سيدي بوزيد: 267 تلميذا يستفيدون من البرنامج الوطني للرحلات المدرسية    كأس أمم إفريقيا: الملعب الأولمبي بالرباط مسرحا لمباراة تونس و اوغندا    Ooredoo تونس تحتفي بكأس أمم إفريقيا من خلال مهرجان منطقة المشجعين    نشرة متابعة: أمطار رعدية مع انخفاض في الحرارة تصل إلى الصفر بهذه الجهات    الديوانة تنتدب 250 عريفا    الحماية المدنية: 394 تدخّلا خلال ال 24 ساعة الماضية    تأخير النظر في قضيتي مروان المبروك    كأس أمم إفريقيا: مصر تبحث عن إنطلاقة قوية أمام زيمبابوي    البطولة العربية للاندية للكرة الطائرة: برنامج مباريات الدور الاول    عاجل: بشرى سارة لعشاق المنتخب...شنيا؟    مع النفاذ العاجل: 19 سنة سجنا في حق هذه الشخصية..#خبر_عاجل    سليانة: تقديرات بإنتاج 95 ألف طن من الزيتون    عاجل/ بداية من الغد..منخفض جوي جديدة..استعدوا..    ممرضة تصاب بحروق بليغة بعد إغمائها..هذه حقيقة ما صار بالضبط في مستشفى قفصة    لجان التحكيم تعترض على غياب دورها خلال حفل اختتام أيام قرطاج السينمائية    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    طمعاً في الميراث: زوز خوات يستخدمو ''سلاح الأفاعي'' لقتل والدهما    العاصمة: 10 سنوات سجنًا لمسنّ تخصص في ترويج المخدرات    تونس بين أمطار المغرب وإسبانيا: هل فما خطر الفيضانات...خبير يوّضح    زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    سعر الذهب يسجّل مستوى قياسيا جديدا    عاجل: سفارة روسيا بتونس توضّح وضع طاقم المروحية الروسي-البيلاروسي في مطار جربة    عاجل : إيقاف طبيبة تجميل مشهورة في مصر    عاجل: هذه تفاصيل ''بركاج'' التاكسي الذي أنهى حياة السائق    عاجل: تعرّف على طاقم تحكيم ماتش تونس وأوغندا في كأس إفريقيا    وفاة الممثل الأمريكي جيمس رانسون انتحارا عن 46 عاما    وفاة الصُحفية باذاعة الكاف مروى جدعوني    كنز غذائي على طبقك.. ماذا تفعل "السبانخ" بجسمك..؟    كيفاش تقيس ضغط الدم بطريقة صحيحة وتاخذ قراءة صحيحة؟    مخك في خطر؟ 6 علامات للاكتئاب ممكن تصيبك بالخرف    تحب تخلّص فاتورة الستاغ على أقساط؟ هاذم الشروط    عاجل/ وضع حدا لحياته: انتحار هذا الممثل شنقا..    من غرة 2026: خلّص ''الفينيات'' من دارك ...شوفوا التفاصيل    فرنسا: تفاصيل صادمة عن سرقة مجوهرات تاريخية من متحف اللوفر    كاس افريقيا للأمم ( المغرب- جزر القمر 2-0) المباراة كانت صعبة ولكن الفوز جاء عن جدارة واستحقاق    الاحتلال يداهم عددا من المنازل في بيت لحم ويوزع مناشير تهدد المواطنين بالاعتقال    اليابان تستعد لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية في العالم    جريمة شنيعة بالقيروان: براكاج يُنهي حياة سائق تاكسي    وزارة الصحة تحث على التلقيح وتحذّر: النزلة الموسمية قد تشكّل خطرًا على الفئات الهشة    بطاقة ايداع بالسجن في حق سائق حافلة بشركة النقل بنابل لسرقة البنزين من خزان الحافلة    وزارة الصحة تطلق حملة "شتاء بلا نزلة...يبدأ بالتلقيح"    أولا وأخيرا: الولي الصالح سيدي المعلم    من قبلي إلى الأردن...الفنانة التونسية تتأهّل للدور النهائي لذي فويس    يشغل حوالي نصف مليون تونسي: «معجون» الطماطم... قطاع على صفيح ساخن    فضلات في كل مكان والبنية التحتية مهترئة في غياب الصيانة .. قُربة مملكة «الفراولة» والحرف اليدوية... مهملة    الكرة الطائرة (الكاس الممتازة 2024-2025): الترجي الرياضي يفوز على النجم الساحلي 3-1 و يحرز اللقب    القطاع التصديري لتونس يستعيد زخمه في ظل التطلع الى دعم مرتقب خلال سنة 2026    بنزرت/ اكثر من 70 مؤسسة صغرى ومتوسطة تشارك في الدورة ال11لمعرض التسوق ببنزرت    اليوم: أقصر نهار في العام    ''توكابر''...الزيت التونسي الأفضل عالميا: وين موجود ووقتاش يتم جنيه؟    اليوم: التوانسة يعيشوا الإنقلاب الشتوي    قابس/ آفاق واعدة لقطاع السياحة الاستشفائية بالحامة    مهرجان المنصف بالحاج يحي لفنون العرائس ومسرح الطفل من 21 إلى 28 ديسمبر 2025    ثلاثة فائزين في المسابقة الشّعرية المغاربية لبيت الشّعر بالقيروان    وداعًا وليد العلايلي.. النجم اللبناني يغادرنا عن 65 سنة    عاجل : وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي    خطبة الجمعة ..طلب الرزق الحلال واجب على كل مسلم ومسلمة    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أول ضحايا انتقاضة الرديف 2008
حوار مع والد الشهيد «هشام علايمي»
نشر في الشعب يوم 02 - 04 - 2011

أناشد لجنة تقصي الحقائق أن تأخذ على عاتقها تولي النظر في هذه القضية ومحاسبة كل من تورط فيها.
