محاولات التطبيع، وفي هذا المجال، تحذر نقابة كتّاب تونس كل كاتب من مغبّة التعامل المباشر وغير المباشر مع هيئات تنظّر للتطبيع وستعتبر المتعاملين مع هؤلاء، خارج الإجماع الشعبي والثقافي المناهض لكل أشكال التطبيع وبصفة آليّة لا لبس فيها خارج أطر الإبداع وخارج أطر نقابة كتّاب تونس«. من جانبها أصدرت النقابة العامة للتعليم الاساسي (كاتبها العام الأخ حفيظ حفيظ) والجامعة العامة للبريد والاتصالات (كاتبها العام الأخ المنجي بن مبارك) والنقابة العامة للصناديق الاجتماعية (كاتبها العام الاخ بلقاسم الجمني) والنقابة العامة للتعليم الثانوي (كاتبها العام الأخ سامي الطاهري) بيانا مشتركا تندّد فيه بكل من شارك في هذه الجريمة وتدعو إلى التشهير بهم ومقاطعتهم وتطالب بمحاسبتهم ومحاسبة من يسّر لهم السفر والمشاركة في مسار التطبيع وتدعو الى التجنّد لمقاومة التطبيع على جميع الأصعدة بما فيها المتسترة بالثقافة والفن والرياضة والبحث العلمي. بيان ظهرت في الأيام الأخيرة مقاطع أشرطة فيديو لحفل نظمه عدد من المحسوبين على الفنانين التونسيين في المستوطنة الصهيونية إيلات تجرأ فيها أحد هؤلاء على الهتاف بحياة إسرائيل ومجرم الحرب نتياهو. إن ما أقدم عليه هؤلاء المغنون يمثل اعتداء سافرا على ثوابت شعبنا الوطنية والقومية ومشاعره وكذلك جريمة في حق أبناء شعبنا الفلسطيني في وقت يستجمع فيه أحرار العالم قواهم لكسر الحصار الجائر على غزّة الأبية. إن المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بتونس إذ يدين بشدّة هذه الممارسة التطبيعية فإنّه: يؤكد من جديد على الأهمية القصوى للفعل الثقافي المناضل في التصدي للمشروع الصهيوني. يندّد بكل من ساهم في هذه الجريمة ويدعو إلى التشهير بهم ومقاطعتهم ومحاسبتهم ومنعهم من ممارسة أنشطتهم في كل المهرجانات والتظاهرات التي تقام في البلاد التونسية. يدعو الى التجند لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري في كل المجالات وفضح القائمين عليه. عاشت فلسطين عربيّة المجد كل المجد للمقاومة عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا مستقلا ديمقراطيّا ومناضلا