"علاج ثوري".. عالم عراقي يسجل براءة اختراع في الولايات المتحدة لمرض التوحد    إرتفاع عائدات صادرات القوارص بنسبة 16،9 بالمائة    ترامب.. ترقبوا خبرا كبيرا من إفريقيا    ترامب: "الجانبين الروسي والأوكراني باتا قريبين من الاتفاق"    المنتخب الوطني ينهزم أمام الكونغو الديمقراطية تحضيرا لكان الأواسط    حالة الطّقس ليوم السبت 26 أفريل 2025    فيما لاءات المتهمين ب «التسفير» تثير الجدل: العريض يقرّ بالإخفاق في «هروب أبو عياض»    رضا الشكندالي: التداعيات الاقتصادية ستكون "كارثية" إذا تأكدت توقعات صندوق النقد الدولي بشأن نسبة النمو    جامعة الفلاحة: التشغيل الهشّ يغزو القطاع    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة : الترجي من أجل خطوة جديدة نحو اللقب    الرابطة تقرر : عقوبات مالية على عدة فرق وغنّام يمثل أمام لجنة التأديب    مهرجان الزهر بنابل: تقطير الزّهر والأرنج... تحت الضّوء    من صفاقس ومدنين إلى العاصمة: إفشال تهريب هواتف جوّالة وسجائر بقيمة مليار    رائدة الحداثة في التعليم: «بيت الحكمة» يحتفل بمرور قرن ونصف على تأسيس «الصادقية»    مع الشروق : خطاب عباس طعنة جديدة للقضية الفلسطينية !    دوري ابطال افريقيا.. بيراميدز المصري يضرب موعدا مع صنداونز في النهائي    وزير الصحة يعلن عن إعادة فتح المدرسة العليا لعلوم التمريض بالقصرين بعد توقف دام سنوات    ليبيا: تبادل لإطلاق النار في العاصمة طرابلس    ملتقى الجائزة الكبرى لألعاب القوى لذوي الاعاقة بمراكش : التونسي امير سلطان يحرز فضية مسابقة دفع الجلة    قافلة صحية وعيادات مجّانية بدوّار هيشر الأحد المقبل    وزير الخارجية يمثل تونس في مراسم تشييع جثمان البابا فرانسوا    عاجل/ أسعار الأضاحي في ارتفاع ودعوة لتجريم ذبح إناث الأغنام    إتحاد الفلاحة يدعو البحارة والمهنيين في قطاع الصيد البحري لتفادي صيد أو إنزال أو ترويج بعض الأصناف البحرية    عاجل/ حفاظا على الأرواح: غلق وهدم هذه المعالم الدينية في سيدي بوزيد    التهريب يطال الدجاج ومخاوف من تسرّب انفلونزا الطيور.. #خبر_عاجل    كمين برفح ومروحيات إسرائيلية تنقل جرحى وأبو عبيدة يعلق    وزارة الدفاع الوطني تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    وزير التجارة: المجلس الوطني لمقاومة التقليد سيعمل قريبا على بلورة خطة وطنية تعزز الاطر التشريعية والمؤسساتية لمكافحة التقليد    بن عروس: انطلاق فعاليات الملتقى الجهوي للمسرح في الوسط المدرسي بمشاركة 6 أعمال مسرحية    وفاة الفنان رضا الحجام عن عمر يناهز ال85 سنة    مساع لإدراج "البسيسة" ضمن التراث العالمي غير المادي    الترجي الرياضي يطالب بتحكيم أجنبي لما تبقّى من مباريات الموسم في كرة اليد    تطبيقات ضرورية للمسافرين الذين يخافون من الطيران    مواطنة اوروبية تُعلن إسلامها أمام مفتي الجمهورية    مشاجرة عائلية تتحوّل إلى جريمة مروّعة: إمرأة تحرق زوجها وتُصيب والدتها    تغيير في قيادة بنك الزيتونة: إقالة نبيل المداني وتعيين منير فاخِت بالنيابة    عاجل/ تصعيد عنيف بين الهند وباكستان والأمم المتحدة تدعو لضبط النفس    وزير الإقتصاد يجري سلسلة لقاءات على هامش اجتماعات الربيع للبنك العالمي وصندوق النقد الدولي.    عاجل/ استمرار الهزات الارتدادية في إسطنبول..وتوقعات بزلزال أعنف..    ثورة في مكافحة التدخين الإلكتروني: ''دواء'' يحقق نتائج مذهلة للشباب    القبض على مروج مخدرات بالضاحية الشمالية للعاصمة    قضية وفاة تونسي في إيطاليا سنة 2021: وزارة الخارجية توضح.    تونس: تقلّبات جوّية بداية من ''الويكاند''    رفع أثقال: النخبة التونسية ترفع حصيلتها في بطولة افريقيا الى 34 ميدالية    عروضه تلقت نجاحا كبيرا:الفيلم المصري الحدث سيكو siko في قاعات السينما التونسية    تونس تستعيد 3852 قطعة نقدية رومانية من الولايات المتحدة بعد تنظيفها ودراستها    المنتدى الدولي للصيدلة في دورته 24 تحت شعار ' دور الذكاء الاصطناعي في قطاع الصيدلة '    الجبابلي: تونس قدّمت درسا في التعامل الإنساني مع المهاجرين    أيمن دحمان يعود في الكلاسيكو    وزارة التجارة: التخفيض في أسعار علف الدجاج    خزندار: مداهمات أمنية تسفر عن إيقاف عناصر إجرامية خطيرة صادرة في حقها أحكام بالسجن    نقابة الفنانين السورية تمنح فضل شاكر العضوية بمرتبة "الشرف"    مصر.. النيابة تحظر النشر في قضية سارة خليفة وتؤكد ضبط كمية ضخمة من الحشيش    ملف الأسبوع...الدّين النّصيحة    خطبة الجمعة .. أحكام وآداب عيادة المرضى    منبر الجمعة .. الكلمة الطيبة صدقة    تونس تحتضن يومي 1 و2 ماي 2025 المنتدى الدولي للصيدلة تحت شعار "دور الذكاء الاصطناعي في قطاع الصيدلة"    علم النفس: كيف تنهي علاقة صداقة دون أي مشاكل؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الواقع والتحدّيات
المرأة والتعليم
نشر في الشعب يوم 25 - 02 - 2012

راهنت الدولة الفتية زمن الاستقلال على تنمية الثورة البشرية التونسية، فكانت لها اختيارات اجتماعية متميّزة جدولتها كأولوية أولوياتها الا وهي الصحّة والتعليم وتحرير المرأة، ولم تكن هذه الاخيرة صورة للتسويق بقدر ماهي قناعة بتعليم المرأة وتشريكها في عجلة التنمية ممثلة لنصف المجتمع على حدّ قول الطاهرحداد.
