سعيد يشدد على ضرورة وقوف العالم الإسلامي صفا واحدا نصرة لفلسطين    تونس تشارك في المعرض الدولي 55 بالجزائر (FIA)    استعدادات لانجاح الموسم الصيفي    استرجاع مركب شبابي بعد اقتحامه والتحوّز عليه    برنامج تعاون مع "الفاو"    مع الشروق .. خدعة صفقة تحرير الرهائن    العدوان على غزّة في عيون الصحف العربية والدولية.. حماس في موقف قوة و كل اسرائيل رهينة لديها    الاعتداء على عضو مجلس محلي    اليوم الدخول مجاني الى المتاحف    لتحقيق الاكتفاء الذاتي: متابعة تجربة نموذجية لإكثار صنف معيّن من الحبوب    بنزرت الجنوبية.. وفاة إمرأة وإصابة 3 آخرين في حادث مرور    تدشين أول مخبر تحاليل للأغذية و المنتجات الفلاحية بالشمال الغربي    هند صبري مع ابنتها على ''تيك توك''    شيرين تنهار بالبكاء في حفل ضخم    تونس العاصمة : الإحتفاظ بعنصر إجرامي وحجز آلات إلكترونية محل سرقة    وفاة 14 شخصا جرّاء فيضانات في أندونيسيا    أخصائيون نفسيّون يُحذّرون من أفكار مدرّبي التنمية البشرية    بداية من الثلاثاء المقبل: تقلبات جوية وانخفاض في درجات الحرارة    غدا الأحد.. الدخول إلى كل المتاحف والمعالم الأثرية مجانا    4 ماي اليوم العالمي لرجال الإطفاء.    عاجل/ أحدهم ينتحل صفة أمني: الاحتفاظ ب4 من أخطر العناصر الاجرامية    روسيا تُدرج الرئيس الأوكراني على لائحة المطلوبين لديها    صفاقس :ندوة عنوانها "اسرائيل في قفص الاتهام امام القضاء الدولي    عروضه العالمية تلقي نجاحا كبيرا: فيلم "Back to Black في قاعات السينما التونسية    إنتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم: لجنة الاستئناف تسقط قائمتي التلمساني وبن تقية    قاضي يُحيل كل أعضاء مجلس التربية على التحقيق وجامعة الثانوي تحتج    الرابطة الأولى: برنامج النقل التلفزي لمواجهات نهاية الأسبوع    نابل: انتشار سوس النخيل.. عضو المجلس المحلي للتنمية يحذر    منع مخابز بهذه الجهة من التزوّد بالفارينة    بطولة الكرة الطائرة: الترجي الرياضي يواجه اليوم النجم الساحلي    عاجل/ تلميذة تعتدي على أستاذها بشفرة حلاقة    لهذا السبب.. كندا تشدد قيود استيراد الماشية الأميركية    الثنائية البرلمانية.. بين تنازع السلطات وغياب قانون    القصرين: حجز بضاعة محلّ سرقة من داخل مؤسسة صناعية    هام/ التعليم الأساسي: موعد صرف مستحقات آخر دفعة من حاملي الإجازة    القبض على امرأة محكومة بالسجن 295 عاما!!    "سينما تدور".. اول قاعة متجوّلة في تونس والانطلاق بهذه الولاية    التوقعات الجوية لليوم    فتحي عبدالوهاب يصف ياسمين عبدالعزيز ب"طفلة".. وهي ترد: "أخويا والله"    قتلى ومفقودون في البرازيل جراء الأمطار الغزيرة    بطولة القسم الوطني "أ" للكرة الطائرة(السوبر بلاي اوف - الجولة3) : اعادة مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي غدا السبت    الرابطة 1- تعيينات حكام مقابلات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    كأس تونس لكرة القدم- الدور ثمن النهائي- : قوافل قفصة - الملعب التونسي- تصريحات المدربين حمادي الدو و اسكندر القصري    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها (رئيس دائرة الإنتاج الحيواني)    المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    فيلا وزير هتلر لمن يريد تملكها مجانا    إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    قرعة كأس تونس 2024.    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فعاليات الجلسة الأولى للمجلس الوطني التأسيسي
الطريق إلى الجمهوريّة التونسيّة الثانية:
نشر في الشعب يوم 26 - 11 - 2011

احتضن مقرّ مجلس النواب بباردو وذلك يوم الثلاثاء 22 نوفمبر 2011 على الساعة التاسعة صباحا.
