يلتجئ عدد كبير من المواطنين الى المستشفات والمستوصفات العمومية، وذلك نظرا لضعف إمكانياتهم المادية وعدم قدرتهم على دفع معاليم المعالجة لدى الأطباء والمصحات الخاصة لكن في كل مرة تواجه المواطن مشكلة تجعله تطرح ألف سؤال . فقد توجهت المواطنة خديجة القاطنة بأحدى المناطق الريفية من ولاية باجة، الى المستوصف القريب من محل سكناها بعد أن أحست ببعض الإعياء والتعب. وبعد رحلة إنتظار دامت لساعات، حل الطبيب الذي يزور المنطقة كل يوم ثلاثاء من الاسبوع جاء دور المواطنة «خديجة» للكشف، جلست على الكرسي المقابل لمكتب الطبيب وبقليل من الأسئلة عمّا تشعر به، إنتهى الكشف الذي لم يتعدّ حدود المشافهة وكتابة بعض أنواع الأدوية وزاد الطبيب فطمأنها ان صحتها بخير. أخذت وصفة الدواء التي دونها الطبيب وتوجهت الى الممرض ليمدها بالأدوية ولكن اعتذربقوله أن الدواء غير متوفر رغم أنه ليس من الأدوية النادرة وإنما هو مسكن للصداع !!! تملك الغضب مواطنتنا وقامت بتمزيق الورقة ورميها وغادرت المستوصف هي تتساءل صارخة ومحتجة على هذا الوضع وعادت الى المنزل علّها تشعر ببعض الراحة ولكن كبر بها الاعياء والشعور بالألم فاضطر زوجها الى أخذها الى الطبيب الخاص الذي كشف لها حقيقة مرضها وهو إصابتها بارتفاع نسبة الكوليسرال في الدم وهو ليس من الامراض التي يمكن تركها دون استشارة الطبيب وإستعمال الأدوية ونظام غذاء معيّن ، ترى ماذا كان سيحدث لهذه المواطنة لو إقتنعت بكلام الطبيب الذي زارته بالمستوصف وبقيت دون دواء لأنه لم يكن متوفرا .