سن1959ة صيغت ديباجة الدستور وبنوده صياغة وفيّة لتركيبة لتركيبة المجلس القومي الخالية من تواجد المرأة رغم مساهمتها الهامة في النضال الوطني ضدّ الإستعمار بمختلف الأشكال لكن اليوم تغيّرت المعادلة البشرية ليعرف المشهد السياسي داخل المجلس الوطني التأسيسي لسن20112012ة حضورا متميّزا لم يسبق له مثيل في المنطقة ولم يكن هذا الحضور إفرازا لقانون التناصف وانتخابات 23 أكتوبر 2011 فقط بل هو إستحقاق ثوري جسّده حضورها القوي والفاعل ومساهمتها الواضحة في ثورة الكرامة والحرية وقناعة فكرية داخل المنظومة الفكرية التونسية عبر عديد الحقبات. فمن باب الإنصاف والعدل وجب على صنّاع القرار داخل المجلس الوطني التأسيسي لسن2012ة أن يعطوا المرأة التونسية المنزلة التي تستحق شكلا ومضمونا. شكلا من تاء التأنيث التي بوّب لها شاعر تونس بلا منازع محمد الصغير أولاد أحمد قسما كاملا في كتابه تفاصيل عن مفردات الكلمات المؤنثة ومعانيها.فلا يضرّ أحدا أن نبدأ دستور الدولة المدنية والجمهورية التونسية الثانية ب: «نحن ممثلي الشعب التونسي وممثلاته...» حتى ننصف شهيداتنا وجريحاتنا ومناضلاتنا ونسجّل في التاريخ عرفانا لدورهنّ البطولي قبل الثورة وبعدها. أمّا المضمون فلا تراجع ولو قيد أنملة عن مكتسبات المرأة التونسية وإرثها المتميّز عبر القرون ولا تنازل عن تطوير حقوقها الأساسية ككائن إنساني يُفكر ويعمل ويساهم ويقترح ويُبدع ويناضل من أجل غد أفضل لكلّ التونسيين والتونسيات على قاعدة المساواة التامة والفعلية بين المرأة والرجل مرجعياتنا تراثنا الحضاري النيّر والحضارات الانسانية وتاريخنا الحداثي وثقافتنا العربية الإسلامية فمخزوننا الفكري وموروثنا الثقافي ومشروعنا المجتمعي الحداثي الضامن للاختلاف والتنوّع والحوار والالتقاء والتباعد والوفاق والتدافع والتفاعل يدفعنا إلى ملائمة دستورنا مع واقع بلادنا اليوم وقدرات فاعليه السياسيين وكفاءاته العلمية والمعرفية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على قاعدة الأحقية والجدارة وليس على قاعدة الجنس ذكر أو أنثى، فتطوّر الإنسانية وحاجياتها لتنظيم المجموعة البشرية لا يستحق تصنيفا جنسيا بقدر ما يحتاج إلى تصنيف قدرات ومهارات وإمكانيات بشرية تُؤمّنُ مصلحة البلاد والعباد. أعود وأذكر نواب المجلس الوطني التأسيسي ونائباته أنّ ثورة الكرامة والحرية هي ثورة التونسيين والتونسيات ثورة نساء تونس ورجالاتها لذلك أطلب منكم ألاّ تنسى ذاكرتكم صورة شارع الحبيب بورقيبة يوم ج14انفي وقبله وصورة نساء بلادي على الأعناق يهتفن بالحرية والكرامة للجميع. لا يمكن أن تنسوا تاء التأنيث وكلمة ممثلات الشعب حتى يعكس حقيقة دستور الجمهورية التونسية الثانية آمال شعبنا وطموحات كلّ التونسيين والتونسيات.