احتضنت قاعة حقوق الانسان والعدالة الانتقالية بتونس العاصمة يوم الاثنين 04 جوان 2012 صباحا فعاليات افتتاح الدورة ال23 للمؤتمر القومي العربي قبل أن تنتقل أشغاله الى مدينة الحمامات. وقد شهدت جلسة الافتتاح حضور العديد من الشخصيات من عديد الاقطار العربية بمشاركة أكثر من 200 شخصية سياسية وثقافية ونقابية واجتماعية من 20 دولة عربية رغم مقاطعة بعض الدول احتجاجا على الموقف التونسي من الازمة السورية المتمثل في طرد السفير السوري واحتضان مؤتمر أصدقاء سوريا، كما حضر الافتتاح القائد الفلسطيني فاروق القدومي والمناضل البريطاني جورج غالاوي عضو مجلس العموم. ترأس جلسة الافتتاح الدكتور خير الدين حسيب الامين العام الاسبق للمؤتمر والذي أكّد في كلمته ان نجاح الثورة في أي قطر عربي رهين أربعة شروط رئيسية هي: كسر حاجز الخوف وتوحيد الصف الشعبي والقطع مع الإقليمية والطائفية، وان تكون التحركات سلمية مدنية تتجنب استخدام العنف وتسليح الثوار، أما الشرط الرابع فيتعلّق باتخاذ الجيش موقفا ايجابيا تجاه الثورة أو التحلي بالحياد ان لم يستطع ذلك . وحذّر الدكتور حسيب من محاولات التعتيم على دور القوميين العرب في الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسورية من قبل وسائل الاعلام التي حاولت دائما ابراز دور التيارين الاسلامي والليبرالي. ودعا جميع التيارات الفكرية والسياسية الى تشكيل كتلة تاريخية مناضلة تحقق امال الشعوب العربية بعيدا عن التدخل الخارجي لان الخارج لن ينتصر لثورة هي لصالح الشعوب العربيّة. وقد استقبلت مداخلة الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الاسلامية التونسية بالاحتجاجات من قبل مجموعة من الشباب القومي الذين كانوا يتابعون فعاليات المؤتمر مرددين شعار « شعب تونس شعب حرّ لا أمريكا لا قطر» وقد انتهت هذه المقاطعة بانسحاب العديد من المشاركين الذين رفضوا حضور زعيم النهضة فعاليات المؤتمر معتبرين أنه لا يمكن لمن ساهم بالتحريض على النظامين الليبي والسوري القوميين أن يكون ضيفا في مؤتمر القوميين وقد تواصلت السجالات خارج قاعة الجلسة بين الشباب القومي وبعض الضيوف العرب الذين ساندوا موقفهم في حين واصل راشد الغنوشي كلمته مؤكدا على ان الاسلام والعروبة مثل الروح والجسد لا يمكن فصلهما عن بعضهما وبأن على حد قوله «نحن معشر المغاربيين لا نعرف تنازعا بين الاسلام والعروبة. المفكر القومي الاسلامي منير شفيق الامين العام للمؤتمر القومي الاسلامي دعا الى مجلس رئاسة يتكون من القوميين والاسلاميين يحكم مصر خلال المرحلة القادمة منبها الى الخطر الاسرائيلي الذي يسعى الى استكمال مشروعه الاستعماري مستغلا حالة الضعف والتفكك التي تعيشها الدول العربية. ومن المقرر ان تناقش الدورة 23 للمؤتمر القومي العربي على مدى ثلاثة أيّام جملة من القضايا الرئيسيّة وفي مقدمتها الوضع العربي في تقرير يقدمه الباحث المصري محمد السعيد ادريس كما يقدم الامين العام الاسبق معن بشور ورقة بعنوان سبل إستنهاض التيار القومي العربي التي ستشكل محور مناقشات الاعضاء والخروج بتوصيات وقرارات في اطار مناقشة تطورات المشروع النهضوي العربي خلال العام الماضي في اطار محاور الوحدة العربية والديمقراطية والإستقلال الوطني والقومي والتنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية و التجدد الحضاري بالاضافة الى مناقشة أوضاع المؤتمر القومي العربي التنظيمية والمالية بما فيها إنتخاب أمين عام جديد للمؤتمر والأمانة العامة بعد إنتهاء مدة ولاية الأمين العام الحالي عبد القادر غوقة، وقد ترشّح الناشط اليمني عبد الملك المخلافي إلى منصب الأمانة العامة . لكن يبقى الوضع السوري المتفجّر من أهم المحاور التي يدور حولها جدل ساخن يتمحور حول الموقف من الانتفاضة في سورية وان كان هناك اتفاق على ادانة التدخل الخارجي واستعمال العنف الا ان تباينا حول الموقف من نظام الرئيس بشار الاسد انعكس على اعمال المؤتمر حيث يصر الناشطون السوريون القادمون من داخل سورية على ادانة نظام الرئيس بشار الاسد وهو ما لا يقبله ناشطون اخرون.