بكل روح المسؤولية والأمانة وانطلاقا من مبادئه في الدفاع عن الحرية والكرامة ووقوفه اللامشروط الى جانب جماهير شعبه دعا الاتحاد الجهوي للشغل بالكاف ومنذ أول وهلة الى دعم الثورة في سيدي بوزيد والمطالبة بحق جهة الكاف في التنمية المتوازنة ورفع المظالم التي عاشتها الجهة منذ بروتوكول 56 وكان ذلك يوم 28 جانفي 2010. ومنذ ذلك التاريخ عزم الجهوي للشغل بالكاف على تبني مطالب جماهير الشعب التي ارتقت الى مطالب سياسية توحدت حول شعار اسقاط جلاد الشعب واسقاط حزب الدستور واصبح مقر الاتحاد الجهوي نقطة انطلاق كل المسيرات دون استثناء تحت قيادة مناضلين وشباب الجهة الذين أبدوا قدرة جبارة على تحدي ارهاب دولة الاستبداد ومسؤولية كبيرة في التظاهر والتعبير، كل هذا المسار توج في ذلك اليوم العظيم والذي قررت خلاله الهيئة الادارية الجهوية المنعقدة يوم 13 جانفي 2011 الاضراب العام ليوم الجمعة 14 جانفي 2011 والذي شهد نجاحا منقطع النظير حيث تجمع الاف العمال والشباب وكل مواطني جهة الكاف متحدين حول مطلب واحد وهو إسقاط النظام وكانت لإرادة الشعب ان استجاب لها القدر واطردت جلاد الشعب. وامام إصرار مناضلي الاتحاد على انجاح مسار الثورة كان لابد على الاتحاد الجهوي للشغل بالكاف ان يُكمل مهام الثورة يكون شريكا فعليا الى جانب جماهير الشعب ويعمل على تقويض أركان الدكتاتورية من بقايا النظام الفاسد فتواصلت المسيرات والاعتصامات مطالبة بطرد بقايا الدستور من الحكومة. كما عمل الاتحاد الجهوي للشغل بالكاف ومنذ 14 جانفي 2011 يوم انتصار الثورة على تكوين لجان شعبية لحماية الثورة وركز داخل مقره خلية عمل تابعت الوضع الأمني وعملت على إعادة الحياة الطبيعية الى المدينة بالتنسيق مع الجيش الوطني ودعت الى فتح المحلات التجارية وتأمين المزودين حتى تعود الحياة الطبيعية للأهالي. وامام هذه النجاحات، اصبح الاتحاد الجهوي للشغل بالكاف مصدر خطر على جيوب الردة والعصابات المأجورة من بقايا التجمع الدستوري الديمقراطي ولذلك شهد مقره هجوما جبانا من بعض الزبانية قصد إحراقه الا ان محاولتهم باءت بالفشل بفضل تضامن النقابيين وعديد الشبان الشرفاء الذين تصدوا بكل حزم لهذه العصابات التي لم يهنأ لها بال وسعت الى الانتقام من نجاحات جماهير شعبنا فعملت يوم السبت 5 فيفري 2011 على الاندساس ضمن مسيرة احتجاجية لشبان الجهة وقامت بأعمال حرق ونهب منظم استهدفت مقرات القباضة المالية والبلدية ومنطقة إقليم الأمن ثم شرعت ليلا في عمليات سرقة وترويع المواطنين الشرفاء الذين تصدوا لهم عبر اللجان الشعبية لحماية الاحياء والتدخل المباشر عبر وسائل الاعلام المسموعة والمرئية قصد فضح هذه الميليشيات والرؤوس المدبرة وتقديم الأدلة والمعطيات الكافية عن مسؤولية التجمع باعتباره قوة مضادة للثورة وهذا ما عجل باتخاذ قرار على مستوى الحكومة قضى بتجميد نشاط هذا الحزب الذي جثم على صدورنا لعقود ناشرا ثقافة التواكل والمحسوبية والرشوة والفتنة والعداء لطموحات وآمال شعبنا لذلك حق لنا ان نقول بأن شرارة الثورة كانت من سيدي بوزيد أما مدينة الكاف فقد قبرت التجمع في مزبلة التاريخ.