انتهت الأزمة العاصفة التي عرفتها مؤخرا شركة النقل بالساحل الى تعيين رئيس مدير عام جديد تم تنصيبه وسط الأسبوع الماضي وهو السيد المنصف بن سالم. هذا التغيير الذي لحق أعلى هرم إداري في الشركة جاء بعد استفحال المشاكل التي أثرت سلبا على السير العادي لنشاط المؤسسة وعجز الإدارة العامة عن حماية الأعوان الذين أصبحوا عرضة لكل أنواع العنف اللفظي والجسدي من قبل سواق التاكسي الجماعي وعديد الأطراف الأخرى وهذا ما انجر عنه دخول الأعوان في إضراب شرعي وقانوني لمدة يومين كان اقره الطرف النقابي. هذا الإضراب الذي حقق نجاحا ساحقا جاء حماية للأعوان وصونا لكرامتهم واحتجاجا على جملة من الترقيات المشبوهة التي زادت من الاحتقان داخل المؤسسة. بعد تعيينه بيومين فقط دعا المدير الجديد للنقابات الأساسية للشركة وهي نقابات سوسة والمنستير والمهدية والنفيضة وجمال والمكنين والجم وذلك بعد تنصيبه بيومين فقط الأمر الذي أوحى لتلك النقابات بان الشركة قادمة فعلا على مرحلة جديدة شعارها مثلما أكد المنصف بن سالم الشفافية والوضوح بلا تجاوزات ولا محسوبية وهذا ما نتمناه بدورنا. هذه الجلسة التي انعقدت بمقر الإدارة العامة لشركة النقل بالساحل بسوسة يوم السبت 19 ماي 2012 كان يفترض ان تكون جلسة للتعارف، ولكن الاحتقان الذي كان يسود الشركة حولها الى جلسة استعرضت خلالها النقابات الحاضرة جملة من المشاغل الحارقة على غرار تعنيف الأعوان وظروف العمل الصعبة والمزرية في محطة سيدي يحيى بن عمر بسوسة وكذلك في النفيضة وجمال،والاستهتار الذي وصل بأطراف معينة الى حد تدليس إمضاءات عدد من الأعوان على وثائق انسلاخ من الاتحاد العام التونسي للشغل تأكد فيما بعد أنها صنيع إجرامي لم يزد أعوان الشركة إلا تمسكا باتحادهم العتيد وبنقاباتهم الأساسية ورفضهم المطلق لعصابات منظمة تدعي النضال النقابي سلاحها في ذلك البهتان والتدليس والتزوير. هذا وقد اجمع كل أعضاء النقابات الأساسية الحاضرة في الجلسة على استعدادهم اللا مشروط لمواصلة العمل بكل تفان وإخلاص ومسؤولية للنهوض بالشركة وتسهيل مهمة الرئيس المدير العام الجديد خصوصا بعد تأكيده على إلمامه بكل التجاوزات التي كانت حاصلة ورغبته في الإصلاح الجذري وإنصاف المظلومين بالتنسيق الكامل مع الطرف النقابي . تقبلت نقابات شركة النقل بالساحل بكل من سوسة والمهدية والمنستير وجمال والمكنين والجم بارتياح شديد التوجه المؤكد على ضرورة إعادة الحق لأصحابه وفتح صفحة جديدة مع الأعوان شعارها الإنصاف وكشف كل التجاوزات وبحثها على طاولة الحوار مع الطرف النقابي بما يسهم فعليا في الارتقاء بالشركة والتقدم بمردوديتها وخدماتها، التوجه ابهر الحضور بما في ذلك اشد المتشائمين من الوضع الذي آلت إليه الشركة وجعلها في مهب ريح القرارات الارتجالية . الرئيس المدير العام الجديد أكد ان كل القرارات التي أعلن عنها مؤخرا في الشركة وكثر حولها اللغو والاحتجاج خاصة من الطرف النقابي ليست قرانا كريما حتى لا يتم إعادة النظر فيها والنبش في تفاصيلها مؤكدا على استعداده التام لإعادة النظر فيها وعلى إلمامه الدقيق بحيثيات العديد منها. وتوقف الرئيس المدير العام الجديد لشركة النقل بالساحل مطولا عند العمل النقابي داخل الشركة وأكد على انه ضرورة حتمية في كل مؤسسة تحترم نفسها وأعوانها. وابرز الرئيس المدير العام بوضوح انه سيحرص كثيرا على إعطاء تعليماته الصارمة بعدم التشويش على العمل النقابي داخل المؤسسة وسيطالب باحترامه لان في الحراك النقابي حسب قوله تكمن كرامة العامل والعون وحيا المحطة النضالية للأعوان بتاريخ 3و4 ماي 2012 التي جاءت تحت شعار الانتماء للشركة والدفاع عنها وقدم بشرى للأعوان حول التوصل الى حل نهائي سيفصل نهائيا حافلات شركة النقل بالساحل بسوسة وسيارات التاكسي الجماعي وهو ما من شأنه ان يمنع العنف الذي استشرى في الايام الأخيرة في محطة سيدي يحيى بن عمر بسوسة. وحول ظروف العمل الصعبة في محطة شركة النقل بمدينة النفيضة التي تعاطى معها الرؤساء المديرين العامين السابقون وكأنها لا تنتمي الى شركة النقل بالساحل والى تونس إجمالا أجاب الرئيس الدير العام النقابات الحاضرة وخاصة أعضاء نقابة النفيضة بأنه من حقهم ان يغضبوا ووعد بأنه سيزور قريبا جدا مدينة النفيضة وانه سيرفع العلم التونسي في محطتها والشروع في إدخال الإصلاحات الضرورية عليها.