مرة اخرى كان الاتحاد العام التونسي للشغل في مستوي الحدث ومرة اخرى ظهر للعيان ودون اي شكّ ان منظمة الشغالين بالفكر والساعد بخير وهي بالفعل القادرة على حل رموز كل الاشكالات والقادرة على ايجاد الحلول لكل المسائل الشائكة المطروحة إن الآلاف المؤلفة التي غصّت بها ساحة محمد علي بالعاصمة صبيحة الثلاثاء غرة ماي عيد الشغل العالمي 2012 لم تأت من عدم بل جاءت لانها مؤمنة بالرسالة النبيلة للاتحاد الذي وُلد حرا ومستقلا وديمقراطيا ومناضلا وهاهو اليوم يسير على نفس الدرب وعلى نفس الميادين والاهداف والتي يمكن تلخيصها في دفاعه عن مصالح وحقوق منظوريه ولكن وفي ذات الوقت يضع مصلحة تونس فوق الاعتبارات وهوالذي قدم الغالي والنفيس من أجلها ابان ثورة التحرير ثم اثناء بناء الدولة التونسية الفتية. لقد ارتفعت الاصوات عاليا في ساحة محمد علي مرددة اصدق الشعارات واعمقها بالروح والدم نفديك يا اتحاد، كرامة الشغالين من كرامة الوطن «الاتحاد مستقلّ والشغيلة هي الكل» ومئات الشعارات الاخرى التي رفعت في ساحة محمد علي او اثناء المسيرة الحاشدة التي جابت شارع بورقيبة بالعاصمة احتفالات عيد الشغل انطلقت مساء 30 أفريل بحفل موسيقى في ركح الحرية أمام المسرح البلدي ثم كان الاحتفال الرسمي يوم الثلاثاء غرة ماي حيث اشرف الاخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد على تجمع عمالي ضخم حضره اعضاء القيادة النقابية والاطارات النقابية والعمال بالاضافة الى ضيوف نقابيين من فرنسا وايطاليا وامريكا وكذلك ممثلي الاحزاب السياسية وجميعات المجتمع المدني ومناضلي حقوق الانسان. كلمة الامين العام قوطعت اكثر من مرة لانها كانت معبّرة بحق عن المرحلة التي تعيشها تونس الآن ومست تطلعات وانتظارات الجميع (انظر نص الكلمة في هذا المكان) بعد ذلك انطلقت المسيرة الحاشدة من دار الاتحاد بالعاصمة في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة الى حدود ساحة الشهداء المسيرة كانت حاشدة وكبيرة جدا امتزجت فيها الشعارات بالنشيد الوطني الذي ردده مناضلو الاتحاد وضيوف من مختلف الاطياف السياسية والحقوقية وغيرها... لقد اعترفت كل الاطراف بنجاح الاتحاد العام للشغل لا في تنظيم هذه المسيرة الحاشدة فقط بل وفي توحيد مختلف الحساسيات الاديولوجية والسياسية والحقوقية وغيرها وخروجها كلها في هذه المسيرة بعيدا عن العنف الذي اصبح يميز بعض التظاهرات ووصل الى حد العنف الشديد الذي يرفضه الاتحاد جملة وتفصيلا. لقد شهد ضيوف الاتحاد من النقابيين الاجانب والقوى العاملة الفرنسية والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والكنفدرالية الفرنسية العامة للشغل وممثلو منظمات الهجرة بايطاليا وفرنسا وممثلو النقابات الامريكية (AFL. cio) بنجاح الاتحاد في تأطير مسيرة عيد الشغل العالمي لسنة 2012 مما زادهم اقتناعا بان الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة نقابية عمالية قادرة على الاستقطاب وتحظى بثقة كبيرة في تونس ولها مكانتها وموقعها ويمكنها ان تكون مؤتمنة على حسن سير المسار الديمقراطي الذي بدأت تعيشه البلاد بعد انتخابات 23 اكتوبر 2011 من خلال حمايتها لأهداف الثورة والتصدي لكل محاولات الالتفاف عليها ومن خلال التعامل مع الجميع بنفس المسافة وبنفس المبادئ والاهداف وبنفس الاستقلالية. لقد نجح الاتحاد في تنظيم مسيرة سلمية غابت عن اذهان التونسيين منذ عشرات السنين وهاهو الاتحاد يعود وبقوة الى جذوره والى مكانته الحقيقية التي حاولت السلطة في السابق التشكيك فيها. المسيرة انطلقت في هدوء والتزام بالضوابط التي رسمها لها الاتحاد وانتهت بنفس النسق رغم ان البعض حاول الارباك والضغط لكن فشلت مساعيه وانتصرت قوة الخير على قوة الشر ونترك للصورة ان تفعل فعلها لانها في مثل هذه الحالات أبلغ واصدق.