إنّ تكريم المربّي، أمر محمود، يفرض نفسه فرضا على المجتمع بأكمله، فهو الذي علّمنا القراءة والكتابة والحساب، وهو الذي علّمنا القيم بأنواعها ولعلّ أجلّها حب الوطن والذّود عنه، فالمعلّم نجده في كل مكان في الجبال والوهاد، في المدن والقرى، فهو الشمعة التي تذوب، لتضيء على الآخر، فهو الذي علّمنا «نموت، نموت ويحيا الوطن». إنّ ما قدّمناه في شأن المربّي، لن يفيه حقّه. لم نقل شيئا سيخالفنا فيه آخرون. لقد دأبت جهة رمبالية منذ سنوات طوال على تكريم المربّين دون ميز لاعتبارات مسؤولياتهم، فكان المربّي يكرّم دون النظر إلى رتبته في السلك (معلّم، متفقّد، مدير...) بما أنّ كل هذه الوظائف أصلها «المعلّم» ولكن في السنوات الأخيرة، وقع الإنحراف عن هذا المسار، وصار تكريم المتفقّدين لوحدهم أي في مناسبة خاصّة وتاريخ خاص ومكان خاص. وما يحيط بهذا التكريم من هالة وجود وعطاء فالمتفقد، هو سيد المدير والمعلّمين. يأتي بعده المساعدون البيداغوجيين والمديرون فهم في مرتبة أدنى، ويأتي المعلّمون، الذين إذا كرّموا فتكريمهم يقع في نطاق المدرسة الواحدة وتكريمهم يكون من جنس قدرة المعلّمين والمدير من الناحية المادية، ومحيط المدرسة جغرافيا. فدائرة رمبالية التي كرّمت مديرين سابقين ومتفقدين، لم تكرّم معلّما واحدا. ولنا قائمة في ذلك غادر أصحابها الحقل التربوي دون أن يشعر بهم أحد. فأين تكريم السادة المربّين الأجلاّء الذين صنعوا مجد مدينة رنبالية والذين منهم: المربّون: محسن القراضي والهادي الشريف وجميل الجمالي وعبد الرزاق جاب اللّه وعبد العزيز البليلي والحبيب المؤدب ونورالدين شيبوب وفاطمة عوينة وراضية الصلعاني وبلقاسم الجمني وسالم عبد النبي وعبد القادر عطيّة والقائمة تطول. فالمطلوب من لجنة تكريم المديرين بدائرة رمبالية أن تتغيّر الى لجنة تكريم المربّين عامّة. رغم أنّ هذه اللجنة لا تقوم في غالب الأحيان بدورها الهادف الى التكريم الحقيقي للمربّي. بل لجنة لتكريم أناس دون آخرين حسب الولاء للمسؤول الفلاني... نحن مع التكريم ولكن لسنا مع الانحراف ولسنا مع الحق الذي أريد به باطل. إنّنا لا نريد الخوض في أخطاء قامت بها ما يسمّى بلجنة تكريم المديرين التي لا ندري من نصّبها والتي لا ندري من يموّلها للقيام بالمآدب والهدايا حسب وزن المحتفى به؟ أسئلة تطرح، والسكوت عن الإجابات أفضل !!! إنّ ما كتب كان بطلب من العديد من المعلّمين الذين آلمهم ما يجري، فنحن لا نريد خلق الفرقة بين الإطار التربوي، بل اللّحمة والمحبّة والتآلف وفي ذلك «فليتنافس المتنافسون». عبد المجيد السعيدي عضو نقابة أساسية