في مثل هذه الايام من عام 1978، بين آخر جويلية وأوائل أوت 1978، انتظمت في مدينة سوسة محاكمة مناضلي الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة اثر احداث 26 جانفي 1978. كانت أياما عصيبة قضاها المناضلون في السجن وكذلك في قاعة المحكمة الصغيرة التي كانت غاصة بالمتهمين والمحامين والصحافيين والمواطنين وأعوان الامن وهيئة المحكمة بطبيعة الحال، على رأس هؤلاء الاخ الحبيب بن عاشور الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل آنذاك ورفاقه العديدين ورئيس المحكمة الشيخ يوسف بن يوسف الذي حكم بعدم اختصاص المحكمة للنظر في القضية باعتبارها ذات طابع سياسي وقد اضطر هذا الحكم السلط في ذلك الوقت الى احالة قضية نقابيي الاتحاد العام وعلى رأسهم الاخ المناضل المرحوم الحبيب عاشور على محكمة أمن الدولة، مما زاد في تأكيد الطابع السياسي للقضية رغم ان السلط كانت قد اجتهدت في جعلها قضية جنائية. ملحمة خالدة من الملاحم البطولية التي خاضها مناضلو الاتحاد على مر تاريخ منظمتنا المجيدة فتحية للأفاضل منهم وللأوفياء منهم للاتحاد العام.