هذا الحديث التاريخي الذي مثّل تتويجًا مهما لنضالات الشعب التونسي الذي فجّر ثورته في 17 ديسمبر 2011 التي انتهت بفرار الطّاغية في 14 جانفي 2011 وبداية الطريق على درب الانتقال الديمقراطي والقطع مع دولة الاسبتداد والفساد وذلك من خلال الاضرابات والاعتصامات والتحركات التي تواصلت دون توقف أثناء اعتصامي القصبة 1 والقصبة 2 متصدية لكل محاولات الالتفاف على الثورة وإعادة انتاج النظام القديم سواء من خلال أدواته أو شخوصه. وطالبت بمجلس وطني تأسيسي منتخب يؤسس للجمهورية التونسية الثانية وهو ما تجسّد في انتخابات 23 أكتوبر 2011 التي قال فيها الشعب كلمته واختار من يمثّله.
من هنا اكتسى اجتماع المجلس الوطني التأسيسي أهميّته بوصفه الممثّل الشرعي والمنتخب للشعب التونسي من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق، ولكن هذا المجلس لم يكن الممثل الوحيد فخارج مقرّ مجلس النواب اجتمعت كلّ فعاليات المجتمع المدني من منظمات وجمعيات وهيئات وأحزاب واحتشد الآلاف من المواطنين من كلّ الشرائح والفئات والأعمار. ليواصلوا رسالة إلى أعضاء المجلس المجتمعين، بأن أعين الشعب التونسي ستبقى تراقبهم وترصدهم وتنبّههم إلى أنّ الطريق لايزال طويلاً وشاقا لنيل الحريّة والكرامة وارساء نظام جمهوري مدني ديمقراطي تعدّدي يقبل الاختلاف والمغايرة في كنف المواطنة الحقّة في دولة القانون والمؤسسات الفعليّة المجسدة في أرض الواقع وفاء لدماء الشهداء وأوجاع الجرحى ودموع الأمهات التي لا تزال حرّى تنتظر القصاص العادل لدماء أبنائها وتحقيق مبادئ وأهداف الثورة التي قضوْا حلُمًا بها وتطلّعا إلى نيلها.
وقد تواصلت أشغال الجلسة الأولى للمجلس الوطني التأسيسي على امتداد يوميّ 22 و23 نوفمبر 2011 حيث تم انتخاب رئيس المجلس الوطني التأسيسي ونائبيه وقد آلت الرئاسة إلى السيد مصطفى بن جعفر، كما تم انتخاب اعضاء لجنة اعداد النظام الداخلي برئاسة السيد عامر العريض واللجنة الخاصة لاعداد التنظيم المؤقت للسلط العمومية برئاسة السيد الحبيب خذر.
ومن المنتظر أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية يكلف بدوره رئيس أكبر كتلة نيابية في المجلس التأسيسي بتشكيل الحكومة.
ومن المرجح أن رئيس الجمهورية سيكون الدكتور المنصف المرزوقي، أما رئاسة الوزراء فستكون من نصيب السيد حمادي الجبالي.
٭ أعضاء المجلس الوطني التأسيسي يقيّمون الجلسة الأولى
٭ السيد الطاهر هميلة:
نحن نعمل على تحويل الانسان التونسي من صفة الرعية إلى سيّد يقول لا عندما يجب أن يقول لا ويقول نعم عندما يجب أن يقول نعم ويدير شؤونه بنفسه ويرفع رأسه ورأس تونس. وسيعمل على أن تكون تونس هي قاطرة الأمّة العربيّة كلّها بهذا الانجاز الثوري العظيم. أمّا عن الاعتراضات حول الكلمة التي تقدّمت بها في مفتتح الجلسة الأولى للمجلس التأسيسي فهي اعتراضات من مجموعة ترفض الهزيمة ولا تستطيع النصر. فماذا بيدي أن أفعل أمام انسان لا يستطيع أن ينتصر ولا يقبل بالهزيمة؟ فهو مسؤول عن وضعه وما عليه سوى الابتعاد عن السياسة وعدم تحمّل مسؤوليّة شعب يريد الحياة.
