تعيش صحراؤنا الاسبوع القادم عرسها السنوي الذي تقام مراسمه في مدينة دوز وسط محفل مرزوقي دأب منذ ايام «الجمل» علي تأثيث المشهد الصحراوي القاحل بلوحات فيها من الزرع الكثير ومن الجمال الكثير ومن العبق الكثير وكذا الابداع والفنون. شيخ المهرجانات استرجع او هكذا يبدو من خلال البرنامج الذي وصلنا قلت استرجع هذه السنة شبابه ونظارته من خلال هذه التسمية التي اطلقها عليه بعض المثقفين من الجهة وخارجها والمتمثلة في «ثورة مهرجان» وليس مهرجان الثورة كما اقترحه البعض ولئن رفض الكثيرون التسمية الثانية فمردّ ذلك الى كثرة السوءات المسجلة باسم الثورة ومن المرفوض ان يكون افضل المهرجانات البيئية في العالم احداها... اذن هذا الشيخ انتفض هذه السنة واستعاد بريقه بعد الوهن الذي بدأ يتسرب خلال الدرورات الاخيرة وكنا في «الشعب» اول المنبهين اليه علي امتداد الدورات الثلاث الاخيرة.. وآخرها الدورة الماضية التي أصبح فيها الجمل بل اصبحت فيه «العيس» تبحث عن حادٍ اطلق ساقيه للكثبان والافاعي هرب من طائرات «الفقرة الميكانيكية للمهرجان» !! ولم يقف هذا الوهن عند هذه الفقرة الركيكة بل النشاز في برنامج المهرجان بل تجاوزه الي التسيير الذي عرف هو الاخر البعض من التشنج والكثير من الفوضى بلغت حدّ هروب المضيفين من وجوه الضيوف! واعطف على ذلك كله رتابة الفقرات حتي ان احد النقاد اقترح غاضبا تغيير التسمية من مهرجان الصحراء الدولي الي تظاهرة أرنب وسلوڤي وهو ما اعتبرناه وقتها شيء من الاجحاف ومجانية للصواب... مع ايماننا بان من تولوا التسيير سابقا مدّوا ارجلهم على قدر كسائهم حيث كان الامكانيات تعوزهم ولكن ليس إلى حدّ جلب طائرات مزعجة وتضع الزوار في دائرة الخطر... ❊ دسامة ووسامة دوره هذه السنة التي ستنطلق يوم 22 من هذا الشهر وستستمر الى السابع والعشرين منه بدت من خلال برنامجها حافلة بالوان متراوحة بين العبق الثوري والاريج الابداعي والعرق الثقافي المتصبب من جباه ابراهيم اللطيف مدير المهرجان ومحمود فرج كاتبه العام وصحبها من الكفاءات التي رفعت عنها الثوة كثبانا من التحييد والنسيان والاهمال هؤلاء اجتهدوا ونأمل ان يصيبوا من خلال تأثيث ستة ايام بما طاله ايديهم وامكانياتهم من مادة يتقدمها عرض فرجوي بساحة حنيش بعنوان «ذكريات الخيام» مسبوق بمفتحات شعرية في عكاضية «ايها الشاعر ابدع.. فانت حر» ليشفع نشاط اليوم الاول بسهرة مع الفنان «لطفي دوبل كانوا (وهذه لم افهمها خليقة او صنيعة) بساحة السوق البلدي امام اليوم الثاني فسيخصص في جزء منه للسينما حيث سيتم عرض 7 أفلام انتجت بعد ثورة 14 جانفي فيما سيخصص حيز لانطلاق الندوة العلمية القيمة (شكلا على الاقل) حول الاستثمار في الابل كما سيشهد ذات اليوم انطلاق ايام الصناعات التقليدية لتكون السهرة فنية مع مسرحية طواسين لجمعية فنون الضّفتين. اما اليوم الثالث فهو يوم القوافي حيث سيخصص للشعر الفصيح الذي سيصدح به جمال الصليعي صحبة عزالدين المناصرة فلسطيني والاردني جريس السماوي واخرين من تونس ومن بينهم الشاعر محمد الخامس بن لطيف وهو ذات السياق في اليوم الرابع ذي الطابع الادبي بمشاركة شعراء من الخليج العربي والاردن وتونس بالتزامن مع ندوة السياحة بعنوان «القطاع السياحي بعد الثورة.. البحث في تطوير المنتوج». اما اليوم الخامس فيتصدره شعراء المليون الفائزون في مسابقات الامارات العربية ليفسح المجال في اليوم السادس لعرض اختتام ضخم بعنوان «المرازيق.. من معركة البرج.. الى ثورة 14 جانفي. وهي فقرات وانشطة لنا عودة إلى قراءتها وتفاصيلها.