بعد عقود من الزمن طالعت احدى الاسبوعيات عندما اخبرني احد الزملاء انها كتبت في صفحة من صفحاتها من 6 الى 12 اكتوبر 2011 مجتمع سوسة مقالا رماديا عن اطار تربوي يعتدي على رئيس بلدية واصبح هذا الاخير متهما وبذلك يجب مقاضاته طالعوا ذلك الصفحة وافهموا ما لم أفهمه: 1 شهدت مدينة الوردانين من ولاية المنستير ظاهرة غريبة ومحيرة تتمثل في اعتداء معلم بأحد المدارس الابتدائية على رئيس بلدية الوردانين. الرد (أ) يمكن لصاحب المقال ان يقول ظاهرة غريبة ومحيرة وكل الغرائب والعجائب تشهد أنّ هذه المدينة مهمّشة ونكرة في الولاية وقد سبق ان ذكرت في الاذاعة الوطنية »اذا كانت هناك مناطق ظِلّ في تونس فان الوردانين منطقة ظلام وكنت اتمنى من هذه الجريدة ان تقوم ببحث ميداني لتطلع على الوضع الاقتصادي والاجتماعي فنسبة البطالة والفقر والمحسوبية تفوق نسبة مناطق الظِّلِّ«. 2 واصل الحديث: اعتداء معلم على رئيس بلدية المكان. الرد (ب) المعلم متهم ورئيس البلدية معتدًى عليه وصاحب المقال شرطي ورئيس مركز للشرطة وحاكم تحقيق وقاض وسجان وصاحب مقصلة وهذا دليل على ان صاحب المقال مازال يكتب بقلم النظام البائد فالمعلم قزم ورئيس البلدية من الرئاسة. أكمل مهاتراته 3 حيث عارض المعلم دخول رئيس النيابة الخصوصية الى المدرسة متبوعا ببعض أدواته ومرافقيه على الرغم من....... الرد (ج) لم افهم ما قاله رغم اني أتعقب تعابير تلاميذي وأحل رموزها وأجمع ما تبعثر منها. 4 وقد اعتبر المتهم ان هذه الزيارة تعتبر ضربا من ضروب التشويش على التلاميذ وان هذه الحملات لا يمكن ان تدور إلاّ أيام الآحاد والعطل الرسمية. الرد (د) ما زال المعلم متهما ومن كتب المقال بريئا لو قرأتم ما كتب ستجدون ان كل المجتمع متهم والجريدة التي كتب فيها المقال هي الجاني وهو المجني عليه حيث سمحت له ان يرفع قلمه ويحط مقالا حشوا بعد ان كانت صور النظام البائد وحاشيته تأشيرة لهذه الجريدة ولست ادري ان كانت جمهورية افلاطون او جمهورية 7 نوفمبر. لن اطلب من صاحب المقال ان يعتذر فهو يبحث عن زوبعة في فنجان حتى يشتهر ومعه جريدتكم ما اطلبه وبحكم تدريسي هذه السنة الأولى ابتدائي ان استقبله في فصلي واعيد تعليمه الحرف الذي ينزل عن السطر والحرف الذي يرتفع عنه والآخر المستقر واصول الرسالة والمراسلة والخبر واليقين عندما يكون ميدانيا يستقي الخبر من صاحب الشأن من الجاني والمجني عليه وليس من كرسيه المتحرك وهاتفه الجوال ثم سأدعوه الى غابة الزياتين وأعلمه ان النبات الطفيلي لا يقدر ان يزاحم شجرة الزيتون. ان فقاقيع الصحافة التي ركبت الثورة وبعثرت اقلامها باسم الحرية الصحافية عليهماالعودة الى قوقعتها ودراسة تاريخ المواطنة ومراجعة صحائفها السوداء. حيث قال شاعرنا وشاعر العالم: ومن لم يتعلم صعود الجبال يعشْ أبدا الدهر بين الحفر وآخر هو صاحب الحكمة: السّيفٌ أصدقٌ إنباءً من الكٌتٌبِ في حدِّه الحدٌّ بين الجدِّ واللَّعِبِ بيضٌ الصفائح لا سودٌ الصحائفِ في متونهنّ جلاءٌ الشكِّ والكذبِ أعتذر للمتنبي فقد زل قلمي بمفرده الكذب وهو قد قال »الريب« ولكن عصره عصر الريب وعصرنا الكذب وقد قال أيضا: سافرْ تجدْ عوضا عمّن تفارقْه وانْصَب فإن لذيذَ العيشِ في النَّصَبِ اني رأيت ركودَ الماء يٌفسده ان سال طاب وان لم يجْرِ لم يَطِبِ قفو قالها المعلم اذهبوا الى الخبر اليقين ابحثوا عنه من الازقة والأنهج الملتوية والمبعثرة وعند الفقراء والمساكين والمقهورين والمساجين زورا وبهتانا رشوة محسوبية هذه هي الخضراء وهذه زياتينها ونخيلها وصحاريها وسهولها وجبالها وشواطئها ورجالها ونساؤها أبطال ثاروا على ذواتهم وخنوعهم وليس على فطريات تحكم بالقمع والاستبداد. يا قوم إن طويل الحلم مفسدة وربما ضرّ بقاء وإذعان ثوروا لها ولْتَهٌنْ فيها نفوسكم إنّ المناقبَ للأرواح أثمان أخيرا اختلفت مع رئيس البلدية وهو صديقي وزميلي للمصلحة العامة وليس للمصلحة الخاصة ووصلنا إلى حالة التشاجر وليست نهاية العالم فكم من مرة شاهدنا برلمانات محسوبة على الدول الديمقراطية يتعاركون بالأيدي ووقعت المصالحة بيننا. وأدعو بكل الحاح صحافة الكراسي وخبر الصيد العكر ان يقفوا وقفة ذاتية ويعتذروا للشعب الأبي لسود صحائفهم في العهد البائد ويقتربوا من الخبر اليقين قبل ان يتهموا أسس العلم والمعرفة. ❊ محمد خلف الله كاتب عام مساعد للنقابة الأساسية للتعليم الابتدائي