٭ سعاد عبد الرحيم:
ما وقع في أوّل جلسة كان منتظرا. ونحن اليوم ورغم اختلافنا نمثّل جميعنا الشعب التونسي لأنّنا جميعًا تمّ اختيارنا من لدُن الشعب، وأنا سعيدة بانطلاق أشغال المجلس الوطني التأسيسي وأتمنّى التوفيق لكافة الزملاء. أمّا فيما يتعلّق بموقف السيد رئيس المجلس الوطني التأسيسي الذي عبّر عنه في كلمته فهو موقف شخصي نتمنّى أن يتمّ تجاوزه لأنّ الجلسة كانت ناجحة على العموم.
٭ خليل الزاوية:
جلسة اليوم كان فيها جانب كبير من التأثر، وتعدّ رمزية في هذه الفترة الفارقة التي يمرّ بها الوطن والشعب التونسي فاليوم وضعنا الحجر الأوّل في بناء الديمقراطية وبناء الدولة الجديدة التي تحترم إرادة الشعب وتحترم المؤسسات وتعمل على أن يكون الانتخاب واحترام الرأي والرأي المخالف دعامتها. وأتمنّى أن يتواصل البناء لتحقيق كل الأهداف والأحلام التي نادى بها الشعب.
٭ عبدا لوهاب معطّر:
جاءت الجلسة الأولى للمجلس التأسيسي على صورة تونس، تونس التي تطمح الى الديمقراطية والتعبير عن الرأي والرأي المخالف، حيث تجمع اليوم مواطنين كُثرٌ يتظاهرون ويطرحون مطالب، وكذلك وجدت داخل المجلس اختلافات في وجهات النظر حول كلمة السيد الطاهر هميلة في الافتتاح واعتبرها شخصيا سحابة صيف لأنّ الديمقراطية جديدة علينا وعلينا أن نتعلّم ونحن اليوم بصدد تعلّم الديمقراطية التي لا نستطيع أن نتعلمها الاّ من خلال الخطأ وتصحيح أخطائنا.
٭ نجيب الشابي:
يجب على التونسيين التهيُّؤُ لحياة جديدة تقطع مع الرأي الواحد والحزب الواحد فهي مسائل قد انتهت. نحن اليوم أمام تعدديّة حقيقيّة وليست ديكورا، ساد المجلس الوطني التأسيسي اليوم نقاش حرّ اتخذ في بعض الأحيان شكل المشاحنات والاحتجاجات الحادة وهو أمر مألوف في جميع الديمقراطيات، وهذا ماسيكون في المستقبل. المهمّ أنّ كلمة السيد رئيس المجلس (الطاهر هميلة) كانت مسألة بسيطة وقع تجاوزها بشكل صحّي ولعلّ وجودها في حدّ ذاته يعدّ حيّا. وهو لا ينقص شيئا من الطابع المهيب لهذه الجلسة التي مثّلت وحدة الشعب التونسي والتّجسيد لإرادته الحرّة. فهكذا تشتغل المؤسسات الحرّة والمتعدّدة والديمقراطيّة.
