رماد ذاكرة رواية صدرت في الثلاثية الثانية 2010 مطبعة فن الطباعة، محاكمة كلب رواية صدرت في أفريل 2008 ، مهذب السبوعي ،عبد الجبار العش أربعة أسماء شملتني من رأسي حتى أخمصي ولم تفارقني منذ طفقت أقرأ رواية رماد ذاكرة للزميل و الصديق العزيز مهذب السبوعي عصر هذا اليوم إلى حدود الهزيع الثاني من الليل و بت ليلي أنشد ما قاله نزار قباني: »هل هذه قفصة أم كربلاء يا ربي كم تتشابه الأحقاب« وقد كنت رددت إثر قراءتي محاكمة كلب: شعراء هذا العصر جنس ثالث فالقول فوضى والكلام ضباب. يعطوننا الفرح الجميل وحظهم حظ البغايا ما لهن ثناء فهل أن القدر اجتبى هذين المبدعين فكانا بحق رسولين فأنقض ظهرهما بالأوزار بعد أن حافت بهما البلايا فأصبحا هباء منثورا هشيما تذروه الريح فلجا في عتو لا يليان في ذلك يكابدان وهما على حافة الهلاك .منعرج خطير في عالم كتابة السيرة الذاتية دفع من أجله بطلا محاكمة كلب ورماد ذاكرة ما تئن الأرض بحمله وتضيق ذرعا بما رحبت بسبب قلمين يصليان نارا حامية عليهما غبرة ترهقهما القترة فقطعا بذلك قطعا موجعا مرا مريرا فيه شمس وزمهرير مع كتابة السيرة الذاتية في الأيام لطه حسين وحياتي للعقاد وسبعون لنعيمة ينعم فيها السرد بالهدوء ويرفل في التأمل الصمت والباهت و يدغدغ وجدان القارئ بالأسلوب الرومانسي. يشعر القارئ بالجبن والاشمئزاز من نفسه الخائنة لا فرق بينها و بين الحمار يحمل أسفارا حينما يعجز أن يثأر لعبد الجبار ويعلن حربا بلا هوادة ضد كل من جاؤوا على قميصه بدم كذب وألقوه في غياهيب الجب يتخبطه جحيم السؤال وقد قدوه له حصيرا. ألم يقل فرويد: »أنا وليد ظروف و تاريخ صنعني وكيفني كما شاء«. و إذا كانت حماقة المجتمع مع بطل محاكمة كلب داء ماله دواء... فإن الداء الذي تفنن و اتخذ سبلا ماكرة لتسوم مهذب سوء العذاب لم يبلغ غايته بل جلاه طودا، جبلا كجبال موطنه الشامخة يفضح ويعري من ظنوا أنهم براء من ضر مسه »ربما كانت الفرصة أحلى ما تكون عندما كنت أظن الحب أقوى من الجنون فإذا حبي رماد و إذا حبي احترق« ( 1 ) داءان فضيعان في الروايتين لم يغادرا كبيرة و لا صغيرة جاهدا لتوطين معيشة ضنكا لمهذب وعبد الجبار فكان سعيهما كسراب بقيعة حيث وجدا) الداءان) أيوبيين ولسان حالهما يقول: »أتوب الزاي و أنا أيوب رماني الوعد و المكتوب«( 2) ومرة أخرى نجد أنفسنا مع ما قاله نزار قباني: تعلمت أن الأدب لبس مخدة من ريش العصافير ولا نزهة في ضوء القمرتعلمت أن الأدب ليس زهرة نشكها في عروة سترتنا، و لكنه صليب من المتاعب نحمله على أكتافنا. الأدب جزية و ضريبة و مشي مستمر على سطح من الكبريت الساخن. ( 1 ) مهذب السبوعي ( 2 ) أحمد فؤاد نجم.