البعض اعتبر ما يحدث هذه الايام امام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير وأروقته أمرا غير مسبوق كمًّا ونوعًا، حيث تقاطرت مجموعات هائلة من بنات ونساء المعامل من كافة اطراف الولاية لبث الشكوى من تسلط بعض المستثمرين الاجانب بل من أذنابهم »التوانسة« الذين حققوا لأنفسهم طائلة أرباحا على حساب فتيات أفنين العمر وذهب رحيقهن في اللهث وراء خبزة تنضح مرارة وظلما وتسلطا، وكذلك نساء هجرن الازواج وجافين الصغار مخافة ان تفوت »الكارْ« و »ينقب« النهار... هؤلاء الفتيات والنسوة اعادت لهن الثورة وستعيد ان شاء الله حقهن المسلوب وعرقهن المهدور على مدار السنين زمن حامي حمى المرأة والدين!! وما تهافُتهنّ اليوم على الهياكل النقابية الا ثقة في المنظمة وايمانٌ بأن للثورة نساء تحميها تماما كما الرجال الذين طالما قهرهم قانون 72 وما أفرزه من »رائيفات« وصعاليك ومصاصي دماء وهات يا استثمار يرادف احيانا العار... بشائر... أولى البشائر التي حملتها الثورة كانت في هذا الحق او المكسب الاول وهو قول »لا« علانية وليس في دورات المياه التي لا تدخلها نساؤنا وبناتنا الا بتأشيرة من »شاف« عميل يتسلى بعرق »الغلبانات« في الليل مع شمطاء مستثمرة مرادفة تماما لمستعمرة، ولئن كان هذا الهدف المعنوي الاول قد تحقق فعلا فإن انتظارات العاملات كبيرة خاصة فيما يتعلق منها بلياقة العمل وأحقية الأجر والاستحقاق الاجتماعي حتى يقع التصدي للمتلاعبين واخرهم صاحب مؤسسة من معتمدية جمال... هذا »الراجل« غيّر اسم المؤسسة »والناس نيَام« في عملية وصفتها العاملات بأنها دنيئة جدا الهدف منها حرق الاقدمية لعاملات شاب منهن المفرق في المؤسسة ويريد »رئيف« هذا تحويلهن الى بنات »عشرة واثنين« حيث تصبح اقدميتهن العامة بضعة اشهر او بضع سنوات في احسن الاحوال مع ما يعنيه ذلك من حرق لحقوق مكتسبة وخرقا لقوانين هي منتهكة اصلا... هذه المؤسسة محل متابعة من الجميع الآن في جهة المنستير خاصة وهي تشغل المئات من بناتنا ونسائنا المجاهدات المُضحّيات وهن أهل للمكرمات بدل الاهانات. إشارة حمراء تلك التي رفعت في وجه »أولاد الأحمر« اصحاب مؤسسة (I B Z) لصناعة الآجر في منزل الحياة والتي تشغل ما يناهز الاربعه مائة عامل ناهيك ان منخرطي النقابة وحده يفوق الثلاث مائة... هذه المؤسسة شهدت عدة أمور منذ اندلاع الثورة أدت بصاحبها الى محاولة غلقها والقذف بمئات ارباب العائلات الى المجهول بدعوى ادخال تحسينات واعمال صيانة. هكذا بين عشية وضحاها مما فاضت منه رائحة شيء ما!! زكمت أنوف العمال الذين لم تنطل عليهم هذه اللعبة... فرابطوا هناك بعد خلع احد الضالعين في تجاوزات اضرت بالعمال والمؤسسة... قلت رابطوا هناك كل في موقعه وتوقيته (المؤسسة تعمل 24/24 بثلاثة أفواج) بالتوازي مع التحرك النقابي واحتضان تفقدية الشغل للطرفين. وفي مقر هذه الاخيرة تم تطويق المسألة بالاتفاق على النقاط التالية في محضر حصلنا على نسخة منه وينص على: 1) خلاص أجرة شهر جانفي يوم 10 فيفري الجاري ومعها خلاص الاسبوع الاول من فيفري. 2) خضوع العمال الى راحة سنوية خالصة بداية من 8 فيفري الجاري على امتداد شهر واحد فقط لا غير مع امكانية استئناف العمل للبعض ممن تحتم الضرورة عودتهم. 3) تعهد الادارة بخلاص منحة الراحة السنوية خالصة الاجر ومنحة الانتاج لسنة 2010 يوم 22 فيفري الجاري.