٭ محمد البراهمي:
كانت جلسة عاديّة رغم ما سادها من بعض التشنّج، خاصة ما تمثّل في تعثّر رئيس الجلسة في حلّ بعض الاشكاليات وفي تهدئة الوضع داخل الجلسة، ولكنّها مسائل طبيعيّة جدّا لم تؤثر على السير العام للجلسة الأولى للمجلس الوطني التأسيسي. خطأ السيد رئيس الجلسة أنّه حاول أن يعطي أحكامًا قيميّة، وبصفته رئيسَ الجلسة ليس من حقّه أن يفرض سياقا معيّنا يحرم من خلاله المجتمع المدني من مراقبة أشغال المجلس الوطني التأسيسي وهو أمر مرفوض، لأنّ صياغة الدستور وكل ما يتعلّق بتسيير شؤون الدولة مَعْنيٌّ به كل التونسيين سواء كانوا منظمين في هيئات المجتمع المدني أو في أحزاب أو غير منظمين، وهو ما يجعل الاستهتار بها المبدأ تحت قبّة البرلمان أمرًا غير مقبول، وربّما يعود السبب إلى عدم امتلاك الرجل لخبرة سياسيّة والاّ ما صرّح بموقف مثل ذلك.
٭ محمد الحامدي:
الجلسة الافتتاحيّة اتخذت طابعا بروتوكوليا، أمّا الجلسة الثانية فقد كان تدخل رئيس المجلس الوطني التأسيسي (رئيس العمر) مجانبا للصّواب طرح فيه آراء شخصيّة وتهجّم على بعض فعاليات المجتمع المدني بشكل غير مبرّر ولم يلتزم بالبرنامج الذي وزع والذي كان يقتصر على كلمة ترحيبيّة، يفترض أن يفتح بعدها باب الترشحات لرئاسة المجلس التأسيسي ولنائبيه، غير أنّ رئيس العمر انحرف إلى تقييمات اعطاطيّة، لا تشكّل بداية جيّدة للعمل، ونرجو أن يكون حادث السير هذا عرضيا وأن لا يتكرّر مستقبلاً. وكنت أتمنّى ألاّ تنساق بعض العناصر الحزبيّة لتبنّي هذا الخطأ بأن تتعالى على انتماءاتها الحزبيّة والفئويّة وأن يبادر من يتمتّع بالنزاهة والموضوعيّة الى رفضه. لكن ماذا نفعل هذه سنن الديمقراطيّة فالاختلاف والتباين واضح بين الكتل قبل حتى أن تدخل إلى فعاليات المجلس التأسيسي.
هناك منظومة قيم عليا تتمثّل في مصلحة البلاد والديمقراطية وعدم الانقلاب على آليات العمل المتفق عليها يفترض أن تكون ملزمة للجميع، ولكن وللأسف فإنّ المغالاة في الاصطفاف الحزبي من البعض جعلت من الوضع على ماهو عليه.
٭ ابراهيم القصّاص
تعتبر جلسة اليوم افتتاحيّة احتفاليّة رغم بعض المناوشات بين الأعضاء ربّما تعود الى محاولة إبراز أنّهم موجودون. لكن في الحقيقة الكلمة التي تقدّم بها السيد رئيس المجلس الوطني التأسيسي الطاهر هميلة لا تستحق كلّ هذا التشنّج لأنّ الرجل تولّى الرئاسة لأنّه الأكبر سرّا ولبعض الساعات وبعدها سيعود الى مقعده عضوًا بين الأعضاء، وكان عليه أن يتجاوز الكلمة التي قدّمها بالترحّم على الشهداء والمرور مباشرة الى خدمة الشعب. نحن لم ننتخب للتصفيق لأي أحد سوى قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين يستحقون منّا التزكية والتكريم هم والجرحى وتكريمهم الحقيقي ليس بعرض أسمائهم والتصفيق لهم وانّما بتسمية أهم شوارع العاصمة بأسمائهم لتخليد ذكراهم تاريخيا. واعلاء شأن أهلهم وذويهم والاعتناء بأبنائهم والحرص على تدريسهم في أرقى المدارس والاهتمام بأوليائهم وان أمكن إرسال امهاتهم وآبائهم الى الحجّ على حساب المجموعة الوطنيّة. إنّ الشهداء أكرمنا جميعًا وهم من أعادوا إلينا الاعتبار ولسنا نحن من سنعيد لهم الاعتبار. فهم من منحنا الكرامة والحريّة.
