«إننا المستضعفون في الأرض» هكذا قالت احدى كاتبات التصرف.. وقال زميلها «نحن عسكر زوارة مقدمين في الخدمة موخرين في الترقية» في حين ذهبت اخرى الى القول «يعملها الأصلع يوحل فيها بو القرون»... هذه المواقف التي تنضح ألما صادرة هذه الايام عن فصيلة من الموظفين هم الرقم الصعب في العمل الاداري لما يتحملونه من مسؤولية خطيرة في ترتيب الشأن الاداري التربوي حيث يؤمن بعض المئات من هؤلاء السهر على خطوط الآلاف من منتسبي وزارة التربية من أساتذة ومعلمين وقيمين وعمال ناهيك ان البعض يسمّون وزارة التربية الصين الشعبية! هذه الوزارة أعلنت يوم 9 جانفي الماضي موعدا لإجراء مناظرة داخلية للاتقاء الى رتبة ملحق ادارة شارك فيها المعنيون بالامر على قاعدة الاقاليم ومن بينها اقليم الوسط والساحل والذي يضم أربعة ولايات وهي المنستيروالقيروان والمهدية وصفاقس ليكون مركز الامتحان بسوسة (طبعا الاقليم لا يشمل ولاية سوسة لأنها مركز امتحان) يومها تقدم الى مركز الامتحان 331 مترشحا حسب المراسلة عدد 1596 المؤرخة في 29 ديسمبر 2010 الصادرة عن ادارة الامتحانات بوزارة التربية. بلطجة !! نهار الامتحان المعلن اي يوم 9 جانفي الماضي التصق المترشحون من الولايات الأربع المذكورة (المنستير 84، المهدية 46، القيروان 61، صفاقس 140) ودخلوا الى القاعات وتم تسجيل الهويات مع التوقيع ليبقوا في انتظار توزيع الاختبارات الا انه والكلام لمجموعة من الممتحنين والموقعين على عريضة في الغرض وعلى غفلة من الجميع دُوهِموا من قِبَلِ بعض الاشخاص داخل قاعات الامتحان فاخرجوهم عنوة بدعوى وقفة احتجاجية لمدة دقائق لتبليغ دعوة بأن تكون المناظرات وفق الملفات والعودة بعدها الى القاعات وهو ما لم يحدث حيث تم منع الجميع من العودة منعا باتا حتى ان بعض السيدات منعن من اخذ حقائبهن اليدوية!! ليبقى الجميع في الساحة الى حدود الساعة الواحدة ظهرا دون جدوى، حينها سلم الممتحنون عريضة الى المندوب الجهوي للتربية بسوسة للتأكيد على الحرص على اجراء الامتحان وعلى الاقصاء الذي تعرض له الممتحنون... فاكتفى المندوب بردّ جاد متمثل في انه أعلم »سيادة الوزير« ومثله فعل مندوب المنستير وممثلهما فعل مندوبو القيروانوصفاقس والمهدية لتراوح المسألة مكانها. المفاجعة ! هذا الانتظار والصمت على مدى أشهر قطعه اعلان مفاجئ لنتائج تلك المناظرة »الوطنية« الاسبوع الماضي في شكل قائمات جهوية اي كل جهة على حدة عكس ما هو معمول به في كل المناظرات الوطنية حيث تكون النتيجة في شكل محضر جلسة شامل لكل أرجاء الوطن. سؤال... وبديل... أما عن السؤال فقد طرحته احدى المترشحات وهي دامعة »ما ذنبنا في ذلك وبعضنا عاد الى دياره حزينا بعد ضياع فرصة ارتقاء هناك من ينتظرها منذ 20 عاما!! وأكثر، ثم اين البعد الوطني في هذه المناظرة وربع البلاد مقصى؟«. أما عن البديل فقد أجمع المعنيون بالامر وغيرهم من المتعاطفين معهم على ان يكون تطبيق الفصل عدد 23 من القانون الاساسي للوظيفة العمومية الصادر بالرائد الرسمي عدد 32 بتاريخ 21 افريل 98 الصفحة 819 والقاضي بالترقية الداخلية بالاختبارات او الشهائد او الملفات للذين تتوفر فيهم أقديمة بالرتبة لمدة خمس سنوات وذلك لتفادي كل إخلال أو تجاوز وحتى لا يدوس زيد ورفاقه على رقاب عمرو وصحبه.