كان لأحباء المسرح موعد بمهرجان الياسمين برادس مع ريم الزريبي التي سجلت عودتها للوقوف على الركح بمسرحية ايجا وحدك وهي أوّل عمل فرجوي من نوع الوان مان شو للممثلة ريم الزريبي والنص لجلال الدين السعدي والإخراج لإكرام عزوز. ريم الزريبي دخلت الميدان الفني من الباب الكبير إذ تعاملت مع جهابذة المسرح التونسي. ممثلة كوميدية بالأساس عصامية التكوين لها طابع مميز ويغلب على أدوارها المسرحية والدرامية عنصر المرح والتلقائية وهو ما ميزها عن بقية الممثلين... وهو أمر جعل الجمهور يتوافد بأعداد كبيرة خصيصا لمشاهدة ريم الزريبي في مهرجان رادس. بدأت ريم الزريبي عرضها بالرقص على أنغام موسيقى هادئة تنقلب فجأة لإيقاعات المزود وتواصل الرقص على وقعها فيكون أول لقاء يجمعها بالجمهور، في دور راضية، الذي تفاعل معها بصفة كبيرة بالتصفيق. ثم تقوم البطلة بمحاورة الحاضرين جاعلة منهم جزءا من العرض من خلال إيهامهم برفضها مواصلة المسرحية لاكتشافها أن الحضور لا يقتصر على النساء فحسب بل إن عددا هاما منه رجال بالرغم من أن عنوان المسرحية »ايجا وحدك«. بعد ترحيب مطول بالرجال، تنطلق الممثلة في استعراض يوميات زوجة وأم مثقلة بأعباء الحياة من اعتناء بالأبناء والزوج إلى التفكير في حاجيات المنزل التي لا تنتهي حيث جسمت نموذج الصراع بين المرأة والرجل والاختلاف في الأفكار والرؤى من مرحلة التنشئة الأولى والتربية والتعليم في الأسرة والمجتمع ووصولا إلى مرحلة التعارف بين الزوجين ووصولا إلى سرد جوانب من الحياة الزوجية في مختلف حالاتها الهادئة والسعيدة أو المضطربة والمحزنة.. ونجحت ريم الزريبي في جعل كل إمرأة حاضرة البارحة في العرض ترى في مواقفها الهزلية جزءا من حياتها اليومية كمحاولات الأم كل صباح لإعداد أبنائها للالتحاق بالمدرسة مع رغبتها أحيانا في التجمل الشيء الذي أصبح بمثابة الحلم معتمدة في ذلك على حركات وعبارات يطغى عليها الطابع الكوميدي. كما فوجئ الجمهور المتابع لمسرحية »إيجا وحدك« بدور ثانوي وهو دور المساعد الذي يظهر على الخشبة بتعلة تلقين الممثلة دورها. واختار المخرج إكرام عزوز أن تكون مسرحية إيجا وحدك باللهجة العامية التونسية ليكون الحوار أقرب إلى الواقع من أجل التركيز على النواحي الهزلية والدرامية في الحياة اليومية ويتأكد هذا التوجه الإخراجي من خلال الاكتفاء بديكور ثابت لا يتغير طيلة العرض المسرحي لفسح المجال للمثل كي يبرز طاقته في تجسيد الأدوار والقيام بدور الشخصيات على الخشبة لأن مسرح الممثل الواحد يشترط تعدد الأدوار وإلا كان العرض أشبه بالتداعي الحر للأفكار... وهذا ما نجحت الفنانة ريم الزريبي في أدائه وتجسم ذلك من خلال التصفيق المتواصل للجمهور الحاضر خصوصا فور إنتهاء العرض. مسرحية »ايجا وحدك«، التي مثلت انضمام ريم الزريبي لصاحبات العروض الفردية »الوان مان شو« أو »الوان ويمن شو« لتثبت أنها قادرة على تقمص أكثر من شخصية وتؤكد حرفيتها في أداء المونولوغ الكوميدي، تفاعل معها الجمهور الحاضر بالهتاف والتصفيق والضحك المتواصل الذي يعكس حرفية الممثلة وطاقاتها الإبداعية في شد انتباه المتفرج واستمالته إلى الضحك الساخر. واختتمت الفنانة ريم الزريبي عرضها المتميز بأداء أغنية تتضمن رسالة موجهة لمحبي المسرح لمزيد الإلتفاف حول المسرح التونسي والنهوض به.