٭ إيَاد الدهماني:
نحن فخورون بهذه اللحظة التاريخيّة التي تعيشها تونس فاليوم نبدأ ببناء صرح ديمقراطي حقيقي من خلال انطلاق جلسات المجلس التأسيسي وسنسعى من داخل هذا المجلس الى صياغة دستور ديمقراطي يكفل الحريات وحقوق الانسان للجميع ويكفل أيضا التداول على السلطة بشكل سلمي وديمقراطي في المستقبل. هذه الأهداف ستكون نصب أعيننا في الفترة القادمة. ولكن المجلس التأسيسي لن يختصر على صياغة الدستور اذ أنّه سيكون مجلسا يمارس الرقابة على الحكومة، ومن هذا المنطلق سنكون نحن في الحزب الديمقراطي التقدّمي قوّة معارضة تمارس دورها كمعارضة ديمقراطية في مجلس منتخب ديمقراطيات من منطلق وطني يدافع عن المصلحة والسيادة الوطنية وسنكون أداة للرقابة على الحكومة، لأنّ البناء الديمقراطي يقوم اليوم على أغلبيّة ومعارضة في انتظار التداول على السلطة. أمّا بخصوص كلمة السيد الطاهر هميلة رئيس المجلس بوصفه أكبر الأعضاء سنّا فلم تكن مبرمجة في جدول الأعمال الذي وزّع وتمّ الاتفاق عليه بين جميع القوى السياسية، ورغم ذلك تُغاضيْنا عندما أصرّ السيد هميلة على ذلك، إلا انه تجاوز صلاحياتها في عديد المرّات بالتصريح بمواقف قد تكون شخصية وقد تكون سياسية ولا تلزم المجلس وهو امر لا يليق بمجلس منتخب بشكل ديمقراطي وكانت النقطة التي افاضت الكأس التهجم المجاني الذي قام به على المجتمع المدني وخاصة مبادراته ونحن من وجهة نظرنا رأينا انها قد تكون رسالة سلبية عن التعامل الديمقراطي داخل المجلس وبالتالي قرّرنا ان نوقف كلمته لاعادة الاعتبار للمجتمع المدني لأننا نؤمن أنّه لا يمكن اليوم بناء نظام ديمقراطي في تونس دون ايلاء المجتمع المدني المكانة التي يستحقها كقوّة ضاغطة وتكميليّة للسلطات المنتخبة.
٭ هوامش الجلسة الأولى للمجلس التأسيسي:
جلسة الافتتاح:
سجلت الجلسة الافتتاحية الأولى اجتماعات المجلس التأسيسي حضور كل من السادة الرئيس المؤقت فؤاد المبزع والوزير الاول الباجي قايد السبسي اضافة الى السيد رشيد عمّار وعدد من السادة الوزراء واعضاء الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والانتقال الديمقراطي، ولكن غابت عنها عديد الوجوه البارزة من منظمات المجتمع المدني والاحزاب والمنظمات الاجتماعية وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان له الدور الفاعل والمحوري في انجاح الثورة والوصول بها الى المجلس التأسيسي.
كرنفال الاستقبال:
اختارت عديد الفعاليات الاجتماعية من منظمات مجتمع مدني وجمعيات واحزاب ومواطنين ان تستقبل أعضاء المجلس الوطني التأسيسي على طريقتها وذلك من خلال تنظيم تظاهرات ووقفات امام مقرّ مجلس النواب رافعة لافتات وشعارات تؤكد على ضرورة وفاء المجلس التأسيسي باهداف ثورة الحرية والكرامة وتطالب بضرورة القصاص العادل للشهداء من خلال محاكمة قتلتهم وتكريم عائلاتهم وابنائهم كما نادى آلاف المتظاهرين بضرورة العمل على صياغة دستور للبلاد يكرّس مبادئ الجمهورة والديمقراطية والحريا وحقوق الانسان ويضمن مدينة الدولة ضد كل اشكال التطرف والتحرّب والتمييز ويقر مبدأ المساواة التامة بين المرأة والرجل كما طالب المتجمهرون بالتصدي لكل اشكال التطبيع مع الكيام الصهيوني ورفض المديونية ومراجعة جميع الاتفاقيات التي تكرّس التبعية للدوائر الاحتكارية العالمية والقضاء على المناولة والسمسرة باليد العاملة وقد تواصلت هذه التظاهرة الى ساعات متأخرة من المساء مواكبة لفعاليات الجلسة الاولى للمجلس الوطني التأسيسي.
