مازالت ازمة مطار المنستير الحبيب بورقيبة الدولي تراوح مكانها رغم هذه النداءات المنبعثة من كل الاطراف بوضع حدّ لهذه الازمة التي استفحلت حتى التهديد بخطف هذه المؤسسة الرائدة وسلبها من أيادٍ تعبت وجاهدت كثيرا وعلى امتداد عقود من اجل اشعاع هذه المنارة الجميلة الذي يلامس ضياؤها ما وراء الحدود. ولئن أتينا الاسبوع الماضي وعلى امتداد صفحتين كاملتين على هذه المعظلة وآثارها والمتسبببن فيها فإننا نعود اليوم الى ذات الموضوع بجديد مهم وحصري لفائدة جريدتنا ويتعلق بأهم وأخطر وثيقة في الموضوع برمته ألا وهي »كراس الشروط« ذي الاكثر من (300) ثلاث مائة صفحة والذي تفنن الاتراك وعرابوهم في اخفائه حتى لا يرى النور الا ان المفاجأة حصلت وها نحن نحصل عليه حصريا بل ونضعه على ذمة من يهمه الامر... ويبدو ان الامور قد بدأت في اتخاذ منحى اكثر جدية من اصحاب القرار وممن تهمهم مصلحة البلاد ويغلبون الحس الوطني... وذلك من خلال أولى قطرات الغيث المتمثلة في هذه اللجنة التي حلت بالمطار موفدة من ديوان الطيران المدني بإذن من وزير النقل والتجهيز والتي تواصل نشاطها على امتداد يومين كاملين بتكوينه مهمة من فنيين في مختلف القطاعات والاختصاصات (البنى التحتية، الكهرباء، الأمن والسلامة الخ...). هذه الخطوة ورغم عدم توصلنا الى نتائجها تؤشّر الى ان دولة ما بعد الثورة قد شرعت في فك الطلاسم ذات الفرّ بالبلاد والعباد وخاصة فيما يتعلق بموضوعنا هذا. ❊ الخطوة التالية: كما أسلفنا فإن مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة، هذه الخطوة معززة بالاعتصام يأمل الكثير أن تؤدي الى القطع مع هذه اللزمة »الوَحْلَة« عبر القنوات المعقولة التي ستؤكد للعالم أننا على درجة من التحضر والوعي بحيث لا مجال لاستغبائنا والاستخفاف بمقدراتنا وما مطار المنستير الا احدها. ❊ مؤتمر صحافيّ: في ذات السياق عقدت لجنة الدفاع عن المطار مؤتمرا صحافيّا بأحد الفنادق المحاذية للمطار أكدت فيه على ان الامر يتعلق بمسألة وطنية بالغة الأهمية لا مجال فيها للمنافسة غير الشريفة كما جاء على لسان الاخ محمد الحشفي كاتب عام نقابة ديوان الطيران المدني والمطارات المنستير، والذي أضاف بأن هذه اللزمة لم يفكر عاقدوها في المصلحة العليا للوطن ولم يقع اعتبار التأثير السلبي على المنظومة التنموية بالجهة خاصة وبالبلاد بشكل عام. كما جاء في أحد الردود من قبل اعضاء اللجنة المتكونة من عديد أخوة كل في اختصاصه الى جانب الطرف النقابي الممثل في الاخوين البشير القربي كاتب عام الفرع الجامعي للنقل ومحمد الحشفي كاتب عام نقابة ديوان الطيران المدني والمطارات بالمنستير. قلت جاء في احد الردود ان شركة اT.A.Vب »لم تترك للصلح مكان« واستولت على الاخضر واليابس من ذلك مثلا استعمالها لسيارات وزارة »نقلنا« والحاملة للرقم المنجمي (15) لفائدة هذه المؤسسة الخاصة وبسواق أجانب كما تحدث رجال المطار عن المعاليم الموظفة على كل طائرة تنزل بمطار النفيظة تكبد المداخيل العامة للخطوط التونسية خسارة قدرها 7000 دينار. كل هذه المسائل وغيرها وجدت صداها لدى ممثلي الاعلام الوطني خاصة بعد التنظيم المحكم والاجابات الشافية للاخوة اعضاء اللجنة المناضلين من نقابيين وغيرهم على غرار السادة وليد الشتي ومهدي عون الله ورضا عزيز. ❊ تعب ... بالألوان: عشرات الايام والليالي يقضيها العمال بخيمة الاعتصام وحولها غير عابئين بالبرد والسهر و »اهمال العيال«!! وكثيرة هي الأسر التي جاءت الى »ربّها« داعمة ومساندة وكثيرون هم المواطنون الذين انضمّوا الى »الثوار« على واقعهم، ودعموهم معنويا خاصة... وكردّ جميل نظم المعتصمون حفلا بمناسبة عيد الاستقلال لتكون الفرصة مواتية للأسر والاطفال خاصة للتمتع بفقرات فنية دسمة وذلك يوم الاحد الماضي. ❊ Happy ميلاد وعرس: أيام الاعتصام هذه ومشاغلها لم تمنع من اقامة حفل زواج احد الاعوان بساحة الاعتصام حيث نظم المعتصمون احتفالية بعيد ميلاد الاخ منصور السايس (نقابة ديوان الطيران المدني والمطارات) وسط أهازيج الحضور وزغاريد الحاضرات اللاتي سيسجل التاريخ تضحياتهن وصبرهن جنبا الى جنب مع أشقائهن الرجال.