وقد لعبت هذه الاختيارات دورا ايجابيا في تنوير المرأة وتعليمها ودخولها سوق الشغل كان ميدان التعليم أهمّ مجال اقتحمته المرأة وفرضت فيها نفسها باعتبارها فاعلاً اقتصاديّا واجتماعيّا وثقافيّا يساهم في تنمية المورد وتطوير الكفاءات وبناء الدولة الحداثية.
وقد عرف تواجد المرأة في سلك التعليم مقارنة مع الرجل تطوّرا متقاعدا فاق في السنوات الاخيرة النصف إلاّ انه تزامن مع ضعف ملحوظ في الحضور على مستوى مراكز التسيير والقرار فمثلا بولاية بن عروس وفي قطاع التعليم الأساسي على اكثر من 2400 معلم ومعلمة تصل نسبة النساء إلى أكثر من 1800 معلمة الا انه لا توجد إلاّ 16 مديرة مدرسة ابتدائية من جملة 150 مدرسة اي بنسبة 1,06 ٪ وكذلك التعليم الثانوي الذي يعدّ أكثر من 3000 مربي ومربية لا تحظى النساء فيه بإدارة الا 7 ادارات من جملة 26 مدرسة اعدادية ومعهد ثانوي أي بنسبة 11,2 ٪.
قد تكون هذه النسب محيّرة لدى البعض ولكنها لدى اغلب نساء التعليم ورجاله جليّة لو شخصنا الوضع من كل جوانبه فهذا التناقض الصارخ بين الحضور الشغلي ومواقع القرار والتسيير يعود إلى عديد الاسباب الذاتية والموضوعية. فالذاتي الذي هو محدّد بنسبة 80٪ يعود أساسا إلى تعدّد المهام والالتزامات العائلية بالنسبة إلى المرأة التي تلعب عديد الادوار في نفس الوقت كذلك الرهبة من تحمّل المسؤولية الشاقة والمرهقة حيث تعتبرمديرة المؤسسة التربوية المسؤولة الأولى والوحيدة عن كل ما يقع لاحقا كذلك ضعف الرغبة والطموح المهني لدى بعض الزميلات اللاتي قد لا تتوضح لهن الصورة بالقدرالكافي وهذا ليس قصورا منهن بقدر ماهو عدم وجود فرص المغامرة او نقص التجربة ثم وأهمّ عامل العامل الثقافي وهو العقلية المجتمعية التي تنظر إلى المرأة نظرة دونية دون ان تمكنها من فرصتها في فرض إمكانياتهاوكفاءتها وحنكتها.
أمّا العامل الموضوعي فإنّه وان كان قطاع التعليم في اطاره القانوني مساعدا لحضور المرأة في مراكز القرار والتسيير من ذلك القانون الاساسي الذي ينظم حركة المديرين والمديرات النظامية والوقتية بالتساوي على قاعدة التناظر بمقاييس محدّدة وعادلة الا انّه منعدم في التعليم الثانوي الذي يخضع إلى التعيين والولاءات سابقا رغم محاولة هذا القطاع أخيرا تنظيم حركته على نفس القاعدة وذلك لافتقاره لقانون أساسي فهو يخضع إلى قانون الوظيفة العمومية ومناشير خاصة كما أن واقع المؤسسات التربوية وظروف العمل بها لا تساعد المرأة في التعليم وخاصة بالتعليم الاساسي على المجازفة من ذلك افتقار المدرسة إلى فريق عمل مساعد كإدارة وقيمين وحراس ليليين وميزانية خاصة ومعتبرة وسكن ومنحة تنقل او وسيلة نقل تعرقل اقدام المربية على تحمل المسؤولية الاولى.
كلّ هذا وذاك لا يسهّل للمرأة معنويا وماديا المجازفة وحتى نأمل بأن تتناصف المسؤوليات الأولى بين الرجل والمرأة على قاعدة التناظر والتساوي بمقاييس عادلة وواضحة ومقننّة وكذلك على قاعدة الاحقية والجدارة والكفاءة علينا جميعا رجالا ونساء أن نساعد ونحفّز المرأة ونشجعها على الاقدام دون رهبة ان نحرّك غريزة الحنكة والتسيير المحكم لا داخل البيت فقط بل خارجه ايضا ان نطوّر من عقلياتنا وان نتعامل مع المرأة باعتبارها كائنا بشريا وشريكا أساسيا في التنمية والرقي كما قالت عالمة الاجتماع الفرنسية Simone Debouvoir: On ne naît pas femme, on le devient


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.