تحولت مدينة سوسةالتونسية او عروس الساحل التي كانت تصنفها منظمة اليونسكو ضمن اهم المدن التراثية العالمية الى مجرد مدينة شبح من الصنف العاشر فقدت تصنيفها الدولي الذي كان يميزها وغدت مثل مدن تورستان وافغانستان وغيرها من المدن التي وشحها السواد والاوساخ والزحف العمراني والتجاري الفوضوي الذي اكتسح المدينة بعد الثورة وألغى ألقها الجمالي واصاب اسوارها وازقتها ورباطها وجامعها الكبير وهي كلها ميزات كانت عنوانا بارزا لتجذّر سوسة في التراث العالمي باليتم التاريخي وهذه خسارة شديدة لا تضاهيها خسارة حتى ولو زارنا هذه السنة مليون سائح اجنبي وعربي. هذا القرار من منظمة اليونسكو جاء ليؤكد ان العزري في تونس ما بعد الثورة هو أقوى من «سيدو» وان الخيار المتبع من قبل الترويكا الحاكمة اليوم بعدم ملاحقة السلفية وكبح جماح المافيا المتاجرة بتراث سوسة والتي جعلت أعضاء هذه العصابة لا يجدون حرجا يذكر للانتصاب بتأسيس المشاريع أمام الاسوار وخلفها وفي قلب الطرقات وعلى حافة الشواطئ وعلى الارض وفي السماء، لن يزيد الا في تصحير التراث التونسي العالمي وتحويل معالمنا التاريخية الى مجرد عناوين محلية لا قيمة لها. اليوم بقدر ما يحمل الشارع في جوهرة الساحل النيابة الخصوصية لبلدية مدينة سوسة مسؤولية حذف سوسة العتيقة من التراث العالمي ومن وراء هذه النيابة والي الجهة وبقية الفطاحة من المسؤولين الجهويين الذين كانوا في ايطاليا يتجولون ويستمتعون بعطلتهم في الوقت الذي كانت فيه اليونسكو تعلن عن قرارها الصادم هذا بحذف سوسة من خارطة المدن التراثية العالمية للاسباب التي كنا ابرزها في مقدمة مقالنا بقدر ما يطالب هذا الشارع بسحب البساط في اسرع وقت ممكن من تحت رئيس هذه النيابة الخصوصية وبقية المسؤولين الجهويين من الوالي الى البقية ومحاسبتهم بشدة على تقصيرهم بحق التراث العالمي لمدينة سوسة والذي هو ثروة وطنية لا تعوض. نفس الشارع في سوسة وضع اصبعه على الداء وقدم حلولا سريعة نستغرب كيف لم يلتقطها رئيس النيابة الخصوصية ووالي الجهة قبل فوات الاوان وصدور قرار اعلان موت سوسة السريري التراثي من قبل منظمة اليونسكو، ومن اهم الحلول التي قدمها الشارع المسارعة بهدم كل الاضافات العمرانية ذات الصبغة السكنية أو التجارية التي شيدت بعد الثورة في منطقة هي بالاساس تراثية ويمنع البناء فيها وفتح تحقيق بشأن والي الجهة ورئيس النيابة الخصوصية لبلدية سوسة بعنوان التقصير في حماية مرفأ تراثي تاريخي انجرّ عنه حذفه من التصنيف الدولي، وتركيز فرقة امنية خاصة مهمتها حماية الشريط التراثي التاريخي لمدينة سوسة وتمكينها من كل الصلاحيات لردع المخالفين مهما كان نوع طيفهم السياسي. وفي انتظار ان يتم ذلك نسأل هل يعقل ان تكون اولى انجازات ثورتنا تراجع الصيت التراثي العالمي لتونس بفعل نيران يعتبرها البعض صديقة ونصرّ من جهتنا على كونها عدوة ومن بينها سلفية حاقدة حرمت سوسة من بياضها واغرقتها في السواد والظلام، ولوبي اقتصادي استولى بجبروت المال والانتماء السياسي على المعالم الاثرية وعلى الطريق العام وعلى الشجر ولم يسلم حتى الحجر! ملاحظة: علمنا ان الدوائر المسؤولة في الجهة قد كذبت خبر شطب مدينة سوسة من المدن التراثية العالمية ولكن الغريب ان نفس هذه الدوائر لم تنشر رسميا ما يؤكد عدم صحة هذا الخبر الذي تأكد في الساعات الماضية عبر اكثر من صحيفة الكترونية رغم اننا في قرارة انفسنا كنا نتمنى ان لا يكون صحيحا ولكن...