٭ سعاد عبد الرحيم تتعرض للاعتداء
لم يكن حظّ السيدة سعاد عبد الرحيم عضو المجلس التأسيسي وفيرا صبيحة افتتاح المجلس التأسيسي، فبمجرد وصولها الى بوّابة مجلس النواب حتى استقبلتها الحشود بالشعارات والشتائم، ثم ما فتئ ان تطوّر الامر إلى اعتداء مباشر طالها من بعض المحتشدين وصل حدّ «شدها من شعرها» ومن ألطاف الله ان تدخل اعوان الامن لفض هذا الاشتباك الذي سجّل نقطة سوداء في هذا اليوم التاريخي، وبمجرّد ان تسلم السيد مصطفى بن جعفر الرئيس المنتخب من القاعدة رئاسة المجلس الوطني التأسيسي حتى بادر بالتوجّه إليها بتحيّة واعتذار نيابة عن اعضاء المجلس لاقت ترحيب كافة الحاضرين بالمجلس.
٭ المرزوقي وبن جعفر
كان السيد منصف المرزوقي اول الحاضرين في افتتاحية المجلس التأسيسي مما جعل البعض يهمسون الى ان لذّة طعم رئاسة الجمهورية المرتقبة منعته النوم في حين كان السيد مصطفى بن جعفر آخر من وصل الى قبّة المجلس التأسيسي قبل افتتاح الجلسة بدقائق.
٭ الجبالي وعمّار
بعد الافتتاح وفي فترة الاستراحة بين الجلستين لاحظ الحضور الملاحظات والمحادثة المطوّلة بين السيدين حمادي الجبالي ورشيد عمّار في حين حاز الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بأكثر الصور التذكارية التقطها مع أغلب أعضاء حزب النهضة بالمجلس التأسيسي بالاضافة إلى عديد الاعضاء من الاحزاب الاخرى.
٭ السبسي يتأفف
اثناء تحيّة العلم وقراءة النشيد الوطني، نسي اعضاء المجلس التأسيسي احد المقاطع ومرّوا مباشرة إلى مقطع «اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر» فما كان من السيد الباجي قايد السبسي الا ان عبّر عن تأففه وتبرمه بإشارة من رأسه قد تكون هذه الحركة آخر موقف سياسي يدلي به السيد الوزير الاول المؤقت قبل إنهائه لمهامه.
٭ كلمة هميلة ومجلة المغرب والعضو الاصغر سنا
لم تمر الجلسة الاولى للمجلس التأسيسي دون أخطاء أثارت عديد المحاكات السياسية والمشاحنات بين اعضاء المجلس وعطلت اشغاله لبعض الوقت.
الخطأ الأول «عيب»
تمثل في اصرار السيد الطاهر هميلة على القاء كلمة بعد تكليفه برئاسة المجلس بوصفه الاكبر سنّا رغم انها لم تكن ضمن برنامج الفعاليات وعندما وصل الى الحديث عن المجلس الوطني التأسيسي الذي تعتزم بعض فعاليات المجتمع المدني انشاءه واعتبره «عيب» وهو ما يعد حسب بعض الاعضاء موقفًا شخصيًا لا يلزم المجلس التأسيسي علاوة على انه يعتبر تدخلا سافرًا في حق المجتمع المدني في اختيار اشكاله وادواته الرقابية على نشاط المجلس التأسيسي مما دفع بالعضو عن الحزب الديمقراطي التقدمي اياد الدهماني الى التدخل وتنبيهه الى انه يتجاوز صلاحياته ومع اصراره على المواصلة تدخل عديد الاعضاء لمنعه من مواصلة كلمته وقد حسم الدكتور المنصف المرزوقي الموضوع بدعوة رئيس المجلس الى تجاوز الكلمة والمرور إلى التصويت لانتخاب رئيس المجلس ونائبيه.
