ذهابا وجيئة مثل أسد في حديقة البلفدير. عصاه الزيتون الطويلة والرقيقة تتلوى في الهواء غاضبة. أدفع الباب بِلينٍ أتسلّل هادئا برائحة الغبار الفاضحة. دقات القلب المتسارعة الأنفاس المتقطعة ندم العودة غامر. البداية كانت صامتة... عرق ووحشة إنّه في البيت. أين كنت يا ولد؟ يسألني هادرًا ثمّ يتصرّف كمؤدب الحي. سأسرق العصا يومًا وسأكبر بعد أن أكسّرها الطفولة أبقى. أكبر من الحديث عن أحلامنا الكرة الجلدية اللعينة حديث السهرة. دائرة الجلد المحظوظة تملأ العالم، ونحن نُعاقَبُ راكعين في زوايا الغرفة ننفخ هواء ساخنا في أكفنا المدماة. كان الفلفل الحار أوّل التوابل التي تعرّفنا إليها منذ أوّل غميضى. صراخنا تغريد عصافير تهبط ماءَ النّهر لتستحم. لذلك نسحب احلامنا العظيمة بعيدًا عن الكبار وننزوي بألعابنا. يربضون أمام شاشة التلفزيون يُشبّهون الدمى القصبيّة المتحركة بخيوط صوف. أمّا نحن: لنا دُميًّاتُنَا الخرساء نحركها كما نريد ونرميها تحت الأسِرّة. إنّهم أطول منّا وشاهقون عندما يشعرون بالضجر، يلاعبوننا بحُريّة طُغَاةٍ. البيت ملعبهم وحدهم لكنّه ليس كذلك عندما يخرجون.