محطة أخرى من محطات استهداف الاعلام الحر كانت ضحيتها هذه المرة قناة الحوار التونسي التي تعرض مقرها الواقع بجهة منوبة خلال الليلة الفاصلة بين السبت والاحد الى اعتداء سافر تمثل في اقتحامه من قبل مجموعة من الافراد لم تثبت التحقيقات الى حد الآن هويتاهم أو عددهم وقد توقفت كاميرات المراقبة المثبتة على سطح المقر عن التسجيل حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا من يوم الاحد مما يرجّح فرضية قطع التيار الكهربائي على القناة من قِبل المعتدين الذين تولوا لاحقا اقتلاع احد كاميرات المراقبة المثبتة على الواجهة الامامية قبل ان يتولوا عملية تخريب كل الحواسيب الموجودة الثابت منها والمحمول وذلك بحفر رموز وعلامات على شاشاتها تم استولوا على ست كاميرات تسجيل مختلفة الأحجام وذات قيمة مالية عالية فضلا عن لواقط الصوت (الميكرو) وآلة مزج الصوت والصورة، الشيء الذي فاقم من الخسائر المادية التي قدّرها صاحب القناة بين 150 ألف و 200 ألف دينار وبدا واضحا من خلالها ان الجناة أرادوا تعطيل عمل القناة وايقاف بثها. صحافيو قناة الحوار وصحافياتها وكل العاملين عاشوا حالة من الذهول عند اكتشاف الاعتداء وتمسكوا بتتبع الجناة مؤكدين ان هذا الاعتداء لم يكن مفاجئا بعد الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له طواقم عمل القناة باستمرار وبعد التهديدات التي يتلقاها الصحافيون والصحافيات على صفحات التواصل الاجتماعي. أجهزة الشرطة التي تبحث في الحادثة لم ترشح من جهتها أية معلومات الى الآن تفيد التعرّف عن هوية المعتدين ولكنها تتعامل مع الموضوع بجدية خاصة أن كل الاطار الصحافي في القناة أكد ان هذا الاعتداء لن يزيدهم الا تمسكا بقدسية العمل الاعلامي ولن يرهبهم وهم الذين لم ترهبهم آلة القمع في ظل حكم بن علي مشددين على الثبات حول مبدأ حرية التعبير ومؤكدين على استقلالية القناة واستقلالية خطها التحريري.