عندما اندلعت شرارة انتفاضة الرديف خلال مطلع سنة 2008، كان الدافع الرئيسي لنشوبها هو الاحتجاج على نتائج مناظرة تشغيل بشركة فسفاط قفصة تم فيها انتداب مجموعة من الاعوان والاطارات بطريقة شابها الكثير من الحيف والمحسوبية وقد توسعت مساحة الاحتجاجات شيئا فشيئا وامتدت الى مختلف مناطق الرديف، وتعالت اصوات الشباب العاطلين مطالبة بالتشغيل وباعادة النظر في مقاييس الانتداب التي بدا أنها لا تخضع الى النزاهة والموضوعية.. وقد تطورت الاحداث بسرعة في الرديف خلال بضعة أشهر الى مصادمات دامية بين المحتجين وقوات الامن التي استعان بها النظام السابق لقمعهم وسحق تحركاتهم، وكان من أبرز ضحايا هذه الاحتجاجات الشاب الشهيد هشام علايمي الذي كانت نهايته مأساوية فاجعة فقد سقط قتيلا بصعقة كهربائية ذات ضغط هائل من أحد قضبان المولّد الكهربائي المركزي بقرية »تابدّيت« مسقط رأسه وهي قرية تبعد عن الرديف حوالي 12 كيلومتر.. وفي سياق متابعة هذه القضية التي عملت سلط العهد السابق على تعتيمها إعلاميا، وفي سياق فتح هذا الملف للرأي العام... التقينا السيد سعد بن علي علايمي والد الشهيد هشام علايمي الذي وافانا بتفاصيل وملابسات عديدة تخص هذه القضية.
❊ سي سعد: لو تحدثنا عن ظروف وملابسات استشهاد ابنك »هشام علايمي«؟
استشهاد ابني وقع في خضم الاحداث التي جدّت بالرديف منذ أوائل شهر جانفي 2008، والتي تطوّرت فيما بعد إلى انتفاضة شعبية عارمة، وقد كان مقصدها الاساسي منذ البداية المطالبة بتشغيل شباب الجهة بطريقة متوازنة وعادلة، والتصدي لمختلف اشكال الفساد والسطو على الأموال العامة المخصصة لتنمية الجهة، وهذا ما كانت تمارسه رموز السلط المحلية بتواطؤ ومشاركة مع أطراف تجمعية نافذة، مما أدّى إلى ركود فادح في الوضع التنموي بالجهة، وخصوصا في مواطن الشغل وهذا ما صعّد لهيب الاحتجاجات التي تجلت خصوصا عبر الاعتصامات في أغلب جهات الرديف، وفي سياق موجة الاعتصامات هذه، قام شباب منطقة »تابدّيت« (150 شابا) باعتصام في أحد المقاطع المنجمية التابع لشركة فسفاط قفصة لمدة تناهز الشهرين، ثم حوّلوا اعتصامهم بعد ذلك الى مقر المولّد المركزي للكهرباء بنفس المنطقة.. وقد حاولت السلط المحلية فكّ هذا الاعتصام اكثر من مرة فلم تفلح فاستعانت لاجل هذا الغرض باستقدام اعداد هائلة من القوات الامنية (فرق النظام العام) التي توافدت صباح يوم 6 ماي 2008 إلى المنطقة وقد رافقها معتمد الرديف المدعو رابح جابلي ورئيس المنطقة الجهوية للامن المدعو لطفي حيدر برفقة مجموعة من الاطارات الادارية والتجمعية، وقد أصرّ الشباب على عدم فك اعتصامهم، بل ان ابني قد صعد في حركة مفاجئة إلى اعلى المولّد المركزي للكهرباء وأعلن على مرأى ومسمع من السلط المحلية انه لن ينزل من مكانه إلى الارض حتى يقع تمكينه من موطن شغل، وقد حاول معتمد الرديف ورئيس منطقة الامن تهديده وترهيبه حتى ينزل، لكنه أصرّ على موقفه. فما كان من رئيس المنطقة الا ان اتجه إلى العون