لم يدر بخلدي أبدا، وأنا أتحوّل الى المندوبية الجهوية للتربية ببنزرت كأي مواطن لمقابلة السيد المندوب في شأن تربوي خاص يعتبر النظر فيه من مشمولاته أن أواجه بذلك الموقف الغريب إذ امتنع عن مقابلي بعدما علم من كاتبته الخاصة سبب طلب المقابلة، وعندما بدت عليّ علامات التعجب والاستغراب قال لي بعض من الحاضرين أن هذا الموقف عادي جدا وأنني لست الأول الذي اتعرض له ولن أكون الأخير، فإذا كان المندوب الجهوي للتربية وهو ممثل الوزير بالجهة يتصرف على هذا النحو والحال ان باب الوزير مفتوح لأصحاب الحاجات، وإذا كانت مشاغل المواطنين في مستهل كل سنة دراسية كثيرة ومتعبة وتحتاج الى مرونة في التعامل وخاصة من المسؤول الاول على التربية في الجهة، فإن مثل هذا التصرف يسهم في ايجاد الحلول واحداث التقارب بين الادارة والمواطن في وقت بات فيه مثل هذا التقارب ضرورة ملحة في ظل التحول الذي تشهده المنظومة التربوية في بلادنا. ولكن للاسف ها إن المندوب الجهوي للتربية ببنزرت يتحفنا بموقف عكسي تماما.