في المركز العمراني الشمالي وغير بعيد عن مقر الوكالة الوطنية لحماية المحيط تحوّلت المساحة الخضراء المحاذية لكليّة العلوم السياسية بأريانة الى مصبّ للفضلات . فبين ثنايا الحشائش والأشجار تكدّست بقايا الأطعمة والأوراق لتغيّر منظر الحديقة وتدخل عليه مظهر الا يسرّ الناظر ولا يفرح المار. فهذا «الفضاء البيئي» ورغم صغر مساحته التي لا تتجاوز في أقصى الحالات ال 150 مترا مرّبعا، فأنه يفتقد لأبسط مقومات النظافة والمراقبة التي تمثل إحدى الركائز لحماية مثل هذه المناطق الخضراء العمومية. ونظرا لصغر مساحته فهولا يتطلب مجهودا مضنيا من طرف سلط الإشراف بشريا كان أو ماديا لصيانته سيما وأن أعوان النظافة وصيانة المناطق الخضراء عادة ما يتواجدون بكثرة في شارع الأرض قرب المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، أي غير بعيد عن المكان سالف الذكر. من جهة أخرى ورغم أن الفئة الاجتماعية التي ترتاد هذا الفضاء البيئي تقتصر في أغلب الأحيان على طلبة كليّة العلوم السياسية، فان ما تلاحظه لدى مرورك بالمكان يجعلك تدرك غيابا كليّا للحسّ البيئي لدى هذه الفئة الطلاّبية رغم ما تظهره سيّاراتهم المكيّفة الرّاكنة أمام أسوار الكلّية وهيئآتهم وملابسهم من هيبة وتفتّح. ويمكن تفسير هذا الغياب شبه الكليّ للحسّ والوعي البيئي بنقص المجهود الإعلامي والاتصالي الموجه للوسط المدرسي والجامعي والاعلام والاتصال البيئي لا يقتصر على طبع المطويات والنشريات أو وإنتاج الومضات الاذاعية والتلفزية، بل يتطلّب النزول الى الميدان وتشخيصه سلوكات وإنتظارات مختلف الفئات الاجتماعية. وبالعودة الى موضوع حديثنا في التماس بضرورة الإسراع بصيانة الساحة المحاذية لكليّة العلوم السياسية فان ما نعيبه حقا على الوكالة الوطنية لحماية المحيط ورغم عراقتها في معالجة بؤر التلوّث فإنها غفلت عن النظر حولها وعن معاينة تلوّث بعض الأماكن المحيطة بها وإدراك ما آلت اليه المساحة الخضراء المشار إليها.