تعيش الحياة التجارية في تونس هذه الايام على وقع التخفيضات الشتوية، وأينما توجهت في المحلات والفضاءات التجارية المخصصة لبيع الملابس والأحذية فانك تلاحظ الكم الهائل من اللافتات المعلقة عن الصولد وكذلك ملاحظة ازدحام المواطنين وتدافعهم فالكل ينتظر هذه الفترة من التخفيضات لإقتناء ما يريده بأسعار قد يراها البعض معقولة ولكن الكثير يعتبرها غير واضحة بما انها تخفيضات لا تتعدى حدود كلمات كتبت على اللافتات فقط. في هذا الاطار قمنا برصد إنطباعات المواطنين فكانت الآراء التالية: يقول «محمد فارسي» أن الصولد ليس سوى عبارة يستعملها أغلب التجار لجلب الحرفاء لا غير فهم لا يحترمون قانون هذه التخفيضات إذ يؤكد أن الاسعار الأصلية للمنتوجات بما أنه كان زار عدة مغازات قبل فترة الصولد لاختيار بعض الملابس يعود لشرائها أثناء هذه الفترة ولكنه فوجئ عندما عاد ليجد ان الأسعار الأصلية قد إرتفعت وبالتالي حتى لو قام التجار بهذه التخفيضات المزعومة فأن السعر بقي على حاله وهو نفسه الذي وجده قبل فترة الصولد وهو ما يفسّر حسب قوله وجود نفس النوع من الملابس بأسعار مختلفة بين مغازة وأخرى. أما «محمد الهاشمي» فأن أهم ما لاحظه في هذه السنة هو غياب المويدلات الجديدة من الملابس الخاصة بفصل الشتاء وربما يعود السبب في ذلك الى التغييرات المناخية وارتفاع معدلات درجة الحرارة فنحن لم نعش فصل الشتاء كما تعودنا إذ أن أغلب الملابس المعروضة تعود الى موديلات السنة الماضية أو حتى قبلها إذ يذكر أنه وجد بعض الملابس التي إشتراها منذ ثلاث سنوات وفوجئ بعرضها الآن فالصولود حسب قوله هو فرصة للتجار ولبيع المنتوجات القديمة أكثر مما هو فرصة للحرفاء لاشراء الجديد بأسعار مقبولة. في نفس السياق كان تأكيد «نادية» على أنه خلال هذه السنة لا توجد موضة خاصة لعدم برودة الطقس هذه السنة فالإقبال على الملابس الشتوية تراجع كثيرا فهي جاءت الى المركب التجاري الذي وجدناها به لشراء ملابس الربيع والصيف التي يتم عرضها خلال فترة التخفيضات بأسعار متوسطة ومقبولة رغم وجود بعض التلاعب في الاسعار. أما «إيمان» فأنها اعتادت أن تنتظر فترة الصولد لشراء حاجياتها لأنها ترى أن الاختيار أوسع في هذه الفترة كما أن الاسعار مناسبة الى حد ما ولا يمكن تنخفض أكثر فالتاجرأيضا من حقه أن ينتفع من هذه الفترة التي يكثر فيها الاقبال مقارنة بالفترات الأخرى.