تعقيبا على ما ورد بالصفحة 15 لجريدة الشعب الغراء عدد 1128 تحت عنوان »مذكرات سياسية للأستاذ الشفي« اسمحوا لي بأن أبدي الملاحظات التالية هدفي إنارة للرأي العام النقابي وقراء جريدة الشعب. في البداية لابد لي ان أتقدم بتحية نقابية خالصة للأستاذ السيد منصور الشفي محامي الاتحاد العام التونسي للشغل في زمن المحن والشدة وبالخصوص خلال أحداث 26 جانفي 1978 الأليمة وبقدر ما كان محقا في سرده للأحداث التي سبقت الخميس الأسود وفي قراءته الموضوعية يوم الاضراب العام الذي دعت الى تنفيذه القيادة التاريخية للمنظمة الشغيلة فإن استاذنا الفاضل قد اختلطت عليه الاسماء وتشابكت امامه السبل فجانب الصواب لما تذكر جهة سوسة ونقابييها فاختزلها في بعض الاسطر الخالية من الدقة والموضوعية واليكم الأدلة. سيدي الفاضل لست أدري لماذا كل هذ التعتيم الاعلامي المفضوح وهذه المغالطات ممنهجة القصد منها تقزيم دور جهة سوسة المناضلة هذه الجهة التي أهدت الى الحركة النقابية الشهيد حسين الكوكي ودافعت بكل شراسة عن منظمة »حشاد« العظيم فكلفها ذلك سجن المئات من النقابيات والنقابيين الذي غصت بهم زنزانات مراكز الامن ومحلات الحرس الوطني، هؤلاء المناضلون الذين أجبروا تحت التهديد والوعيد بالنزول ليلة الخميس الأسود من دار الاتحاد مرفوعي الرؤوس بينما أفواه الرشاشات والمسدسات والبنادق موجهة الى صدورهم العارية الا من الايمان بعدالة مطالبهم، ثم تم استقبالهم في بهو الادارة الجهوية للأمن المحاذية لدار الشغالين بالضرب والشتم والركل وبكل الاساليب الوحشية التي يعجز القلم عن وصفها لفظاعتها. سيدي الفاضل لماذا اختزلت معاناة المئات من المناضلين النقابيين بجهة سوسة في بعض الاسماء نذكر من بينها السيد عبد المجيد الصحراوي الذي لم يكن وقتها عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بسوسة، كما جاء في تقريركم ثم لم يكن حاضر الليلة الرعب وطيلة ايام التعذيب الممنهج هذا التعذيب الذي تفنن بعض رجال الأمن في ممارسته دون حياء وتعاقبوا علينا لتحطيم معنوياتنا وسلخنا كالدجاج المصلي حتى قُلعت أظفارنا ! سيدي الفاضل قد أجد لكم أعذارا أولها أنكم لم تتمكنوا من الاتصال بالذين عُذّبُوا حتى الموت ومازال البعض منهم على قيد الحياة ليرسموا لكم صورة صادقة عما جرى لهم يوم 26 جانفي 1978 وليؤكدوا لكم ان السيد عبد المجيد الصحراوي الذي قلتم في شأنه انه عُذّب قد لاذ بالفرار يومها وترك أهل الدار صامدين في مواقعهم يدافعون عن حرمة الاتحاد لكنكم سيدي الفاضل اكتفيتم براوايات البعض المتدربين على الاقصاء والتهميش. وأما ثانيهما أنكم انشغلتم بالدفاع عن اعضاء المركزية النقابية وقد أبليتم البلاء الحسن في ذلك مما حال دون تحولكم الى مدينة سوسة للالتحاق بقافلة المحامين الذين تحدّوا قوات الامن المدججة بالسلاح رافعين اصواتهم بالحق منادين اعدلوا... وكيف لا تعدلوا... رغم أنف الميليشيات التي أعدت وقتها لترويع عائلات النقابيين ومحاصرة قاعة محكمة الاستئناف بسوسة. سيدي الفاضل يا من عشتم تدافعون عن المظلومين، وترفعون راية الحق كم وددت لو تفضلتم بتحيين ملف تعذيب النقابيين وبتكوين لجان من المحامين للسهر على تجميع الملفات ذات الصلة قصد تقديمها الى العدالة لتكون سابقة تاريخية هدفها رفع أكبر مظلمة سلطت على منظمة حشاد العظيم، وثقوا سيدي ان كل النقابين على استعداد لمدكم بكل المراجع والملفات والشهادات الحية لتجدوها خير سند عند الحاجة لأننا ببساطة مازلنا ننتظر انصافنا واعادة الاعتبار للشهداء وعلى رأسهم الاخوان سعيد ڤاڤي وحسين الكوكي وتثمين التضحيات الجسام التي قدمها المرحوم الزعيم الحبيب عاشور من اجل ان يبقى الاتحاد شامخا وفيا للشعب وناصرا للكادحين. محسن الشاوش مناضل نقابي سوسة