المكلّف بحراسة المولّد الكهربائي يسأله بشكل صارم عن كيفية إعادة تشغيله، وقد سمع هذا العون المعتمد يقول لرئيس المنطقة »حل الضو عل الكلب خلّي يموت« وقد سمع هذه الجملة مجموعة من المعتصمين ، ولم يتورع رئيس المنطقة عن إعادة تشغيل المولّد الكهربائي ذي الضغط العالي جدا تجاهلا تماما عواقب هذا القرار الاجرامي البشع. وكانت النتيجة سقوط ابني قتيلا من أعلى المولد الكهربائي، واثر ذلك دخل شباب المنطقة في مواجهة غاضبة دامية مع القوات الامنية، وبقي ابني ملقى على الارض طيلة يوم كامل، وفي اليوم الموالي جاء الطبيب الشرعي إلى المنطقة ولم يتسنّ له القيام بمباشرة حالة وفاته لان حاكم التحقيق الذي جاء برفقته اصدر أمر دفنه فورا، وتم ذلك بحضور أمني كثيف جدا.. وأذكر في هذا السياق انه لم يقع تمكيني من مضمون الوفاة من المصالح المعنية رغم الجهود المضنية التي قمت بها، وإثر الثورة حصلت على مضمون وفاة ابني من دفاتر الحالة المدنية بتاريخ 16 مارس 2011 وذلك إثر حكم صادر عن المحكمة الابتدائية بقفصة بتاريخ 21 فيفري 2011 تحت عدد 59084!!
❊ ماهي الخطوات التي اتخذتها عقب استشهاد ابنك؟
لقد صدمتني وفاة ابني بتلك الطريقة البشعة وتركت في نفسي ألما لا حدود له، وكنت على يقين من أن السلطات لن تنصفني لانها ظالمة وغاشمة، ولكن هذا لم يمنعني من الالتجاء إلى القضاء لعلّه ينصفني ويساندني في محنتي، وتولى المحامي الاستاذ رضا الرداوي (ولاية قفصة) هذه القضية، لكنها حفظت، ولم أحْصُل على أي نتيجة تذكر، وهو أمر لم يكن مفاجئا لي لأن القضاء في العهد السابق لم يكن مستقلا، كما يجدر التذكير أنني لم أحصل على دية ابني إلى حدّ الآن رغم أنّها تعويض شرعي وقانوني بالنظر إلى وضعية وفاته كما أن المعتمد المذكور قد وعدني بتشغيل ابنتي في شركة فسفاط قفصة، لكنه كان كاذبا في وعده وللتذكير ايضا فإنّ قناة الجزيرة اتصلت بعائلتي بتاريخ 4 مارس 2011 وقدّمنا لها مختلف المعلومات بشأن هذه القضية، كما أن النقابة الاساسية بالرديف قد قدّمت لعائلتي كل أشكال الدعم المادي والمعنوي في هذه المحنة وخصوصا الاخ الكاتب العام عدنان الحاجي الذي رفع قضيتي إلى الجهات المعنية فله مني جزيل الشكر والامتنان.. ومع هذا فأنا أتوق إلى نشر قضيتي على الصعيد الإعلامي لإحاطة الرأي العام بخفايا جرائم النظام السابق بالرديف، ليكون ذلك داعما لكشف عمق الجريمة التي وقعت في حق ابني من قبل معتمد الرديف ورئيس منطقة الامن الجهوي بقفصة.. وهذا ما أحرص على إبلاغه أيضا إلى لجنة تقصي الحقائق، وأناشدها ان تأخذ على عاتقها تولّي النظرفي ملابسات هذه القضية ومحاسبة كل من تورط فيها...
❊ وماذا تقول في خاتمة هذا الحوار؟
آمل ان تمضي الثورة قدما في تحقيق مختلف رهاناتها ومطامحها وخصوصا بناء الديمقراطية الحقيقية التي ينبثق عنها القضاء المستقل وهو ما يمكّن من انجاز العدالة وتكريس الحقوق حتى يكون القانون فوق الجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.