لي من يُغنّي لي..ويسْبقني إلى غدِهِ الشّريد لي قلعة أقوى من الذكرى ولي.. ما ترتوي منه الفصول وما يزيد لي رفقةٌ عادوا من المنفى ومنْ غيم السجونْ عادوا معي من ظلمة التيه ومن ضيْم القبور عادوا من المستنقع الشرقيّ، عادوا منْ دهاليز الزمانْ الآن لي من يحتفي بقصيدتي لي من يُغنّي للرفاقْ لي من يُبادلهم عناقا بالعناقْ أسرجْتُ حلمي كيْ نطير معًا، على ظهر البُراقْ لي حلمهم بالقدس لي.. لي.. منْ يُغنّي للعراقْ الآن لي منْ يحْتفي بقصيدتي لي رفقةٌ عادوا إلى حُلْم جديد لي ما سيبْقى كُلّما لاحتْ من الآفاق، أغنية تبشّر بالذي يأتي إلينا منْ بعيد الآن لي منْ يمتطي سُبل العواصف والرعود وأحبّةٌ غابوا قليلا في الوهادْ لكنّهم عادوا إلى أفراحنا عادوا إلى أعراسنا عادوا إلى ساحاتنا عادوا كما كانوارفاقًا للدروب اليوم عادوا كي يقولوا لا ولا.. لا.. مرّة لا.. لا ولاءَ لغير لا غُرباء.. غُرباء عشْنا دُونكم غُرباء.. غُرباءُ متْنا في الفلاةْ غُرباء غرباءُ كنّا لا يُواسينا المدى غُرباءُ رُحنا نَنْتمي لغرابة الأمواتْ غرباء.. غرباء في زمن غريب لا يرى ما يصْنعُ الضّعفاء إنْ غُرباءُ عشنا إنّما لا ننْحني إلاّ لمنْ.. يقفون في وجْه العدَمْ واليوم لي صوتُ الشّهيد في الحلم يهتفُ بي فأصغي: »البلادْ..« أصحو وأمضي في البلادْ أردّد الحلم الرسول مع الجموع وأهتف اليوم: »البلاد البلاد البلاد..«