الخطأ الثاني: «أوقفوا هذه المهزلة»
تمثل في تسرب نسخ من مجلة المغرب الى قاعة الجلسة وتوزيعها على الاعضاء وقد تضمنت في صفحتها الاولى عنوان «السيد هاشمي الحامدي» في صفحتها الداخلية (ص33) رسما للسيد الحامدي وهو يستمتع بالنظر الى «راقصةَ وهو ما دفع اعضاء العريضة بالمجلس وخاصة السيد «القصّاب» الى الانتفاض وطلب الاعتذار من رئاسة الجلسة عن هذا التسريب والدعوة الى فتح تحقيق في الموضوع.
الخطأ الثالث: «الاأصغر سنا»
تمثل في تفطن رئاسة المجلس مساء الى خطأ في العضو الاصغر سنا وهو ما استدعى استبدال العضو الذي تم اعتماده في الحصّة الصباحيّة.
٭ مصطفى بن جعفر وميّة
بعد تسلمه رئاسة المجلس الوطني التأسيسي تلا السيد مصطفى بن جعفر كلمة لاقت استحسان اعضاء المجلس الوطني التأسيسي الذين استقبلوها بالتصفيق الحار ولم ينْسَ التوجه بالتحية الى السيدة ميّة الجريبي التي كرست من خلال ترشحها لرئاسة المجلس الوطني التأسيسي مبدأ تعدد الترشحات قطعا مع عادة المترشح الواحد ثم طلب منها التقدم لإلقاء كلمة في الحاضرين عبّرت من خلالها عن امتنانها وشكرها للسيد مصطفى بن جعفر على رحابة صدره واحترامه لحق التنافس.
٭ انضباط أعضاء النهضة
احتل اعضاء النهضة ثلاثة مدرجات في المجلس يجاورهم اعضاء المؤتمر من اجل الجمهورية وقد أبدوا انضباطًا كبيرًا في حضورهم لمسها كل المتابعين من الصحافيين واقتصرت تدخلاتهم على التصفيق او رفع الايدي جماعيّا لمجرّد الاشارة من رؤساء كتلتهم السادة حمادي الجبالي ونورالدين البحيري وديلو.
٭ صمت عبّو وتدخلات المرزوقي:
اكتفى السيد محمد عبّو بالصمت طوال اشغال الجلسة الافتتاحية للمجلس التأسيسي في حين تدخّل الرئيس منصف المرزوقي مرتين مرّة لاقناع السيد رئيس المجلس التأسيسي الاكبر سنّا بعدم مواصلة قراءة كلمته والمرة الثانية للتعبير لانصار العريضة عن مساندته لاحتجاجهم وطلبه التحقيق فيمن سرّب مجلة المغرب الى داخل قاعة الجلسة.
٭ ترشح وانسحاب
ترشح لرئاسة المجلس الوطني التأسيسي ثلاثة أعضاء هم على التوالي مصطفى بن جعفر وميّة الحريبي ومحمد البراهمي، وسمح لكل منهم بالقاء كلمة في الحضور غير ان السيد محمد البراهمي فاجأ الحاضرين من الاعضاء بسحب ترشحه في نهاية كلمته التي حيّا فيها الشعب التونسي معللا موقفه بعدم تشتيت الاصوات وهو ما لاقى ترحيبًا وتصفيقًا في القاعة.
٭ عادة التصفيق
تعمّد بعض الحاضرين في المكان المخصّص للصحافيين التصفيق عندما تم الغاء كلمة السيد الطاهر هميلة رئيس الجلسة وهو ما قابله الصحافيون بالاستهجان والرفض وطالبوا الاعوان العاملين بالمجلس باخراج الغرباء.
٭ ممنوع النوم
بعض الصحافيين والمصورين كانوا يحاولون تصيّد الاعضاء النائمين من الارهاق في المساء، ولكنهم لم ينجحوا لأن جميع الاعضاء كانوا في حالة استنفار قصوى: «مُفَتَّحة عيونُهم ولو كانوا نيامًا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.